خطفت الطفلة البحرينية، الزين طارق جمعة، الأنظار من كبار بطولة العالم للسباحة، المقامة في قازان الروسية، وذلك بعدما أصبحت أصغر سبّاحة على الإطلاق تشارك في حدث من هذا المستوى. ولم يكن المركز الذي حققته الزين طارق في تصفيات سباق 50 متر فراشة مهماً، إذ حلت أخيرة ضمن مجموعتها في التصفيات، بعدما سجلت 13ر41 ثانية، وبفارق تسع ثوانٍ عن متصدرة مجموعتها، لكن ما جعلها محط اهتمام الجميع أنها لم تتجاوز العاشرة من عمرها. وبالمجمل تخلفت الزين طارق في النهاية بفارق 15 ثانية عن أسرع وقت، الذي سجلته البطلة السويدية سارا سيوستروم، حاملة الرقم القياسي العالمي لسباق 100 متر فراشة، لكن الأخيرة لم تحظ بالاهتمام الإعلامي الذي نالته الطفلة البحرينية، التي تهافت عليها الجميع في المنطقة الإعلامية المختلطة. اللافت أن الزين طارق تمتعت برباطة الجأش، وأجابت ببرودة أعصاب عن أسئلة الصحافيين، بلغة إنجليزية صحيحة وواضحة، قائلة: أنا سعيدة، أشعر بسعادة كبيرة، مضيفة في ردها على سؤال حول شعورها بالسباحة إلى جانب الكبار إنه أمر جميل. وأثارت الطفلة البحرينية جدلاً في قازان حول الحد الأدنى للأعمار المسموح بها في بطولة من هذا الحجم، لكن رد الاتحاد الدولي للسباحة كان واضحاً، إذ أكد عدم وجود أي حدود عمرية للمشاركة في بطولة العالم أو الألعاب الأولمبية، التي تشكل هدفاً أساسياً لتلميذة المدرسة البحرينية قبل عام من أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 بتأكيدها: أريد السباحة في الألعاب الأولمبية. وكان لبعض السباحات الكبيرات موقفهن من الزين طارق، وبينهن البريطانية فران هالسال، إحدى المرشحات للفوز بميدالية في سباق 50 متر فراشة، إذ قالت: لا أعلم ماذا أقول في هذه المسألة، إنها صغيرة الحجم، هنيئاً لها جرأتها. وتشارك الزين طارق اليوم في تصفيات سباق 100 متر حرة أيضاً، وأعربت عن السعادة بلقاء بطلاتها في قازان: لقد التقيت السويدية سارا (سيوستروم). تحدثت إليها، وسألتها عن إمكانية التقاط صورة معها، ثم تمنت لي التوفيق. وواصلت الأسترالية كايت كامبل هي مثلي الأعلى أيضاً، وكذلك شقيقتها برونت. التقطت صورة مع كايت، لكن ليس مع شقيقتها، وكايت لم تتحدث معي. وفي ما يتفرغ معظم الأطفال من عمرها للدراسة، تحاول الزين طارق التوفيق بين العلم والتمارين: أتمرن خمسة أيام في الأسبوع، وفي بعض الأحيان أتمرن مرة واحدة في اليوم، وأحياناً مرتين. مدرستي من الساعة السابعة صباحاً إلى الثانية ظهراً، وهناك نحو 20 فتاة يزاولن السباحة، فيما يتجاوز عدد الصبيان الـ20. وتدرك الزين طارق أن تجاوزها التصفيات في البطولة الحالية ليس هدفاً واقعياً، لكنها تتعامل مع البطولة كفرصة للتعلم من أفضل سباحات العالم: أريد تعلم التقنية وكيفية السباحة. واعترفت بأنها كانت متوترة جداً للغطس في الحوض أمام جمهور يتجاوز 4000 مشجع خلال التصفيات الصباحية، لكنها حظيت بردة فعل مفاجئة من منافساتها: كنت متوترة في طريقي إلى هناك (المسبح)، لم أسبح يوماً أمام هذا العدد من المشاهدين. شعرت السباحات الأخريات بالمفاجأة. سألنني عن اسمي وعمري، ثم طرحن سؤالاً: هل تسبحين هنا؟. وغالباً ما عرفت السباحة بطلات صغيرات، وآخرهن الليتوانية روتا ميلوتيت، والأميركية كايتي ليديكي، اللتان توجتا بالذهب في أولمبياد 2012، رغم أنهما لم تتجاوزا الخامسة عشرة. وبطلة سباق 200 متر حرة سابقاً، الألمانية فرانتسيسكا فان المسيك، فازت بميداليتها الأولمبية الأولى عام 1992 في برشلونة وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وترى أن الحد الأدنى للعمر في بطولات كبرى يجب أن يكون 14 عاماً. وأشار مصدر في الاتحاد الدولي للسباحة إلى أنه ستتم مناقشة مسألة الحد الأدنى للعمر في الاجتماع المقبل.
مشاركة :