كيف تكون إيجابياً؟ | فضاء كويتي

  • 8/9/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نعيش في عالم تتغير فيها الأحداث بشكل متسارع جداً، وتحدث فيه التقلبات والمفاجآت بشكل دائم، فلا نكاد نستقرعند حدث أو أمر واجهناه حتى ينقلب ونفاجأ بمستجدات مختلفة، فنقع في حيرةٍ ويصيبنا الإحباط ونفقد القدرة على التفكير والتركيز، وإذا ما أصابنا الإحباط وتوقف تفكيرنا عن الإبداع ومجاراة التطور، فسنقع فريسة للأفكار السوداء والتي يُطلق عليها التفكير السلبي. ومن هنا كان لابد أن نتمتع بقدر كبير من التأقلم والتكيف والتفكير بالطريقة المثلى والمناسبة، لنصل إلى ما نسميه بالتفكير الإيجابي. فماذا نقصد بالتفكير الإيجابي؟ لقد أورد خبراء تنمية الذات الكثير من التعريفات للتفكير الإيجابي، وكلها تصب حول التفاؤل، بمعنى الميل الذي يجعل العقل يتقبل الأفكار التي يتوقع منها الفرد نتائج إيجابية تؤدي إلى النجاح في ما يريده، وهو مصدر قوة يساعدنا على التفكير المنظم في إيجاد الحلول للمعضلات التي نواجهها. فالتفكير الإيجابي إذن مهارة يمكن تعلمها وإتقانها لتعبد لنا طريق النجاح والسعادة. وعلى العكس من ذلك يسيطر التفكير السلبي( المتشائم) على من لا يثق بقدراته ويعتبر نفسه من دون الآخرين، وينظر لأحلامه وطموحاته بعين الاستحالة. إن التفكير الإيجابي الفعال والذي يأتي بالنتائج هو أكثر من مجرد ترديد لبعض الكلمات الإيجابية، أو أن تحدث نفسك بأن كل شيء سيكون على ما يرام، بل يجب تفعيله في موقف عقلي سائد. إذ لا يكفي أن تفكر إيجابياً لبعض اللحظات ثم تسمح لمخاوفك وضعف إيمانك أن يستولي على عقلك، بل أنت تحتاج لبذل مجهود للعمل على تغيير نفسك من الداخل. ونتيجة لذلك فسيكون للتفكير الإيجابي أثرطيب على حياتك وتصبح قاعدة أن «ما تفكر فيه ينمو لديك» ظاهرة مسلم بها، حيث أن تحقيق النجاح سيعتمد على ما تفكر فيه وما تريد إنجازه. يقول السير ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق: «إن الشخص المتشائم يرى صعوبة أمام كل فرصة سانحة، بينما يرى الشخص المتفائل الفرصة مهما كانت درجة صعوبتها». إن أي تغيير في حياتنا يبدأ من داخلنا، وفي الطريقة التي نفكر بها، فإن اخترنا اسلوب التفكير الإيجابي فسوف نتخلص من المشاعر السلبية، ونحيا حياة سعيدة ومتوازنة، وهذا التغيير سيشمل طريقة تفكيرنا وأسلوب حياتنا ونظرتنا تجاه أنفسنا والناس والأشياء والمواقف التي تحدث لنا. وهنا تكمن أهمية التفكير الإيجابي في السعي الدائم نحو تطوير جميع جوانب حياتنا، وتغيير ظروفنا الخارجية والمحيطة نحو الأفضل. إن للإنسان الإيجابي سمات يتميز بها عن غيره منها: 1 - أنه ذو رؤية واضحة لأهدافه وواثق من نفسه. 2 - يؤمن بالقيم العليا وذو نظرة تفاؤلية وإيجابي التوقع. 3 - قادرعلى ضبط مشاعر الغضب والانفعال تجاه المواقف المختلفة والأشخاص. 4 - اجتماعي ومقبول لدى أفراد المجتمع. 5 - محب للآخرين ومساعدتهم ويشجعهم ويحفزهم على تطوير ذواتهم. فهل أنت مستعد لعمل تغييرات داخلية حقيقية في نفسك؟ وهل أنت مستعد لتغيير طريقة تفكيرك؟ هل أنت مستعد لتنمية قوتك العقلية لتستطيع أن تؤثر بها إيجابياً على نفسك وبيئتك وعلى الناس من حولك؟ إليك بعض النصائح التي ستساعدك على تنمية هذه القوة الإيجابية والتي ستجنبك التفكير السلبي وتنقلك إلى عالم التفكير الإيجابي والذي بدوره سيفتح لك آفاقا جديدة تؤدي بك إلى النجاح والتطور: 1 - ضع خطة محددة لما ستؤديه من أعمال فكل عمل لابد أن يرتبط بهدف محدد تريد أن تصل إليه، وبالتأكيد يجب أن تكون هذه الأهداف إيجابية، وهذه أول خطوة نحو تحقيق التفكير الإيجابي. 2 - قبل البدء في أي خطة أو فعل ضع تصوراً واضحاً في خيالك لنتائج نجاحها، فإذا استطعت أن تعيش هذا التصور بتركيز وإيمان فستذهلك النتائج. 3-نظم وقتك ورتب أولوياتك بما يتفق مع أهدافك ولا تفكر في أداء أعمال كثيرة في وقت واحد حتى لا تضع نفسك تحت ضغط نفسي أو شد عصبي مما قد يُشعرك بأنك غير قادر على الإنجاز. 4 - ابدأ الآن ولا تتكاسل ولا تؤجل ما تريد عمله، فعندما تبدأ بإيجابية وتنجز عملك ستشعر بالسعادة وتتحمس للبدء في عمل جديد وتحقيق نجاح جديد، وهذا سيضفي شعوراً بالإيجابية على تفكيرك وبالتالي على شخصيتك ويجعلك شخصاً واثقاً من قدراته على الإنجاز بكفاءة عالية. 5 - اعمل على بناء الثقة بالنفس وذلك من خلال تقدير ذاتك في النجاحات الصغيرة، لأن الثقة والإيمان بالنفس تزيد من عزيمتك للتقدم نحو أعمال أكثر نجاحاً. 6 - استخدم الكلمات الإيجابية أثناء تفكيرك وحديثك (أقدرعلى- أستطيع- من المحتمل- من الممكن إنجازه)، واسمح لمشاعر السعادة والقوة والنجاح فقط أن تجد طريقها إلى وعيك (لا تقنط من رحمة الله)، وحاول أن تستبعد وتتجاهل الأفكار السلبية، وارفض هذه الأفكار واستبدلها بأفكار سعيدة بناءة. 7 - تحمل مسؤولية أعمالك وذلك من خلال الحرص أن تكون قرارتك مبنية على التفكير المنطقي والإيجابي. 8 - استفد من خبرات التجارب السابقة لتلافي الأخطاء والإحباطات، فعندما يستثمر عقلك التفكير الإيجابي ستتجاوز حدود الفشل والإحباط. 9 - تواصل مع الأشخاص الإيجابيين وتجنب السلبيين، لأن التفاؤل والتشاؤم أحاسيس معدية، ومع مرور الوقت يصبح التشاؤم مرضاً يصعب التخلص منه. 10 - اعط نفسك فترات من الهدوء والاسترخاء والترفيه وتجنب الانطواء على الذات فهذا ضروري للتوازن النفسي والذهني والعاطفي. 11 - تعلم استراتيجية رمي الهموم أولاً بأول ولا تجعلها تتراكم فيدخل اليأس والقنوط في تفكيرك، فهناك دائماً حلول بسيطة للقضايا الصغيرة قبل أن تتفاقم. 12 - استفد من النقد الذاتي للتعرف على نقاط القوة ونقاط الضعف لديك وسبل تطويرها. 13 - ابتعد عن الفراغ واشغل نفسك بالهوايات وتطوير مهاراتك. 14 - طوال الوقت ضع في ذهنك أن كل ما تريده يمكن تحقيقه ولا تيأس ولا تستسلم مهما حدث. 15 - احرص على الاستمرارية والمثابرة، أن تبدأ شيئاً جديداً يعتبر أمرا سهلا ولكن الصعب هو أن تستمر وتثابر على ما بدأت به، وعود نفسك على الشعور والتصرف بإيجابية حتى يصبح التفكير الإيجابي جزءا من شخصيتك ومع مرور الوقت ستصبح شخصية إيجابية بالفعل. إن التفكير الإيجابي هو مدخل الإنسان إلى السلام الداخلي والنجاح وتحسين علاقاته بالآخرين، ويجعله في أفضل حالٍ من الصحة والسعادة والرضا عن النفس، ويساعده على التعامل مع الأحداث اليومية بمرونة أكبر ويجعل الحياة تبدو أكثر إشراقاً وأملاً، ويثمر عن نتائج جيدة في حياته. فهو الطريق السليم الذي يقود كل إنسان إلى قمة النجاح والسعادة الحقيقية التي تبقى دوماً هدفاً وغاية. لذلك اجعل من التفكير الإيجابي انطلاقة نحو النجاح من خلال الثقة بالنفس وتقدير الذات وتحقيق الأحلام لأن ذلك يزيدك قدرةعلى تحقيق أهدافك. * مدرب الحياة والتفكير الإيجابي Twitter: t_almutairi Instagram: t_almutairii talmutairi@hotmail.com

مشاركة :