نفى السفير البريطاني لدى الكويت ماثيو لودج أن تكون هناك متطلبات أو شروط لتملك الكويتيين العقارات في بريطانيا، موضحا أن بلاده تعتبر سوقاً مفتوحة لجميع المستثمرين وهذا ما جعل أعدادهم لديها الأكبر على مستوى شركائنا الأوروبيين. ووصف لودج في حوار لـ«الراي» علاقة بلاده مع الكويت بـ«التاريخية» و«الاستراتيجية» و«القديمة جداً» ونعمل لتطويرها من أجل مصلحة شعبي البلدين وأكد ان حجم الاستثمارات الكويتية في بريطانيا جيد جداً منذ القدم وهناك استثمارات جديدة في كافة المجالات وقعت خلال الشهرين الماضيين معرباً عن ترحيبه بأن يكون الكويتيون هم المستثمرون الرئيسون في بلاده التي تعد سوقاً مفتوحة للجميع. ولفت إلى ان أعداد الكويتيين الذين زاروا بريطانيا السنة الماضية تعدى 100 ألف كويتي 99 في المئة منهم صدرت لهم تأشيرات دون معوقات خلال 3 أيام ،لافتًا إلى ان هناك أسباباً تقنية وليست أمنية وراء تأخر إصدار تأشيرة زيارة بعض الكويتيين إلى بلاده. وقال ان الديموقراطية في الكويت مقدرة ووسائل الاعلام الكويتية نشطة جداً والجميع بامكانه الكتابة بحرية وانتقاد الأخطاء مستدركاً «لكن على الجميع التمييز دائماً بين حرية الصحافة والحرية الشخصية». وبين ان بعض الصحف بالكويت أغلقت ربما لأسباب قانونية لأنه من الديموقراطية خضوع الجميع للقانون على حد قوله. ولفت إلى ان بلاده تعمل بشكل جاد جداً للإسراع ببداية العمل بنظام التأشيرة الالكترونية للكويتيين بنسخته المطورة، آملاً أن يكون بامكانهم إعطاء معلومات ملموسة حول الموعد المحدد لتطبيق هذا النظام قبل نهاية هذا العام. وأشار إلى أن التأخير في تطبيق النظام الإلكتروني للتأشيرة تقني ولا علاقة له بالأحداث التي تمر بالمنطقة والعالم، . وتطرق لودج للكثير من القضايا والملفات الساخنة المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية. وإلى نص الحوار: • كيف تصف علاقات بلادك مع الكويت وماخططكم لتطويرها مستقبلاً؟ -علاقاتنا مع الكويت تاريخية وقديمة جداً وهذا أمرجيد ولكني أعمل حاليا لمستقبل هذه العلاقات ومدى التحديات التي تواجهنا لتطويرها من أجل مصلحة شعبي البلدين، حيث أصبح العالم صغيرا جداً وهناك تنافس كبير بين الدول من أجل مصالحها وعلينا الحرص على تقديم الأفضل دائماً حتى نتمكن من تطوير علاقاتنا مع كافة شركائنا في العالم عن طريق معرفة ما تحتاجه الدول منا وتسهيل ذلك فبريطانيا كانت وما زالت حليفاً استراتيجياً للكويت. • ماذا عن التبادل التجاري بين البلدين؟ -كان هناك اجتماع للجنة الثنائية المشتركة بين البلدين قبل أكثر من شهر حضره الوكيل خالد الجارالله في لندن، وهذه اللجنة تعقد كل 6 أشهر وتم خلالها مناقشة العديد من القضايا بعدة مجالات مثل الأمن والصحة والهجرة والثقافة ووضعت هذه اللجنة هدفاً للوصول لتبادل تجاري بين البلدين بقيمة 4 مليارات جنيه استرليني قبل نهاية 2016، وهذا هدف طموح نسعى للوصول إليه حيث يبلغ حجم التبادل التجاري حالياً 2.8 مليار جنيه استرليني. • كم يبلغ حجم الاستثمارات الكويتية في بريطانيا وهل هناك شروط لتملك الكويتي؟ -لا توجد في بريطانيا متطلبات أو شروط لتملك العقارات للكويتيين فبلدنا يعتبر سوقاً مفتوحة لجميع المستثمرين وهذا ما جعل أعداد المستثمرين في بريطانيا الأكبر على مستوى شركائنا الأوروبيين، كما ان حكومتنا الجديدة رفضت مقترحاً بفرض ضريبة جديدة على الممتلكات الخاصة. وحجم الاستثمارات الكويتية في بريطانيا جيد جداً منذ القدم وهناك استثمارات جديدة قد وقعت خلال الشهرين الماضيين وهي متنوعة في كافة المجالات. ونحن نرحب بأن يكون الكويتيون هم المستثمرون الرئيسون لدينا، كما ان الهيئة العامة للاستثمار شريك استثماري كبير لبريطانيا ولديها علاقات طويلة ووطيدة بمدينة لندن حيث تتعدى استثماراتها في الأصول الـ150 مليار جنيه استرليني. • هل تم تحديد موعد للبدء بنظام التأشيرة الالكترونية للكويتيين، وهل سبب التأخير الاحترازات الأمنية؟ • كانت هذه قضيتنا الرئيسة خلال مناقشاتنا مع الجانب الكويتي خلال اجتماع اللجنة الثنائية المشتركة، حيث إن أعداد الكويتيين الذين زاروا بريطانيا السنة الماضية تعدى 100 ألف كويتي وفريق القنصلية البريطانية في الكويت المتخصص في اصدار التأشيرات كان الأكفأ والأكثر انجازاً للتأشيرات خلال الأشهر الستة الماضية على مستوى جميع سفاراتنا في جميع دول العالم، و99 في المئة من الكويتيين صدرت لهم التأشيرات دون مشاكل أو معوقات، وخلال فترة أقصاها ثلاثة أيام للتأشيرة أما للمقيمين فالمدة تصل الى 15 يوماً وتأخر البدء فيه بالنسبة إلى المواطنين الكويتيين ليس لأسباب أمنية، بل تقنية. أما نظام التأشيرة الالكترونية فقد تم العمل به في الإمارات وقطر وعمان العام الماضي، ولكن عدد المسافرين من هذه البلدان الثلاث أقل من الكويت، ولاحظنا انه من خلال تطبيق هذا النظام في تلك البلدان الثلاث فإن هناك نحو 16 إلى 20 في المئة ممن يتقدم للتأشيرة إلكترونياً لا يسافر بسبب إشكالية مع هذا النظام وبالتالي هذا ما سيحدث حال تطبيقه مع الكويت،، وبهذا ستكون لدينا مشكلة في نحو 15 إلى 16 ألف مسافر يعودون من المطار بسبب هذه الإشكالية، ولهذا السبب نحن نعمل بشكل جاد جداً لتقديم نظام يخلو من هذه الإشكالات، وسنقدمه بالنسخة المطورة، ونأمل قبل نهاية هذا العام ان نعطي معلومات ملموسة حول الموعد المحدد لتطبيق هذا النظام لأن عدد المسافرين من الكويت كبير جدا، ولهذا نريد تطبيق النظام الصحيح وان استغرق وقتاً أطول، ولكن تطبيقه بشكل صحيح هو الأفضل مع العلم ان هذا النظام الإلكتروني الجديد لن ينطبق على المرضى أو الطلبة أو للعمل في بريطانيا وسيطبق فقط على السياح. ونتمنى أن تكون التجربة الأولى للنظام الجديد قبل نهاية هذا العام. • ماذا عن الزيارات الرسمية المتوقعة؟ -هناك وفد عسكري كبير سيزور الكويت خلال الأسابيع المقبلة لبحث تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، كما ان هناك زيارات أخرى على مستوى الوزراء متفق عليها ولكن لم يتم تحديد المواعيد النهائية لها حتى الآن، ونعمل حالياً على انشاء مركز أعمال بريطاني كويتي مشترك لجذب الشركات البريطانية للعمل في الكويت وتعريفها بالفرص المتاحة من أجل تقوية العلاقات التجارية بين بلدينا. • كيف تصف الديموقراطية في الكويت؟ -الديمقراطية في الكويت مقدرة والدليل على ذلك البرلمان وتمثيله الشعب وامكانية مساءلة الحكومة، وكما تعلم اننا نحتفل بالذكرى الـ800 لتوقيع اتفاقية «الماغنا كارتا» والتي تعتبر أقدم وثيقة للديموقراطية البريطانية واستغرق تطورها كل هذه الأعوام وما زالت تتطور، ونحن متابعون لتطور الديموقراطية الكويتية. • كيف تنظر لحرية الصحافة في الكويت ؟ • الكويت لديها الكثير من الصحف المحلية والقنوات وربما كان هناك اغلاق لصحف لأسباب قانونية لأنه من الديموقراطية أن يكون الجميع خاضعين للقانون، ولكن عموماًَ فإن وسائل الاعلام الكويتية نشطة جداً والجميع بامكانه الكتابة بحرية وانتقاد الأخطاء لكن على الجميع التمييز دائماً بين حرية الصحافة والحرية الشخصية. • ما أكثر ما أحببته هنا في الكويت بعد أقل من عام على تواجدكم كرئيس لبعثتكم الديبلوماسية؟ -بصراحة الشعب الكويتي ودود جداً وحميم للغاية بالاضافة لكرمه الشديد وكإنسان لم أكن أعرف الكويتيين في السابق وعندما قابلت بعض الكويتيين أؤكد لك أنهم أفضل من يمكن مقابلتهم لما شهدته من تصرفاتهم معي منذ لحظة وصولي للكويت، كما انني أعشق شروق الشمس في الكويت. ولا أنسى ان أذكر انني تفاجأت بجمال عادات الشعب الكويتي خلال شهر رمضان المبارك وطريقة تجمعهم في الديوانيات والطقوس الخاصة بهم خلال هذا الشهر. • ماذا عن التبادل الثقافي بين البلدين؟ -هناك أكثر من 3500 طالب كويتي يدرسون حالياً في مختلف الجامعات البريطانية وهذا الرقم قد ارتفع نسبة للسنوات السابقة نظرا للمحادثات الثنائية التي أجريناها مع الجانب الكويتي، ونحن نعمل على تذليل أي صعوبات قد يواجهها الطلبة لمساعدتهم في الالتحاق بدراستهم في الموعد المحدد. • ماذا بشأن الانتقادات من الولايات المتحدة والخليج لبريطانيا لانخفاض دورها العالمي؟ -هذا كلام غير صحيح اننا انسحبنا من دورنا الدولي حكومتنا السابقة وأيضا الحالية لم تعلن عن ذلك، وكما ذكر الوزير وليام هيغ خلال زيارته الأخيرة للمنامة أن المملكة المتحدة تعمل على رفع مستويات استثماراتها في الخليج، فأستغرب الحديث عن تراجع دورنا او انسحابنا من الدور الدولي،ووزراؤنا يعملون على اعادة الاقتصاد البريطاني الى ما كان عليه وقد حققوا نجاحات ملحوظة في هذا الأمر خلال السنوات الأربع الماضية حيث أصبح نمو الاقتصاد البريطاني هو الأعلى بين دول «G7 « واستطاعوا تخفيض أعداد العاطلين عن العمل وأصبحت نسبة التضخم قليلة، وكانت بريطانيا ثاني أكبر المتبرعين للأزمة السورية بعد الكويت في مؤتمرات المانحين التي استضافتها الكويت، وكذلك نحن ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب. • ماذا عن نية حكومتكم تخفيض ميزانية الدفاع، وما مدى تأثير ذلك على قدرتكم الالتزام باتفاقيات الدفاع عن حلفائكم؟ -ليس مؤكداً الحديث مجدداً عن تخفيضات في ميزانية الدفاع لدينا والتحدي الذي يواجه وزارة الدفاع هو استخدام مواردها المتاحة بما يضمن استمرار كفاءتها، وكما أرى فان بريطانيا ملتزمة تجاه شركائها في المنطقة. • ماذا عن الاستفتاء المقرر عقده للانفصال عن الاتحاد الأوروبي في العام 2018، وتهديد بعض الصناديق السيادية بالانسحاب من بريطانيا في حال خروجها من الاتحاد الأوروبي؟ - انضمام بريطانيا للاتحاد الأوروبي قبل 14 عاماً لم يكن باستفتاء أو موافقة الشعب البريطاني، وهذا ما دعا وزراءنا للحديث عن ضرورة مشاركة الرأي مع الشعب البريطاني في هذا الأمر، بالاضافة لاعتقادهم ان المجموعة الأوروبية قد تكون غير مؤهلة لمنافسات القرن الواحد والعشرين مع الصين واليابان وكوريا وغيرها الا بعد اصلاح أوضاعها. وهذا هو سبب اجراء الاستفتاء الذي سيحدد هل ستستمر بريطانيا في عضويتها في الاتحاد الاوروبي أم لا. وهناك جهات تطالب باجراء الاستفتاء في وقت مبكر، ولا نستطيع التكهن بنتائج هذا الاستفتاء ولكن متيقن من ان حكومتنا مهتمة وتعي أهمية وجود هذه الصناديق السيادية والاستثمارات الخارجية لأن جزءاً كبيراً من الاقتصاد البريطاني يعتمد عليها، ولذلك نرى أن جميع المنظمات الاقتصادية البريطانية تدعم استمرار عضويتنا في الاتحاد الأوروبي. • ما مدى تأثير الاتفاق الذي وقع أخيراً مع ايران على علاقاتكم مع دول المنطقة، واعلان طهران عن إعادة فتح السفارات بينكم بالاضافة إلى اعلانها عن وصول مئات الوفود الاقتصادية من بريطانيا ودول العالم ؟ -أولا لا علم لي بأعداد الوفود البريطانية التي ذهبت لطهران، وبحسب معلوماتي لم أبلغ بذهاب وفود تجارية إلى هناك، وفي حال التزام ايران ببنود الاتفاقية فهناك احتمالية ان يكون هناك اتصال تجاري معها، والأمر لا يتعلق فقط بالملف النووي الايراني ولكن كذلك الدعم الذي تقدمه طهران للجماعات الارهابية في لبنان وسورية واليمن فعليها أن تثبت حسن تعاملها مع دول المنطقة حتى تستطيع جميع دول العالم تطبيع علاقاتها الاقتصادية معها ومنها دول الخليج أيضاً. • ماذا عن الاتهامات التي وجهت لهيئة الإذاعة البريطانية «BBC» بشأن تحيزها أثناء الاستفتاء على انفصال سكوتلندا والمطالبة بسن قانون لتكون محايدة خلال الاستفتاء المقبل على الخروج من الاتحاد الاوروبي؟ -هناك العديد من المؤسسات التي تراقب الاستفتاء ووسائل الاعلام وهم من يحمي مصداقيتها، والـ BBC هي منظمة مستقلة ولا تتبع الحكومة ويتم تمويلها عبر تراخيص البث الذي يدفعه مشاهدوها والمشتركون بها، وهناك من حين لآخر سياسيين يحاولون توجيه الاتهامات هنا وهناك حول هذه المحطة وهذا جزء من الديموقراطية الصحيحة والصحية، كما ان هناك جهات رقابية تتابع حتى لا يتم تجاوز القوانين، وعلى الرغم من اتهام بعض السياسيين لـ BBC بأن لها أجندة خاصة إلا انني لا أعتقد ذلك. • هل ما قامت به بريطانيا من إعداد موائد افطار خلال شهر رمضان علاقة بما يحدث في المنطقة من إرهاب؟ • يوجد في بريطانيا العديد من المجتمعات والقوميات المختلفة فهناك المسلمون من شتى المنابت والمذاهب بالإضافة للهندوس والسيخ والبوذيين، وما قام به رئيس الوزراء ديفد كاميرون أو وزير الخارجية لدينا من ارسال التهاني بشهر رمضان والسماح بموائد الافطار عكس مدى انفتاح المجتمع البريطاني ولاثبات أنهم يمثلون جميع سكان بريطانيا بغض النظر عن أصولهم. • ماذا عن الحرب على داعش وما آخر تطوراتها، ولماذا طال أمد هذه الحرب؟ -أحد أسباب طول أمد الحرب ضد داعش هو اعلان العراق بكل صراحة أنه لا يريد جنوداً أجانب على أراضيه، عندما كنت أعمل في بغداد في العام 2007 كان هناك أكثر من 120 ألف جندي أميركي هناك بخلاف القوات البريطانية ودول التحالف الأخرى، لكن سياسة رئيس الوزراء العراقي حينذاك أرادت ألا يبقى أي جندي أجنبي على أراضيه، نحن نساند حكومة العبادي حالياً في حربها ضد داعش لكن ذلك بطرق محدودة ما يطيل أمد هذه الحرب، وبالطبع هذا لا يعني عدم وجود قوات أجنبية على الأراضي العراقية فنحن نعلم بوجود قوات من دول جارة لها تساندها وهذا قرار بيد الحكومة العراقية وشعبها ونحن مستمرون في دعمنا لهم كما صرح رئيس الوزراء البريطاني. ونحن نعمل بشكل وثيق مع قوات التحالف في الحرب ضد الارهاب لكن لا أحد يمكنه ان يتكهن متى ستنتهي هذه الحرب، وأحد الصعوبات الأخرى التي تواجهنا في هذه الحرب هي لو استطعنا طرد داعش من العراق سنعود لمربع القضية السورية مرة أخرى التي مضى عليها أكثر من أربع سنوات ومازال هناك ضحايا بالمئات بشكل يومي، لذلك نحاول مساعدة العراق لطرد داعش من أراضيه وتمكينه من السيطرة على حدوده، حتى يمكننا البحث عن حل سياسي لانهاء الأزمة السورية. • ماذا عن الوضع في اليمن؟ -نحن ندعم السعودية ودول التحالف في المحادثات الجارية حالياً من أجل عودة الاستقرار لليمن ونتمنى ان تسفر المفاوضات عن نتيجة سريعة نظرا للأوضاع المأسوية التي يعيشها الشعب اليمني وحاجته الماسة للمساعدات الانسانية. • وماذا عن القضية الفلسطينية قضية الشرق الأوسط في ظل استمرار اسرائيل في توسيع المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية وضرب جميع القرارات الدولية عرض الحائط ؟ -هذه قضية مهمة حيث ان بناء المستوطنات بحسب القرارات الدولية غير قانوني ويشكل خطرا على امكانية حل الدولتين وهذا يقلقنا، ونحن واضحين جدا برفضنا لبناء هذه المستوطنات وعدم شرعيتها ونحن ندفع مع شركائنا الأوروبيين والاميركان للوصول لحل الدولتين.
مشاركة :