قال موقع «ذي برنت» إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدفع ثمن التاريخ الدموي لبلاده في أفريقيا.وبحسب تقرير لـ «أنيا نوسبوم»، تجذب القارة اهتمام قوى صاعدة مثل الصين وروسيا ودول الخليج وتركيا. وهذا يعني أن زعماء القارة لم يعودوا معتمدين على فرنسا، كما كان الحال في الماضي. وأشارت الكاتبة إلى أن عودة 24 نعشًا لرؤوس مقاومين جزائريين من فرنسا في يوليو الماضي كانت بمثابة اعتراف بمذبحة ارتكبها الفرنسيون منذ أكثر من 170 عامًا.وتابعت تقول: بالنسبة لماكرون، فإن هذا كان جزءًا من جهوده لإبراز صورة حديثة للدولة الفرنسية في وقت تم فيه الكشف عن الانقسامات العرقية في الداخل؛ بسبب احتجاجات حركة «حياة السود مهمة» ضد عنف الشرطة.وأشارت إلى أن ماكرون في الواقع يكافح من أجل الحفاظ على دور فرنسا التاريخي في جزء من القارة، التي هيمنت عليها لأكثر من قرن.وأردفت: قال الرئيس الفرنسي إنه يريد أن يرى عودة العديد من الآثار والتحف الأفريقية، التي التقطت خلال الحقبة الاستعمارية. وهو يؤيد الجهود في غرب أفريقيا للانفصال عن العملة الموحدة المدعومة من فرنسا، ووعد بفتح أرشيفات الإبادة الجماعية، التي وقعت في ظل حكومة تدعمها فرنسا في رواندا.ومضت تقول: إن جهود ماكرون لبناء الجسور تتراجع بسبب التهديد السياسي في الداخل من مارين لوبان، اليمينية الشعبوية التي فازت بثلث الأصوات عندما ترشحت للرئاسة عام 2017.ونقلت عن إبراهيم سنوسي، أستاذ الفيزياء بجامعة سيرجي بونتواز، الذي خاض حملة لمدة 10 سنوات لإعادة جماجم المقاتلين إلى الجزائر، قوله: يمكن إرجاع التوترات الاجتماعية في المدن الفرنسية وفقدان النفوذ في الخارج إلى فشل فرنسا في مواجهة ماضيها الدموي. ماكرون في الخطوط الأمامية لهذه المعركة، ويلعب من أجل بقاء مكان فرنسا في العالم.وأردفت: بعد استقلال مساحات شاسعة من البلدان عبر الجزء الشمالي من أفريقيا قبل حوالي 60 عامًا، أنشأ شارل ديغول شبكة من العلاقات للحفاظ على النفوذ الفرنسي.ومضت تقول: قدّمت باريس الدعم العسكري للأنظمة الصديقة مقابل الدعم الدبلوماسي والصفقات المربحة لشركاتها، وغالبًا ما تغضّ الطرف عن الانتهاكات المحلية، حتى بعد الاستقلال في عام 1962، عرّضت التجارب النووية الفرنسية آلاف الجزائريين للتسمم الإشعاعي.وأضافت: لقد أدان الرؤساء السابقون هذا الإرث. لكن لا أحد حاول فعل الكثير حيال ذلك. ماكرون هو أول زعيم فرنسي يولد بعد الحقبة الاستعمارية ويظهر اختلافًا في هذا الصدد.وتابعت: في محطة خلال حملته الانتخابية عام 2017 في الجزائر، وصف الإجراءات الفرنسية في البلاد بأنها جريمة ضد الإنسانية، وهي كلمات غير مسبوقة لمرشح رئاسي.ونقلت عن مسؤول قريب من الرئيس قوله إن ماكرون يعتقد أن فرنسا ظلت على مدى سنوات تعتبر علاقتها بمستعمراتها السابقة أمرًا مفروغًا منه، إلا أن الإدارة استيقظت الآن على حقيقة أن لديها أعمالًا يجب أن تقوم بها في هذا الصدد.
مشاركة :