مفاوضات سياسية بين لبنان وإسرائيل مع انتعاش فرص الحريري في تشكيل حكومة | | صحيفة العرب

  • 10/15/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أجواء إيجابية طغت على لقاء الناقورة بين الوفدين الإسرائيلي واللبناني بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما برعاية أممية ووساطة أميركية، هذا التفاؤل انسحب أيضا في اللحظات الأخيرة على الداخل اللبناني في علاقة بأزمة التشكيل الحكومي، في ظل امكانية واردة لتسمية زعيم تيار المستقبل سعد الحريري رئيسا جديدا للوزراء. بيروت - بدأت مفاوضات ترسيم الحدود اللبنانية - الإسرائيلية في مقر تابع للأمم المتحدة في الناقورة (جنوب لبنان) برعاية أميركية. وبعد جلسة قصيرة اقتصرت على تبادل الكلمات بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي، فضلا عن كلمتين لممثل الأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ومساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر، اتفقت الأطراف على جلسة ثانية في الثامن والعشرين من الشهر الجاري. وترافق بدء المفاوضات اللبنانية – الإسرائيلية، وهي الأولى من نوعها منذ العام 1983 مع انتعاش فرص رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري في اللحظات الأخيرة للحصول على تكليف يسمح له بتشكيل حكومة جديدة. وبرزت في الساعات الماضية معارضة قوية كادت تطيح بآمال الحريري في تولي رئاسة الوزراء، قبل أن تطرأ تحولات في المواقف في اللحظات الأخيرة لصالحه. وكان ابرز المعارضين للحريري رئيس “التيّار الوطني الحر” جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية، وسمير جعجع رئيس حزب “القوات اللبنانية” والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي تراجع عن موقفه عقب اجتماع مع وفد من المستقبل ثم اتصال جرى بينه وبين الحريري. وهناك حديث يجري عن امكانية تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة المقررة اليوم الخميس وهو ما يدفع باتجاهه رئيس مجلس النواب نبيه بري لتوسيع مروحة التأييد لزعيم المستقبل وكان بري أعلن في وقت سابق على ضرورة تشكيل حكومة جديدة لترافق جولات التفاوض مع إسرائيل. ولفتت أوساط سياسية في بيروت، الأربعاء، إلى سعي “الثنائي الشيعي” الذي يضمّ حزب الله وحركة أمل إلى تفادي الظهور في مظهر الذي يقف وراء المفاوضات اللبنانية – الإسرائيلية. وتؤكد هذه الأوساط أن “الثنائي” هو الراعي الأساسي لهذه المفاوضات والمحرك الأساسي لها، معتبرة أن محاولته التنصل من تركيبة الوفد اللبناني المفاوض كونه يضمّ عسكريين ومسؤولين سياسيين ليست سوى مناورة. وكشفت أنّه فعل ذلك من أجل القول إنّه يرفض وجود مسؤولين سياسيين لبنانيين في الوفد، محمّلا مسؤولية ذلك لرئاسة الجمهورية. واعتبر سياسي لبناني مخضرم ما فعله “الثنائي” بمثابة محاولة فاشلة للتراجع عن كل الشعارات التي رفعها كل منهما في السنوات القليلة الماضية، من بينها شعار “الصلاة في القدس”. وقال هذا السياسي انّ مناورات “الثنائي”، الذي يقوده عمليا حزب الله، لا تنطلي على أحد، خصوصا أنّ من شروط المفاوضات بين لبنان وإسرائيل أن تكون الوفود الحاضرة تضمّ سياسيين وعسكريين. أمام طريق مفتوح لتولي رئالسة الحكومة أمام طريق مفتوح لتولي رئالسة الحكومة ولبنان هو ثالث دولة عربيّة تفتح نقاشات مع إسرائيل، في الأشهر الأخيرة، بوساطة أميركية، وإن من المستبعد أن تحقق هذه المفاوضات خرقا على مستوى تطبيع العلاقات بين الطرفين كالذي توصلت إليه الإمارات والبحرين مع إسرائيل، بيد أنه سيخفف درجة التوتر بينهما، فضلا عن كونه سيمنح الاقتصاد اللبناني متنفسا في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يشهدها. ووصفت الولايات المتحدة والأمم المتحدة المحادثات في بيان بأنها كانت بناءة. وأعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في وقت لاحق عن ترحيبه “بالمحادثات بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية ونحن ملتزمون بإنجاحها”. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، إن الوفد الإسرائيلي سيستمر في المحادثات “لإتاحة الفرصة للعملية”. ونقل عن العميد الركن بسام ياسين الذي قاد فريق التفاوض اللبناني قوله “لقاؤنا اليوم سوف يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر ويشكل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل نحو ترسيم الحدود”. وأضاف “انطلاقا من مصلحة وطننا العليا نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة”. وجاء إعلان الاتفاق على إجراء المحادثات بعد أسابيع من تكثيف واشنطن الضغط على حلفاء حزب الله وفرضها عقوبات على مسؤول بارز من حركة أمل الشيعية، حليف حزب الله الرئيسي. ويقول حزب الله، الذي خاض حربا مع إسرائيل لأكثر من شهر في عام 2006، إن المحادثات ليست مؤشرا على عملية صنع سلام. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي أيضا إن التوقعات بشأن الاجتماع يجب أن تتسم بالواقعية. وعرقل الخلاف على الحدود البحرية أعمال التنقيب عن النفط والغاز بالقرب من خط الحدود المتنازع عليه. وتنتج إسرائيل الغاز من حقول بحرية ضخمة، غير أن لبنان الذي لم يكتشف بعد احتياطيات من الغاز في مياهه يحتاج إلى سيولة مالية من المانحين لأنه يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من 1975 إلى 1990.

مشاركة :