عبر المطرب المصري حمادة هلال عن سعادته بنجاح أول تجاريه التلفزيونية، من خلال مسلسل «ولي العهد»، مؤكدا في حواره لـ «الراي» أنه شعر بالدفء في تجربته التي دخل بها البيوت المصرية والعربية، ولافتا إلى أنه كان شديد الحرص على انتقاء الموضوع، الذي يكون به ضيفاً على المشاهد طوال 30 حلقة، ومشيرا إلى أن العمل يناقش مشاكل الميراث وتنفيذ شرع الله. واعترف هلال بأنه تردد طويلاً قبل خوض تجربة دخول مجال الدراما التلفزيونية، وشعر برهبة في البداية من دخول المنافسة الرمضانية، معتبراً الأمر برمته مغامرة كبيرة لكنها كانت لذيذة وتستحق. وتحدث عن كواليس «ولي العهد»، وعلاقة الصداقة التي ربطته بنجوم العمل. كما تحدث عن أسباب عزوفه عن غناء تترات المسلسلات، وسر عدم خوضه تجربة تقديم البرامج مثل غيره من المطربين والخطوط الحمراء في حياته، وتفاصيل أخرى في سياق الحوار التالي: • قبل تقديمك لمسلسل «ولي العهد»، ومنذ أعوام والجمهور ينتظر عملك الدرامي الأول، خصوصا وأنك قدمت أكثر من فيلم سينمائي ونجحت... فلماذا كان كل هذا التردد في خوض التجربة؟ - ربما لم يكن تردداً بقدر ما كان بحثاً عن الموضوع الذي أقدمه، لأنك عبر التلفزيون تدخل ملايين البيوت المصرية والعربية، ويشاهدك كل أفراد الأسرة من أكبر فرد فيها إلى أصغر عضو، وبالتالي لابد أن يكون الفنان على قدر المسؤولية، ويتحسس خطواته جيدا، لأن تقديم فيلم مدته ساعتان ويذهب إليه الجمهور بنفسه إلى السينما، أمر مختلف تماما عن تقديم مسلسل تلفزيوني يتألف من 30 حلقة ويقتحم على الناس بيوتهم، والحقيقة أنني وجدت ضالتي في مسلسل «ولي العهد»، الذي قدم أفكاراً وطرح قضاياً، فضلاً عن فريق عمل جيد شجعني على خوض هذه التجربة. • وكيف جاءت فكرة المسلسل من البداية؟ - الموضوع بدأ منذ عام تقريباً، عندما عرض عليّ الفكرة صديقي السيناريست أحمد أبو زيد وتحمس لها المنتج عبدالله أبوالفتوح. وهو بالمناسبة أول عمل درامي أيضا يخوض إنتاجه، لأن تركيزه في الفترة السابقة كان على إنتاج البرامج، وهو أعجب بموضوع المسلسل واشتغلنا على السيناريو أنا والمؤلف والمخرج الكبير محمد النقلي الذي سعدت جداً بالتعاون معه. • وما القضية المهمة التي طرحها المسلسل من وجهة نظرك؟ - المسلسل ينتمي لنوعية الأعمال الاجتماعية، وفي الواقع أنه ناقش مجموعة من القضايا التي تدخل في أدق تفاصيل الأسرة المصرية والعربية، فهو من ناحية يتناول علاقة مجموعة من الأشقاء ببعضهم البعض ومشاكل الميراث الناتجة عن عدم تنفيذ شرع الله. ومن ناحية أخرى يتعرض لعلاقة الزوج بزوجته، وكيف تتحكم مشاكل عدم الإنجاب في هدم الأسر، وتجعل الزوج يلجأ إلى الزوجة الثانية، وكل هذا يتم في خليط يجمع بين الكوميديا والإثارة والشجن، فأي أسرة طبيعية لا تعيش على وتيرة واحدة فساعة تضحك وساعات تبكي. • هل ترى أن البرومو أوقات كثيرة يظلم العمل ولا يعبر عنه بشكل جيد؟ - بالتأكيد، فالقناة تعتمد على الفكر التجاري في تسويق المسلسل، وتختار أكثر المشاهد إثارة وتشويقاً في العمل وتعرضها بغرض جذب الإعلانات دون مراعاة الناحية الفنية، وهذا حدث مع «ولي العهد» الذي ظلمه البرومو الخاص به بعض الشيء. • ولماذا اقتصر وجودك في المسلسل على كونك ممثل فقط؟ - «ولي العهد» تضمن جرعة تمثيل مكثفة، خاصة أن معظم أحداثه تميل أكثر إلى الجدية، لكن هذا لم يمنع من وجود عدد بسيط من الأغاني. فإلى جانب تتر المقدمة والنهاية قدمت أغنية السبوع «يا رب بارك لمتنا»، كلمات عادل توفيق وألحاني وتوزيع أشرف أبوزيد، وهناك ما أود أن أشير إليه وهو أن الأغاني هنا تخدم الدراما وليس لمجرد استغلال أن بطل العمل مطرب. • ومن وجهة نظرك أيهما يخدم الآخر المطرب أم الممثل؟ - هذا يتوقف على العمل، فمثلا فيلم مثل «حلم العمر» كانت جرعة التمثيل فيه عالية جدا، والغناء كان عاملاً مساعداً، ونفس الحال بالنسبة لمسلسل «ولي العهد»، على عكس أعمال أخرى كوميدية ولايت وكان غنائي فيها لصالحي كمطرب. • خضت تجربة غناء التترات مرة واحدة من خلال مسلسل «القطا العميا»، فلماذا لا تغني تترات؟ - الحقيقة أن هذا التتر لم يكن في الحسبان، ولم يكن في ذهني أن أغني تتر مسلسل، لأني أري أنها سلاح ذو حدين وقد تؤثر بالسلب على ألبومات المطرب، خاصة إذا تم تصنيفه كمطرب تترات، لكنها في نفس الوقت لا تقلل من قيمة المطرب وقيمة صوته، وأنا قبلت غناء تتر «القطا العميا» مجاملة للفنانة حنان ترك التي تربطني بها وبالشركة المنتجة علاقة صداقة قوية. وأعتقد أنه لو جاءني تتر مسلسل حلو لن أتردد في قبوله، لكن غناء التترات يجب أن يكون بحساب. • وكيف رأيت المنافسة الرمضانية مع نجوم مثل عادل إمام وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا خاصة أنك كنت سنة أولى دراما؟ - بالتأكيد كنت متخوفا من التجربة، خاصة أن هناك نجوماً كباراً في الموسم، لكن توكلت على الله وبذلت مجهودا كبيرا في اختيار العمل، واجتهدت في تقديم دوري بشكل جيد، وفي النهاية الحمد الله ردود فعل الجمهور أنصفتني وحكم الجمهور جاء في صالحي. • بعد تجربتك الدرامية الأولى أيهما أصبح أقرب لقلبك السينما أم التلفزيون؟ - التجربتان لا تختلفان عن بعضهما كثيرا، خاصة أنني في كليهما أقف أمام كاميرا، لكني لا أخفي أنني شعرت بدفء أكثر مع الدراما، لأن المسلسلات تدخل البيوت عبر 30 حلقة على عكس الفيلم مدته ساعتان. • وهل سنراك في أعمال درامية بعد «ولي العهد»؟ - إن شاء الله ما دام «ولي العهد» حقق هذا النجاح مع الجمهور، ولا يبقى إلا أن أجد السيناريو الجيد الذي أدخل به البيوت مرة أخرى. • حدثنا عن مشروعك السينمائي المقبل؟ - تعاقدت أخيراً مع المنتج محمد السبكي على بطولة فيلم بعنوان «فيبريشن»، تأليف محمد وخالد دياب وإخراج خالد دياب، ونعقد جلسات عمل الآن للاستقرار على تفاصيل المشروع، وقد نبدأ تصويره بعد عيد الفطر. • وما طبيعة هذا الفيلم ؟ - «فيبريشن» كوميدي رومانسي يحمل قيم إنسانية افتقدناها ودوري فيه سيكون مفاجأة. • هناك عدد كبير من المطربين دخلوا مجال تقديم البرامج كنوع من تعويض كساد سوق الكاسيت... ألم تراودك الفكرة؟ - الفكرة جيدة، لكن أنا لا أري نفسي في ثوب المذيع، ولم أجد الفكرة التي تغريني لتقديمها وأنا لا أحب خوض شيء لا أكون مقتنعاً به. • وما رأيك في برامج اكتشاف المواهب التي انتشرت في السنوات الأخيرة؟ - أرى أنها مسلية للجمهور، ومفيدة جدا سواء لأعضاء لجان التحكيم من المطربين ليقدموا انفسهم بشكل جديد ويعطوا خبراتهم للأصوات الجديدة، أو للمواهب لأنها تساعدهم على أن يأخذوا فرصتهم. لكني شخصيا لا أحب المشاركة في لجان تحكيم مثل هذه البرامج، لسبب بسيط وهو أني لا أستطيع أن أحرج شابا أو فتاة غنوا بشكل غير صحيح وخرجوا من السباق، فأنا أضع نفسي مكانهم. • ومَن من المطربين تحب سماعهم سواء من القديم أو الجديد؟ - أعشق أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب ومحمد فوزي ومن الجديد أحب محمد فؤاد وبهاء سلطان وأحمد سعد. • هل هناك خطوط حمراء لا تحب أن تتعداها في أعمالك؟ - بالتأكيد، فأنا حريص جدا على أن أي عمل فني أشارك فيه، يمكن أن يدخل البيوت المصرية دون أن يخجل افراد الأسرة من مشاهدته، فأنا على سبيل المثال لا أقدم فيلما يعرض شهرين في السينما ويتم سحبه، لكن أقدم فيلماً يعيش سنوات طويلة حتى بعد مماتي. وأنا لدي وجهة نظر في اختيار أفلامي قد يختلف معها الآخرون، لكني أحب أن أقدم أعمالا لا أخجل منها أمام عائلتي أو أمام الناس. ومثلما لدي خطوط حمراء في أعمالي، فانا لا أحب أن أتعرض من قريب أو من بعيد لحياتي الشخصية على الملأ في الاعلام، لأنها لا تهم أحداً سواي، فالجمهور كل ما يهمه أخبار أعمالي والأغاني التي أقدمها، أما حياتي الخاصة فهي ملك لي.
مشاركة :