العقل موطن الجمال

  • 10/17/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتوزع تاريخ علم الجمال على صراع جدلي بين تيارين: تيار الذين ربطوا الجمال بالإنسان، باحثين عن الأرض المشتركة بين الناس جميعاً، ألا وهي أرض العقل، فيطرحون المشكلات الجمالية مرتبطة بالإنسان، على أساس أن الأدب والفن صناعة إنسانية، صنعها الإنسان عن الإنسان لأجل مجده وعظمته، وتيار آخر حرفي تقني، يعزل القضايا الجمالية عن الإنسان، ويبحث فيها لغوياً وحرفياً. التيار الأول، كما يرى مجاهد عبد المنعم مجاهد في كتابه «تاريخ علم الجمال في العالم» هو تيار الفلاسفة الإنسانيين العظام الذين يريدون أن يشيع العقل ويتقدم الإنسان، وأن يحكم العقل العالم، والتيار الثاني هو تيار دعاة النسبية والتقنية الجوفاء، وهو تيار يريد أن أن يمزق الإنسان ويشغله عن إقامة الوحدة بين البشر، وهو تيار تأسس على يد الفيلسوف الألماني «بادمجارتن» في القرن الثامن عشر. رصد الكاتب في هذه الرحلة الجمالية 225 كتاباً لطرح تاريخ الوعي الجمالي، الذي لا ينشأ إلا وسط الأزمات الحضارية، وانهيار الأدب والفن، وانحرافهما عن رسالتهما الحقيقية، وهي جعل اللامرئي مرئياً، حتى يظهر الجمال، مؤكداً أن الوعي الجمالي طوال رحلة الإنسان، احتاج إلى تطهير الساحة من الأدعياء والمزيفين، حتى يمكننا من جديد أن نرى في الأدب والفن ما يؤكد الوحدة والتناغم، تأسيساً لأرض العقل وتحقيقاً لقهر الاغتراب.

مشاركة :