أعلنت قيادة القوات المشتركة لـ«تحالف دعم الشرعية في اليمن» عن وصول 19 أسيراً من قوات التحالف إلى قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض مساء أمس، من بينهم 15 سعودياً و4 سودانيين. وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي إنه كان في استقبال العائدين من الأسرى لدى وصولهم، قائد القوات المشتركة المكلّف الفريق الركن مطلق بن سالم الأزيمع، والملحق العسكري بسفارة السودان لدى المملكة العميد الركن مجدي السماني وعدد من أركانات قيادة القوات المشتركة وضباط الارتباط من الجانب السوداني بقيادة القوات المشتركة وأهالي وذوي الأسرى. وأشار إلى أن وصول الأسرى يأتي في إطار اهتمام القيادة السياسية والعسكرية بالتحالف بعودة كافة المعتقلين والمحتجزين، مثمناً جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكذلك المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث في الوصول إلى تنفيذ اتفاق تسليم الأسرى والمحتجزين بالمرحلة الأولى وفي إطار اتفاق «ستوكهولم». وكانت المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، شهدت الإفراج عن أكثر من 700 معتقل من بين 1081 (681 أسيراً من الحوثيين و400 من الحكومة والتحالف) تم التوصل إلى اتفاق بشأنهم الشهر الماضي في سويسرا برعاية الأمم المتحدة. وقال عضو الوفد الحكومي ماجد فضائل: «بدأت عملية التبادل ورحلات الطيران بين صنعاء وسيئون، والعكس، وذلك لنقل أسرى ومختطفين متفق على تبادلهم»، مشيراً إلى أن الكثير من أسرى الحكومة الذين أفرجت عنهم الميليشيات تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة، وأن معظمهم يعاني من حالات نفسية صعبة وعاهات مستدامة جراء ما تعرضوا له في السجون. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن الدفعة الأولى من الأسرى والمختطفين في سجون ومعتقلات ميليشيات الحوثي وصلت إلى مطار سيئون الدولي بمحافظة حضرموت، وذلك ضمن صفقة تبادل الأسرى التي جرت بإشراف الصليب الأحمر. ونقلت عن رئيس لجنة الأسرى والمختطفين في الفريق الحكومي، هادي هيج، قوله: إنه جرى الإفراج عن 221 مختطفاً وأسيراً من الأبطال في معتقلات الميليشيات، بينهم 19 من أسرى التحالف، مقابل 221 من أسرى الحوثيين، وأشار إلى أن عملية تبادل الأسرى ستستكمل اليوم الجمعة بالإفراج عن 151 أسيراً بينهم أفراد من القوات التي تقاتل في الساحل الغربي. وفي صنعاء، أعلن الحوثيون وصول أربع طائرات إلى مطار صنعاء الدولي أقلت 470 من أسراهم لدى الحكومة اليمنية والتحالف. وقال رئيس لجنة الأسرى في الوفد الحوثي المفاوض، عبدالقادر مرتضى: 470 أسيراً وصلوا بالسلامة. و200 أسير سيصلون الجمعة.. نشكر كل من ساهم وشارك في إنجاح هذا الحدث العظيم. وقال المتحدث العسكري باسم الميليشيات، يحيى سريع، إن عملية تبادل الأسرى نجاح إنساني وسياسي، لافتاً إلى أن جماعته ستبذل وسعها للإفراج عن جميع أسراها لدى الجانب الآخر. وقال الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام: نحن على استعداد للدخول في تبادل الكل مقابل الكل. من جهتها، قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر روث هيذرينجتون إنه جرت مبادلة أكثر من 700 أسير في سبع رحلات جوية من سيئون وصنعاء وأبها، ومن المقرر إجراء المزيد من الرحلات الجوية خلال اليومين المقبلين. وأكدت بعثة اللجنة الدولية لدى مجلس التعاون الخليجي في بيان آخر الإشراف على عملية الإفراج عن 249 من اليمنيين الذين غادروا على متن طائرتين من طائراتها من مطار أبها إلى مطار صنعاء، وأشارت إلى وصول 19 محتجزًا سابقًا إلى الرياض من صنعاء بعدما تم التأكد من صحتهم العامة وقدرتهم على السفر. وكانت اللجنة أفادت في وقت سابق أنها ستقوم، وبالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني والهلال الأحمر السعودي، بمساعدة مئات المحتجزين السابقين على العودة إلى ديارهم، وأضافت لاحقاً بوصول 5 من طائراتها إلى مطارات الرياض، وصنعاء، وسيئون ضمن عملية نقل وإطلاق سراح المحتجزين السابقين. وأوضحت متحدثة باسم اللجنة أن أول طائرة حطت في صنعاء انطلقت من السعودية حاملة 102 شخص، أما الطائرتان اللتان انطلقتا من سيئون وصنعاء فكان على كل منهما 108 أشخاص. وأجرت اللجنة مقابلات فردية وفحوص طبية للأسرى للتأكد من أنهم يريدون نقلهم إلى ديارهم وأنهم يتمتعون بصحة جيدة للقيام بذلك. كما وزعت معدات الحماية الشخصية ونفذت تدابير التباعد الجسدي في الطائرات والمطارات للحماية من انتقال فيروس كورونا المستجد. وقال المدير الإقليمي للشرق الأوسط في الصليب الأحمر فابريزيو كاربوني لـ«رويترز»: «هذه العملية التي تعني الكثير لأسر كثيرة تمضي قدماً». وأضاف «هذا رائع جداً لأنهما يقومان بذلك في الوقت الذي لا يزال فيه الصراع مستعراً». ورحب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيث، ببدء عملية إطلاق سراح المعتقلين وفقاً لما اتفق عليه الطرفان في سبتمبر الماضي والتزاماتهما في ستوكهولم. وقال في بيان: إن عملية إطلاق الأسرى التي تجري بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، علامة جيدة بأن الحوار السلمي يمكن أن يؤدي إلى نتائج حميدة، معبراً عن أمله أن يلتقي الطرفان قريباً برعاية الأمم المتحدة لمناقشة إطلاق سراح كل السجناء والمعتقلين على خلفية النزاع. وأضاف إن المبادلة «جسر جوي للأمل»، وأن كلا الطرفين ما زالا يتفاوضان على وقف دائم لإطلاق النار، والذي أبدى أمله في إمكان التوصل إليه بنهاية العام. وأضاف «أعرف رأي الطرفين في التفاصيل وأعرف كيف يمكننا، على ما أعتقد، سد الفجوة بينهما وتحقيق تطلعاتهما. لذلك، إنها أسابيع وليست شهوراً، وآمل أن يكون هذا العام». هادي يوجه بتقديم الرعاية الصحية والنفسية للمحررين وجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الحكومة وكافة الجهات المعنية بتقديم خدمات الرعاية الصحية والنفسية، والقيام بمسؤولياتهم تجاه المحررين من معتقلات وسجون ميليشيات الحوثي الانقلابية. وأكد نائب رئيس الوزراء، سالم الخنبشي، في الحفل الذي أقيم في سيئون لاستقبال المحررين البالغ عددهم 221 معتقلاً ومختطفاً، أن الحكومة ستواصل جهودها حتى يتم الإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في سجون الميليشيات، وفق مبدأ الكل مقابل الكل بمن فيهم الأربعة المشمولون في قرارات مجلس الأمن، والصحفيون المختطفون. وبارك للمحررين خروجهم إلى الحرية بعد سنوات من الاختطاف والتعذيب وعودتهم إلى أهاليهم. من جهته، أكد رئيس الوزراء معين عبدالملك أن الحكومة لن تكتفي بهذه الدفعة المفرج عنها من المختطفين والمعتقلين في سجون الحوثي، ولكنها ستواصل جهودها حتى يتم الإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً، وضمان حريتهم وعودتهم إلى أهاليهم. وجدد حرص الحكومة على الالتزام بمقتضيات اتفاق ستوكهولم الخاص بتبادل الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسراً، وفق مبدأ الكل مقابل الكل بمن فيهم الأربعة المشمولون في قرارات مجلس الأمن، والصحفيون المختطفون. وطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على الميليشيات لتنفيذ الاتفاقات بشكل كامل وعدم المراوغة والوقف الفوري لتعذيب المختطفين والمحاكمات غير القانونية التي تقوم بها ضدهم لأغراض سياسية، داعياً إلى إيقاف الاعتقالات التعسفية للمواطنين الأبرياء في مناطق سيطرة الميليشيات.
مشاركة :