قال استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين د. إبراهيم الزايد إن سلامة الصحة النفسية للطفل تبدأ قبل مرحلة الولادة، من حين اختيار الوالدين لكل منهما شريكًا في الحياة، مبينًا أن وجود أبوين مستقرين نفسيًا ينتج عنه طفل مستقر نفسيًا، وأن ثقافة الوالدين في تربية أبنائهم تنعكس بشكل فعّال ومؤثر على سلوك ونمو الطفل.معلومات ضحلة وأضاف: من غير المناسب أن يبدأ الوالدان بالتعاون والتعامل مع أطفالهما ومعلوماتهما ضحلة، إذ يجب أن يكون لديهما خلفية عن كيفية تطور مراحل النمو لدى الأبناء وعن متطلباتهم النفسية والعاطفية، إذ إن كل مرحلة من مراحل نمو الطفل والمراهق لها متطلباتها النفسية والعاطفية والعضوية، ما يؤكد أهمية وجود والدين لديهما الوعي في تربية أطفالهما.تاريخ عائليوأكد أن الوالدين السليمين من الأمراض النفسية، واللذين ليس لديهما تاريخ عائلي في الأمراض النفسية، تكون فرصة وجود طفل مصاب بالأمراض النفسية أقل بكثير ممن لديهم تاريخ عائلي بالأمراض النفسية.مشاكل أسريةوأوضح أن المشاكل العائلية وعدم استقرار الأسرة وخلافات الوالدين من أهم الأسباب المؤدية لظهور اضطرابات سلوكية لدى الأطفال والمراهقين وربما تسرع من فرصة ظهور الأمراض النفسية، قائلًا: عدم استقرار الأسرة يؤدي إلى ظهور طفل غير مستقر نفسيًا وإلى مشكلات في التواصل مع الآخرين بجانب عدم الثقة بالنفس، إذ تكثر اضطرابات القلق وضعف التحصيل الأكاديمي في الأطفال ممن يعانون عدم الاستقرار الأسري.أسباب السلوكياتوأخبر أن العديد من السلوكيات لدى الأطفال والمراهقين، بعد البحث والتقصي، يكون منشؤها عدم الاستقرار الأسري بين الوالدين، وعندما تنتهي هذه الخلافات يتحسن الطفل أو المراهق بشكل كبير.احتياجات الأبناءوأوصى الزايد الوالدين بأن يحاولا قدر الإمكان معرفة احتياجات الأبناء النفسية في كل مرحلة من مراحل أعمارهم؛ لأن ذلك سوف يساعد كثيرًا في التعامل مع الطفل والمراهق، كذلك مراعاة إبعاد الأطفال عند حدوث أي خلاف أسري؛ لكي يعيشوا في بيئة مستقرة آمنة، وينصح عند ظهور أي سلوكيات غير معتادة وغريبة على الطفل بعدم التهاون بالأمر واستشارة مختص، لأن التدخل في الحالات المبكرة يساعد على الشفاء المبكر وعدم تدهور الحالة.مصطلح حديثوأبان أن مصطلح الصحة النفسية للأطفال والمراهقين يعد مصطلحًا جديدًا بمجتمعنا إلى حد ما، وهو من المصطلحات القديمة والدارجة في المجتمعات الأوروبية ومجتمعات أمريكا الشمالية، ومعروف لديهم بشكل كبير.3 أقساموأكد أن الأمراض النفسية عند الأطفال والمراهقين تنقسم إلى 3 أقسام، منها ما يسمى الأمراض العصابية، مثل: القلق والاكتئاب، ومنها ما يشمل الأمراض النمائية، مثل: اضطراب التوحد، والاضطرابات الأخرى المتلازمة مع الاضطرابات العضوية، كالاعتلالات النفسية المصاحبة لأطفال متلازمة داون وغيرها من المتلازمات العضوية التي تصاحبها سلوكيات نفسية، والفئة الثالثة وهي الأقل ذوو الأمراض الذهانية التي تصيب المراهقين، ومن النادر جدًا أن تصيب الأطفال.ضغوط الحياةواستكمل بقوله: قد يستغرب البعض أن الأطفال يصابون بالأمراض النفسية، ذلك الطفل المخلوق البريء الذي ما زال بمقتبل العمر يصاب بهذه الأمراض، على اعتبار أن الأمراض النفسية من نتيجة ضغوط الحياة، وفي الحقيقة فإن ما نعانيه من أمراض نفسية تصيب الأطفال والمراهقين هي أمراض تكون نتيجة اعتلالات عضوية تصيب جسد الطفل كسائر الأمراض الأخرى، ويكون للبيئة التي يعيش فيها الطفل والجانب الوراثي دور في تسريع ظهور هذه الأمراض، كذلك إصابة أحد الوالدين أو أحد الأقرباء من الأسرة بهذه الأمراض يكون له دور كبير في ظهور الأمراض النفسية، فلا يقصد بالأمراض النفسية لدى الأطفال والمراهقين المشاعر العابرة من الحزن والخوف أو التردد في عمل الأشياء.
مشاركة :