قد يتخيل الرسام في لوحة يرسمها صورة خيالية من كوكب آخر، كما قد نتابع ونشاهد أحد الأفلام الخيالية الني تنبأ مؤلفها بأحداث المستقبل، فالشاعر أيضاً له القدرة في وصف الصور الخيالية وإغراق ما أمامه من وقائع بالصورالخيالية والوصف الذي يعجز عنه الإنسان العادي ، ولكن أن يصف شاعرٌ من الشعراءَ الأحداث المستقبلية و الواقع اليوم فهذا الذي لايمكن أن يتفق عليه البعض ..! نحن أمام أبيات سائرةً وتردد في أوساط المجتمع بنسبتها لابن جدلان ؛ وسعد بن جدلان شاعر سعودي ولد في مدينة بيشة، وهو من الشعراء القلائل الذين يتفقجميع متذوقو الشعر على إبداعه واختلافه فيما يقدم ، وروعته وجزالته ، وخروجه عنإطار الشعر المألوف والتقليدي، كما يتفقون على قدرته الفائقة على الابتكار والإدهاش فيشتى الأغراض التي نظم فيها خلال مسيرته الطويلة والثرية…بالإضافة إلى تميز أشعاره بخاصية فريدة يندر أن تتوفر في أشعار كثير من الشعراء؛بأسلوبه الجزل الذي يجمع بين الحكمة والشاعرية التي يمتطي فيها الأسلوب السهلالممتنع ، ويمتاز ابن جدلان – رحمه الله – عن باقي الشعراء بإجادته شعر العرضةالجنوبية و شعر المحاورة و النظم أشهر ما تميز به هو الشعر النمطي الذي يغلب عليهالطابع البدوي الشعبي استناداً لحياته ونشأته في بيشة .. والتي منها ذاع صيتهابمنطقة الخليج كافة ..وهذا ينم عن قوة المخزون المعرفي و الثراء الفكري و اللفظي للشاعر .. ففي هذه القصيدة التي نسبها البعض لابن جدلان وأخرون قالوا ان قائلها هو الشاعر أحمد بن عبدالرحمن بن معطش المعمري“لا صكت الناس بيبان العمل والدوام”فان صح ما تناقله البعض انها لابن جدلان – رحمه الله -نجد بأنها قصيدة وثقت الأحداث والواقع اليوم ، وكأنه يعيش بيننا الآن ، ويصف في تلك القصيدة حالنا اليوم بأدق التفاصيل والتي تزامنت مع تفشي (فايروس كرونا) وفي البيت الأول يظهر ذلك جلياًحتى نصل إلى قوله في البيت الثاني في قوله :نعوذ بك من عذابك والبرص والجذامو( جرثومةٍ )ماتراها الناس بعــيونهاثم ينتقل لتصوير الحال وكأنه يعيش بيننا اليوم في البيت الذي يليه و ما يعانيه الأطباءو وزات الصحة في كل انحاء العالم ، بل منظمة الصحة العالمية التي عجزت وذهلت فيايجاد العلاج أو اللقاح المناسب ..!!!بقوله :خلت عقول الاطباء مدعين العلاممذهــولةٍ كل طبٍ مايجي دونــــهااما ان كانت القصيدة للشاعر أحمد بن عبدالرحمن المعمر فقد اجاد الشاعر في الوصف الدقيق ، فقد صكت ابواب العمل والدوام ولم يبقى سوى باب الله سبحانه وتعالى مفتوحاً أمام الجميعثم أورد الشاعر وضمن في البيت الثاني منها الدعاء المأثور “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ”إلى وصل إلى وصف حال عجز الأطباء والذهول لعدم تمكنهم من معرفة العلاج او اللقاح لهذا الفايروس الذي عطل و أعجز أكثر من ١٤٢ دولة ..ثم يختم الشاعر قصيدته بتذكر عظمة الله والذي هو الواحد والقادر عن رفع البلاء عن الأمةأبيات القصيدة : 📜
مشاركة :