دان أعضاء هيئة كبارالعلماء العمل الإرهابي الذي استهدف مسجداً في مقر قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير، ونتج عنه استشهاد عددٍ من منسوبي القوات وإصابة آخرين، وذلك أثناء أدائهم صلاة الظهر، مؤكدين في حديثهم مع "الرياض" على أن التفجير في بيوت الله جريمة نكراء، وفجور في دين الله، وأن قتل النفس جريمة بشعة، ومنكر عظيم، وأشارو إلى أن هذا العمل الإرهابي لن يزيد المجتمع إلا تماسكا وقوة في الوقوف يدا واحدة تجاه هذا الفكر الضال الذي يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن. الإرهابيون باعوا أنفسهم مطايا ذليلة لأعداء الدين والوطن التفجير في بيوت الله جريمة نكراء وفجور في دين الله ووصف الشيخ د. علي بن عباس الحكمي عضو هيئة كبار العلماء الإرهابيين بأنهم مسخ من الخلق، وحوش في شكل بشر فقدوا إنسانيتهم، وعقولهم وقبل ذلك دينهم فباعوا أنفسهم للشيطان، وجعلوا من انفسهم مطايا ذليلة لأعداء الدين والوطن، وقال الشيخ الحكمي: "مهما ولغوا في دماء الأبرياء، وحاولوا النيل من أمن هذه البلاد العزيزة بعزة اهلها، وولاة أمرها، وتأييد الله ونصره فلن يفلحوا وما يزيدهم طغيانهم، وعدوانهم إلا ذلة وهوانا على الناس، وبغضا ومقتا عند الله، كما لا يزيدنا إلا قوة وصلابة وتماسكا وائتلافا فيما بيننا، وولاءً لولاة أمرنا، وحرصا على التمسك بقيمنا، ومبادئنا التي أسست عليها دولتنا، وزاد قائلاً: "كلمة أوجهها إلى كل مواطن، ومقيم في هذا الوطن مهوى أفئدة المؤمنين، وقبلة المسلمين أن يجعل كل واحد من نفسه حاميا لبلده من هؤلاء المجرمين، ويعمل على مساعدة رجال الأمن بكل ما يستطيع من الوسائل لأن هؤلاء المجرمين لا يفرقون بين احد وأحد في جرمهم، وعدوانهم، ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة"، سائلاً الله تعالى أن يحفظ بلادنا، وبلاد المسلمين من كل سوء، ومكروه ويخذل كل معتد أثيم، فيما أكد الشيخ د. سعد بن تركي الخثلان عضو هيئة كبار العلماء على أن استهدف مسجد قوات الطوارئ بمنطقة عسير جريمة بشعة، ومنكر عظيم، وقال: "إن قتل انفس المعصومة من أعظم المنكرات فكيف إذا كان ذلك قتلا لمصلين في بيت من بيوت الله قال الله تعالى (ومن يقتلْ مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)، وهذا هو دين الخوارج الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يقتلون أهل اسلام ويدعون أهل اوثان"، وزاد الشيخ الخثلان قائلا: "الخوارج من شر الطوائف بل إن النبي صلى الله عليه وسلم وصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة، لذا ينبغي التواصي بين أفراد المجتمع بتحذير أبنائه من الجماعات المنحرفة، والفكر الضال الذي تكون نهايته أن يدمر انسان نفسه، ومن استطاع من مجتمعه، وهذا الانحراف في الفكر وقع من قديم الزمان فهذا الذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما قيل له :كيف تقتل علياً وهو أحد الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأول من أسلم من الصبيان؟ قال: هذا أرجى عمل أتقرب به إلى الله، قالوا: وكان يرى في جبهته أثر السجود، فانظر كيف يبلغ الانحراف العقدي، والفكري بانسان إلى هذا المبلغ"، وبين الشيخ الخثلان أن هذا العمل اجرامي لن يزيد مجتمعنا إلا تماسكا وقوة فيما بين أفراده، وفيما بينهم وبين ولاة امر -وفقهم الله تعالى- ولن يزيد المجتمع إلا الوقوف يدا واحدة تجاه هذا الفكر الضال الذي يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار وطننا، وقال الشيخ د. قيس بن محمد ال مبارك عضو هيئة كبار العلماء: "إن قتل النفس هو أعظم الذنوب في شريعة الإسلام بعد الشرك بالله، والله تعالى يقول: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً)، وأكد الشيخ ال مبارك على أن التفجير الأثيم الذي حصل في بيت من بيوت الله تعالى في عسير جريمةٌ نكراء، ويُعدُّ من الفجور في دين الله، وفيه اعتداءٌ على الناس جميعا، وزاد قائلاً: "إنَّ قَتْل النفس أقبح الفواحش، فهو فسادٌ عظيمٌ كان مُتفشِّيا في الجاهلية بين العرب، فجاءت الشرائعُ بتحريمه وتأثيم فاعلِه، فهؤلاء محاربون للبلاد والعباد، منتهكون لحرمات الله تعالى، مروِّعون للآمنين في مدنهم وقراهم، والأسوأ من ذلك ترويع الناس في مساجدهم، فلا ظُلمَ أشنع مِن مَنْع مساجد الله، والله تعالى يقول: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)، أسأل الله الرحمة لشهدائنا الذين قَضَوا وهم على طهارة وفي صلاةٍ وذِكر، وقد صحَّ عن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه أن قال: (يُبعث كل عبد على ما مات عليه)، أما القَتَلَةُ فبأيِّ وجْهٍ سيقابلون ربَّهم، ألم يسمعوا قول الله تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).
مشاركة :