أعلن القادة الأوروبيون، أمس الخميس، عقوبات على عدد من المقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في قضية تسميم المعارض أليكسي نافالني، للتعبير بشكل واضح عن رغبتهم في استخدام أسلحتهم السياسية والاقتصادية لفرض احترام القانون الدولي، في خطوة نددت بها موسكو التي اعتبرت الإجراءات الأوروبية «غير منطقية»، و«خطوة عدائية متعمدة»، مؤكدة أنها سترد عليها. ونشر الاتحاد الأوروبي والخارجية البريطانية، قائمة سوداء جديدة تضم أسماء ستة مسؤولين بارزين، ومؤسسة علمية روسية، بينهم مدير هيئة الأمن الفيدرالية ألكسندر بورتنيكوف. وفرض الأوروبيون العقوبات على خلفية التورط المزعوم للرئاسة الروسية في عملية تسميم نافالني بمادة «نوفيتشوك» التي صممها متخصصون سوفييت لأغراض عسكرية. وينتهك كلا الفعلين القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة. واستغرق الاتحاد وقتاً في جمع الأدلة حتى لا يتم اللجوء إلى القضاء ضد العقوبات. وبحسب القرار الذي نشرته الجريدة الرسمية للاتحاد فإن «تسميم نافالني لم يكن ممكناً إلا بموافقة الفريق الرئاسي». وأعلنت الحكومة البريطانية، والنرويج، أنهما ستطبقان العقوبات الأوروبية التي لم تشكل مفاجأة لموسكو، إذ قام رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، يوم الثلاثاء الماضي، بإبلاغ نظيره الروسي سيرجي لافروف بتبنيها. وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن «الاتحاد الأوروبي أضر بالخطوة بالعلاقات مع بلادنا»، وأضاف أن رد موسكو «سيتناسب مع مصالح روسيا». وأعرب عن أسف موسكو إزاء ما وصفه «خطوة عدائية متعمدة». وأكد أن روسيا ستدرس العقوبات الجديدة، وسترد عليها «بطريقة تتماشى بشكل أفضل مع مصالحها». وشدد بيسكوف على أن العقوبات «تفتقر إلى أي منطق». كما انتقد لافروف التدابير الأوروبية، متّهماً بروكسل بالرضوخ للضغط الأمريكي، وب«استبدال فن الدبلوماسية بالعقوبات». وقال في مؤتمر صحفي بموسكو: «بالطبع لن تمر سياسة الاتحاد الأوروبي الحالية من دون عواقب». من جهته، صرّح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لدى وصوله إلى القمة الأوروبية، بأن «روسيا جارتنا، وروسيا تشاركنا هذه القارة، لكن لا يمكننا الاستسلام والتخلي عن مبادئنا وتوقعاتنا، بخاصة عندما يتعلق الأمر بالأسلحة الكيميائية». وطورت الخطة الأوروبية الجديدة من رئيس المجلس البلجيكي شارل ميشال في عدة كلمات ألقاها قبيل القمة المخصصة حصراً للعلاقات الدولية في بداية أكتوبر/ تشرين الأول. وقال أمام معهد بروجل، في بروكسل «نشأ قوس من عدم الاستقرار حولنا». وأشار إلى العلاقات الصعبة مع روسيا، وتركيا، والمملكة المتحدة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والصين. وأكد «لدينا أدوات قوية. يتعين علينا استخدامها بشكل أفضل». وأوضح أن «سياسات العقوبات والتأشيرات توفر فرصة ذهبية يمكننا استخدامها». وتعد العقوبات التي فرضت، امس الخميس، على أعضاء في الفريق الرئاسي، رمزية، حيث سيتم منعهم من السفر إلى أوروبا، وتجميد الأصول التابعة لهم في التكتل. إلى ذلك، دعا القادة الأوروبيون خلال قمتهم، المملكة المتحدة إلى القيام ب«الخطوات اللازمة» من أجل التوصل إلى اتفاق حول العلاقات التجارية في مرحلة ما بعد «بريكست». وذكر البيان أنّ المجلس الأوروبي «يلاحظ بقلق أنّ التقدّم المحرز في المفاوضات بشأن الأسئلة الرئيسية التي تهم الاتحاد تبقى غير كافية للتوصل إلى اتفاق». (وكالات)
مشاركة :