كل غزو... وأنت بخير يا ديرتي | مقالات

  • 8/8/2015
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

ﻻ أدري من الذي أفهم الشعب أن البكاء والتباكي والمناحة وجلد الذات من الفضائل، فنجدهم كلما حل الثاني من أغسطس في كل عام، تعود نفس الشعارات البالية، والبرامج التي عفا عليها الزمن وفقدت معناها وجوهرها، وكأن الإعلام ﻻ يملك ميزانية لعمل برامج وفعاليات خاصة لهذه المناسبة العظيمة التي قلبت كل الموازين وأعادت كتابة تاريخنا وتاريخ البلد. أﻻ يجب أن تتوجه مؤسسات الدولة كل باختصاصه لتكريس خطة لإحياء ذكرى الغزو بكتاب أو مسرحية أو عمل وثائقي أو أوبريت؟ أين دور الفنانين والأدباء؟ وأين دور جمعيات النفع العام؟ نقول لن ننسى. لكن الحقيقة أننا نتذكر مرارة الحادثة يوماً واحداً فقط ثم ننسى ما تبقى من أيام السنة، بينما المفترض أن نتذكر ونذاكر دروس الاحتلال كل العمر وكل السنة. وأين شهداؤنا؟ ماذا فعلت الدولة لهم؟ هل ذكرتهم بكتاب أو منهج يدرس للطلبة؟ هل ذكرتهم بأعمال فنية بطولية تخلد ذكراهم؟ هل أطلقت أسماءهم على شارع أو مدرسة؟ ﻻ شيء. وكأنها تريد لهم النسيان والانمحاء من ذاكرتنا ووعينا، هل تخجل منهم؟ أو تخجل من تضحياتهم؟ لو نظرنا لبعض الدول العربية سنجد أنهم أقاموا نصباً تذكارية ومتاحف متكاملة بصرية وواقعية وتسجيلية والكترونيات توثق لأحداث تاريخية مشابهة، وهي ﻻ تصل لمستوى رفاهيتنا ﻻ ماديا ولا اقتصاديا. اخلصوا لتاريخ ذكرى الغزو. هذا ما نحتاجه وليس التباكي ورفع شعارات بالية.

مشاركة :