أصبحت تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان في معزل عن العالم، بسبب سياستها العدوانية، حيث باتت تمتلك سجلًا سيئًا حافلًا بالجرائم والعدوان على جيرانها، فهي تقاتل السوريين في الشمال السوري، وتقصف الحدود العراقية، وتنتهك القوانين الدولية في شرق المتوسط، وتأجج الصراع بين أذربيجان وأرمينيا في جنوب القوقاز. وفي المقابل تسعى المعارضة التركية، بقيادة رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو، حل أزمات بلادها الداخلية، المتمثلة في البطالة والاقتصاد الهش والأمن وملف الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية. وتحت عنوان “خطوة بخطوة نحو الوصول إلى الحكم”، عقد حزب الشعب الجمهوري التركي أحد أكبر أحزاب المعارضة، مؤتمرا صحفيا الجمعة، حيث أعد خطة تشمل حلول لكل المشكلات التي تعيشها تركيا. وأكد مراسل الغد من العاصمة اسطنبول، أن الحزب انتقد بشدة خلال المؤتمر الصحفي السياسة الخارجية لحزب (التنمية والعدالة) الذي ينتمي إليه الرئيس رجب طيب أردوغان، موضحا أن هذه السياسة أدخلت البلاد في أزمات حقيقية هي الأولى من نوعها في تاريخ تركيا. وأوضح مراسلنا أن حزب الشعب قدم مقترحًا بإنشاء “منتدى الشرق الأوسط للسلام، وذلك بهدف التعاون بين مختلف الدول بما يشمل سوريا ومصر والعراق وإيران لإرساء الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما أكد أيضا أن خطة المعارضة التركية تشمل كل القطاعات في البلاد، والتي من شأنها إصلاح الاقتصاد وملف الحريات والحقوق والديمقراطية والأمن والتعليم. وأشار مراسلنا إلى أن حزب الشعب الجمهوري المعارض أكد أن هناك مطلبا شعبيا بضرورة إجراء انتخابات مبكرة، مطالبا الحزب الحاكم وأردوغان بتقبل مطالب الشارع من أجل التخلص من مشكلات التي تمر بها تركيا. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، كمال كليتشدار أوغلو، إن بلاده تمرّ بأزمة غير مسبوقة، مضيفا أن تركيا لديها مشاكل حقيقية كبيرة ومعقّدة، وتحتاج للكثير من العمل لحلّها، والحزب الحاكم عمل على تعزيزها ولم يحلّها، ونحن بخطّتنا نملك الحلّ”. وتابع قائلا “نحن كحزب معارض قدّمنا مقترحات وخططاً، ونطلق مشروعنا بعنوان خطوة خطوة نحو الحكم من أجل حلّ كل مشاكل تركيا، وأننا نحترم كلّ الأعراق والمعتقدات والتوجّهات والمذاهب والأفكار وطرق الحياة التي يريدها الناس لأنفسهم”. وتتزامن تصريحات رئيس أكبر حزب معارض في تركيا مع تصاعد الحملة الأمنية ضد الأكراد داخل البلاد، إضافة إلى مواصلة الاعتقالات بين المواطنين بشبهة المشاركة في الانقلاب الفاشل عام 2016. وأشار كيليتشدار أوغلو إلى استطلاع للرأي بين الشباب التركي أظهر أن 64% منهم أبدوا رغبتهم في ترك تركيا إلى الأبد. وتجدد الأحزاب المعارضة في تركيا دعواتها لإجراء انتخابات مبكرة تعبيرا عن مواقفها الرافضة لاستمرار الرئيس أردوغان في السلطة، خاصة في ظل توريط تركيا، وإقحامها في أزمات في القوقاز وشرق المتوسط وليبيا والعراق وسوريا وغيرها. كما تسببت سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تراجع تاريجي لسعر العملة المحلية، وخسارة علاقات مع دول كانت صديقة لتركيا. وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري، وزعيم المعارضة في تركيا، كمال كيليتشدار أوغلو، من ضمن الشخصيات التي ارتأت ضرورة إجراء انتخابات مبكرة. كما أكد ثقته بأن تعزيز الديمقراطية في تركيا سيكون الخيار الأول، وأنه سيتم القضاء على نظام استبدادي في السلطة من خلال الوسائل الديمقراطية. يأتي هذا تزامنا مع انتقاد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الجمعة، استئناف تركيا التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، مندداً بما اعتبرها “استفزازات”، في ختام قمة في بروكسل. وقال ميشال، “نندد بتصرفات واستفزازات تركيا أحادية الجانب”، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يعتزم دراسة الوضع في ديسمبر للنظر في عقوبات ضد أنقرة.
مشاركة :