فيروس كورونا يضرب قطاع معالجة سرطان البحر في أمريكا

  • 10/15/2020
  • 10:45
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

 مع بداية موسم سرطان البحر في هوبرسفيل في ولاية ماريلاند، بدأ السكان المحليون يسألون عن مكان خوسيه برونيرو كروز... فعلى مدى عقدين، اعتاد أن يسافر من المكسيك إلى هذه البلدة النائية لمعالجة السلطعون لكنه لم يأت هذا الربيع. كذلك، لم يظهر أيضا أيّ من العمال الاجانب الآخرين الذين تعتمد عليهم جانيت ريبونز-روارك لمعالجة لحوم السرطانات الزرقاء التي تشتهر بها ولاية ماريلاند، ما أدى إلى نقص القوى العاملة وبالتالي تسبب بأزمة للصناعة الشهيرة في ولاية شرق الولايات المتحدة، بحسب ما نشرت "الفرنسية". وقالت ريبونز-روارك "لقد نجونا من كوفيد-19 لكننا في منطقة لا إمكان فيها للحصول على مساعدة محلية" في ما يتعلق باليد العاملة. فقد أدى النقص في تأشيرات العمال الأجانب إضافة إلى ما سبّبه فيروس كورونا من اضطراب في سير العمل، إلى إصابة أجزاء من صناعة سرطان البحر في ولاية ماريلاند بالشلل هذا العام، ما أجبر ثلثي شركات معالجة المأكولات البحرية الرئيسية على تسيير أمورها بعدد قليل من الموظفين الذين تمكنت من توظيفهم، أو دفع بعضها إلى الإغلاق. وسمحت مجموعة من التأشيرات الصادرة في بداية شهر أكتوبر لكروز والعمال الأجانب الآخرين بدخول البلاد، لكن في ظل جدل بشأن سياسة الهجرة في واشنطن، لا يبدو أنه سيتوقف قريبا، ما يثير قلق قادة هذا القطاع بشأن المستقبل. وقال جاك بروكس رئيس جمعية "تشيسابيك باي سيفود إندستريز أسوسييشن"، "لا نعلم إذا كنا سنتجاوز مشكلة التوظيف... سوف نرى". -العمود الفقري للصناعة- قد يكون سرطان البحر الأزرق الذي يتم اصطياده من مياه خليج تشيسابيك من بين أشهر صادرات ولاية ماريلاند إذ اعتبرت ثاني أكبر منتج لمحصول العام 2018 في الولايات المتحدة بقيمة 188,4 مليون دولار وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. ترزح هذه الصناعة تحت رحمة الطقس بالإضافة إلى القواعد التي تهدف إلى حماية موائل سرطان البحر، لكن يمكن للشركات المعالجة الاستمتاع بالازدهار خلال سنوات مثل العام 2020 عندما ارتفعت الأسعار مع وصول الوباء الذي يبدو أنه أدى إلى زيادة الإقبال على السلطعون. وأوضح بروكس "نحن لسنا في ما نسميه نمو الصناعة في هذه المرحلة، لكن لدينا منتج محلي يريده الكثير من الناس". وتعتمد الشركات المعالجة لسرطان البحر على عمال من المكسيك وأماكن أخرى في أميركا اللاتينية يدخلون بتأشيرات "إتش-2 بي" الموقتة، كما أن جماعات حقوق المهاجرين اتهمت الصناعة أيضا بمنح العمال مساكن سيئة وعدم تأمين رعاية صحية كافية. بالنسبة إلى كروز، فإن السفر على طول الطريق من ولاية تاباسكو في جنوب المكسيك إلى هوبرسفيل أفضل من محاولة العثور على عمل في وطنه الأم. وقال كروز (46 عاما) لوكالة فرانس برس "في المكسيك لا تكسبون المال لكن هنا، يمكنكم ذلك". -لم يتغير شيء- يسمح القانون الأميركي بإصدار 66 ألف تأشيرة "إتش-2 بي" كل عام، وقال بروكس إن صناعة معالجة سرطان البحر في ماريلاند تحتاج فقط إلى حوالى 450، لكن في مواجهة المنافسة من صناعات مثل الحراجة وهندسة المناظر الطبيعية، يكون الحصول عليها أمرا صعبا. وبحسب وزارة العمل، فقد ورد أكثر من 99 ألف طلب للحصول على تأشيرات مماثلة في بداية العام 2020. لكن بروكس لفت إلى أن التغيير في إجراءات تخصيص التأشيرات تسَبَب في كارثة عندما تم منح ثلاث شركات فقط التصاريح التي تحتاج إليها مع بدء الموسم في أبريل. وقالت الحكومة في مارس إنها ستمنح 35 ألف تأشيرة إضافية لكن صُرف النظر عن الخطة عندما بدأ انتشار الوباء. وهذا يعني أنه لمدة ستة أشهر حتى إصدار الدفعة التالية من التأشيرات في أكتوبر، كان على ستة مصانع أن تيسّر أمورها بما أمكن من عمال، كما اضطر بعضها للإغلاق. وقالت ريبونز-روارك "من الصعب العمل في صناعة بدون حل دائم". وتجري مناقشة إصلاح نظام الهجرة في الولايات المتحدة منذ سنوات لكن لم يُقدّم أي اقتراح من خلال الكونغرس، ومع اقتراب انتخابات نوفمبر، يشكك العاملون في الصناعة بأن الرئيس دونالد ترمب سيعالج مشكلة النقص في التأشيرات إذا فاز بولاية ثانية. كما أنهم لا يتوقعون تغييرات من منافسه جو بايدن في حال فوزه. وقال جاي نيوكومب رئيس مجلس المحافظة الذي يملك أيضا شركة لمعالجة سرطان البحر "كان بايدن هناك طوال تلك السنوات. لم يفعل شيئا للمساعدة"، مضيفا أنه في عهد ترمب "لم يتم فعل أي شيء".

مشاركة :