دان وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع التفجير الإرهابي الذي وقع ظهر الخميس الماضي من قبل عصابة ما يسمى بـ«داعش» في مسجد لأمن الطوارئ بمنطقة عسير في السعودية. وقال الصانع في تصريح صحافي إن «الحادث طال رجال أمن يبيتون الأيام والليالي في حراسة العباد والبلاد والعجيب أن الأمر لم يقتصر على مجرد التفجير في مكان عملهم، بل عمد الشقي إلى تفجير نفسه في بيت من بيوت الله وفي وقت فريضة من فرائض الله لكنه الضلال وسوء المقصد حين يجتمع في شخصٍ فإنه لا يجعل لأي بقعة حرمة أو مكانة». وزاد«لا غرابة في فكر هؤلاء المجرمين الذين قتل أسالفهم خير صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - أجمعين». وتابع الصانع «نحن في الوزارة ندين بشدة هذا العمل الإجرامي الشنيع ونقف صفاً واحداً مع أشقائنا في السعودية في حفظ أمنها ووحدة صفها» داعياً ان يرحم الله من مات في هذا الحادث وتقبله عنده من الشهداء وألهم ذويهم الصبر والسلون وان يحمي الكويت وأميرها وشعبها من كل سوء وشر وفتنة. من جهته، استنكر الأمين العام للجنة العليا لتعزيز الوسطية وكيل وزارة الأوقاف بالإنابة فريد عمادي الحادث على يد عصابات إرهابية منتسبة إلى التنظيم المسمى«داعش» الذي ذاقت منه الأمة الإسلامية والعربية الويلات، فهم كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم«يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان». وقال عمادي إن الجميع رأى ما اقترفته يد الغدر والعدوان والخيانة ضد هؤلاء الرجال الذين بذلوا أوقاتهم دفاعاً عن وطنهم، وحفظاً لأمنه، ونسأل الله أن يتقبلهم من الشهداء. ورأى أن من تأمل حال هؤلاء الخوارج عبر التاريخ لا يجد منهم إلا الغدر والعدوان، فهم يسعون في إضعاف الأمة وتسليط أعدائها عليها، وشق عصا المسلمين، وزعزعة إلفتهم وأمنهم، نسأل الله أن يقينا شرهم ويرد كيدهم في نحورهم. وأضاف «هم اليوم قد كشفوا للناس عن وجههم الحقيقي ألا وهو تكفير المجتمعات، والدعوة إلى قتاله ولكن نبشرهم أن هذه الأفعال الجبانة لن تفت من عضد هذه البلاد، قادة وشعباً، ولن تزيد رجل الأمن إلا إخلاصاً وتفانياً لدينه ووطنه وأمته». ودعا الله أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل شر، وأن يرحم من مات في هذا التفجير ويتقبلهم من الشهداء، ويلهم ذويهم الصبر السلوان ويعظم لهم الأجر. من جهتها، دانت جمعية إحياء التراث الإسلامي ماوصفته بـ«الحادث الإرهابي» و«العمل الجبان» الذي استهدف الأبرياء في مسجد قوات الطوارئ مؤكدة وقوفها الكامل وتأييدها للسعودية، في جهودها الكبيرة لمواجهة التطرف والإرهاب في جميع أشكاله. وأكد الجمعية في بيان أمس على حرمة القتل وسفك الدماء البريئة، فقتل النفس الواحدة بغير حق في نظر الشرع تعادل قتل الناس جميعا وكما أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً». وشددت الجمعية على أن ما حدث من تفجير أزهقت فيه الأرواح، وسقط فيه العديد من الجرحى هو جريمة، توجب القصاص والعقوب مشيرة إلى ان هذا الفعل يسيء للإسلام وإلى مبادئه السامية وتشويه لصورته الناصعة، وانحراف عن المنهج الصحيح. ودعت الجمعية الجميع إلى العمل على مكافحة هذه الأفكار المسمومة والتي استمدت من فكر الخوارج الذي يدعو إلى القتل والتدمير دون مراعاة لحرمة النفس التي حرم الله الاعتداء عليها إلا بالحق. وقالت«نسأل الله ان يتغمد الضحايا بواسع رحمته وأن يمن بالشفاء على المصابين وأن يلهم ذوي الضحايا الصبر والسلوان». بدوره، دان التجمع الإسلامي السلفي الحادث الأثيم واصفاً إياه بأنه «إرهاب كبير، ومنكر عظيم، وفساد في الأرض يتحتم معه تضافر الجهود لمواجهة الإرهاب بكل وسائل القوة والاستعداد». وقال التجمع في بيان أمس إن الجريمة البشعة التي وقعت في مسجد أبها أبيحت فيها كل المحرمات؛ من قتل الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة بيوت الله، وترويع للمسلمين، وزعزعة للأمن والاستقرار لحياة الناس الآمنين المطمئنين في كل مكان. ورأى ان الحادث نموذج للإرهاب المبني على الأفكار المنحرفة، والمتطرفة والتي لا تمت بأي صلة لديننا الاسلامي العظيم، وشريعته المبنية على تعظيم القتل وإخافة الآمنين قال تعالى: ((إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآِخرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) (سورة المائدة الآية 33). وجدد التجمع التأكيد على أن الإرهاب لم يترك مسلماً أو ذمياً أو طائفة، أو بلدا مستقرا ًإلا وناله من شره، لذا على الجميع أن يتمسكوا بوحدتهم أمامه صفاً واحداً ولا يتفرقوا.
مشاركة :