جاسم يعشق الذهاب إلى الديوانية، ومستعد لترك معظم أعماله المهمة وغير المهمة من أجل الاستمتاع بالجلوس في الديوانية. عماد صديق جاسم... وجاسم ملتزم بالعادات والتقاليد، لذلك فهو لا يتكلم عن عماد أمامه، ولكن من خلفه، فهو لا يستطيع مقاومة ذكر مساوئ عماد، والقليل من محاسنه إذا اقتضت الضرورة... وهذه عادات وتقاليد يصعب الخوض بها حفاظاً على الوحدة الوطنية! جاسم أصرّ على عماد أن يذهب معه إلى الديوانية... في الديوانية، التقت جميع أطياف المجتمع... كان النقاش مهماً للغاية بالنسبة إلى رواد الديوانية. الكل مهتم بوضوع واحد، وهو «إذا علقت الدشداشة على العلاق، هل يجب أن تعلقها بالمقلوب أم لا؟»... البعض مصرّ على أنك يجب أن تعلقها بالمقلوب للتخلص من الروائح والجراثيم... وصراخ هذا البعض، لا يقل عن صراخ الفريق الآخر الذي يؤكد أنك يجب ألا تقلبها، لكي لا تنشر الروائح والجراثيم في المكان. النقاش احتدم وتطور ووصل إلى نقطة مدّ الأيدي، لولا حكمة صاحب الديوانية الذي صرخ بالجميع بأن العشاء جاهز... استأذن عماد للخروج ولم يلبّ دعوة العشاء... وتذكر «أبو أيوب»، وهو يقول «لماذا تعلقها إذا كانت وسخة... اغسلها وخلص نفسك... إلا إذا كنت تحب أن تحتفظ بالأشياء الوسخة»... ويوجه «أبو أيوب» كلامه ناصحاً الجميع: حكومة ومعارضة ومستقلين. ويضحك «أبو أيوب» ضحكة يصعب تفسيرها، وهو يقول «مستقلين». الأشياء المستعملة إذا «توسخت»، عليكم بلبس غيرها وغسيل الذي «توسخ»... والذي لم ينظف بالغسيل، فعليكم تبديله بغيره... الصراحة، «أنا ما فهمت» ماذا يقصد «أبو أيوب». ولم أحاول أن أجادله لكي لا... !
مشاركة :