النظام يستبق الحراك السياسي بتصعيد ميداني

  • 8/9/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في محاولة لاستباق الحراك السياسي الجاري في أكثر من عاصمة، سعياً إلى إيجاد حل للأزمة السورية، كثف النظام السوري من قصفه للزبداني وداريا بالبراميل المتفجرة، بينما شدد حصاره على مدن قدسيا والهامة والتل في ريف دمشق، في حين قتل خمسة أشخاص وأصيب 37 آخرون في قصف بالقذائف الصاروخية على أحياء في دمشق. وواصلت قوات النظام حصار مدن قدسيا والهامة والتل في ريف دمشق، وذلك أكثر من أسبوعين متواصلين، ويشمل الحصار المواد الغذائية والمحروقات، إضافة إلى المواد الطبية، حسب ما أفاد ناشطون. وأدى تواصل الحصار على مدن قدسيا والهامة والتل إلى إغلاق أفران الخبز منذ اليوم الثالث على بداية الحصار، وكذلك أغلقت المحال التموينية بسبب انقطاع المواد الغذائية. وتمارس حواجز النظام عمليات ابتزاز وإهانة للمسموح لهم بالخروج من هذه المدن، علماً أنها تمنع الأهالي من الدخول والخروج، باستثناء الموظفين في القطاع العام، ما أثار حالة من الترقب لدى الكثيرين. ويهدد الحصار هذا حياة آلاف الأهالي والنازحين إلى هذه المناطق الذين لجأوا إليها من مناطق ريف دمشق ومناطق سورية أخرى. الزبداني وإلى ذلك، واصلت قوات النظام حملتها الشرسة على مدينة الزبداني في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق، بمشاركة ميليشيا حزب الله اللبنانية، وبإشراف عسكريين إيرانيين، حسبما أكدت مصادر إعلامية عدة، دون أن تتمكن من تسجيل أي تقدم. وتعرضت المدينة، خلال الساعات الماضية، لقصف مكثف براجمات الصواريخ والمدفعية، واستهدف الطيران المروحي لقوات النظام بعددٍ من البراميل المتفجرة الأحياء التي يسيطر عليها الثوار في المدينة، علماً أن هذا الطيران يُقلع من مطار المزة العسكري الذي بات ثوار مدينة داريا على بعد مسافة كيلومترات قليلة منه. وتابعت وسائل إعلام النظام وحلفائه الترويج لتقدم وتمشيط في مدينة الزبداني، ولليوم الثالث على التوالي تنشر خبر وصول قواته إلى وسط المدينة والسيطرة عليه، ونقلت هذه المصادر خبر العثور على معمل للعبوات الناسفة في شارع بردى خلال تمشيطه من قبل قوات النظام. وتدعي قوات النظام أن الفصيل المتزعم للثوار حالياً في الزبداني هو جبهة النصرة، في حين أكد ناشطون محليون ألّا وجود لجبهة النصرة أو لتنظيم داعش داخل المدينة. وكان المجلس المحلي لمدينة الزبداني أصدر بياناً قبل أسبوعين فوّض فيه حركة أحرار الشام، للتفاوض باسم أهالي المدينة، وبالفعل عقدت الحركة جلسات تفاوضية عبر وسيط في الأراضي التركية مع الجانب الإيراني، إلا أن المفاوضات تعثّرت بعدما أصرت إيران على تهجير أهالي المدينة، ما اعتبرته الحركة جزءاً من خطة التركيبة الديموغرافية للمناطق الحدودية مع لبنان. لهيب داريا وفي الأثناء، تصدى الثوار في معركة لهيب داريا لهجوم مضاد نفذته قوات النظام الليلة قبل الماضية، لاستعادة النقاط التي خسرتها في منطقة الجمعيات على أطراف مدينة داريا، وتكبدت خسائر في الأرواح والعتاد. وقالت مصادر محلية إن خمسة عشر عنصراً من الحرس الجمهوري وقوات النخبة لقوا مصرعهم خلال المعارك، وأضافت المصادر أن معظم جثث القتلى تم سحبها من قبل الثوار الذين اغتنموا أسلحةً وذخائر، وبقيت ثلاث جثث في مكانها لم يتمكنوا من سحبها بسبب كثافة النيران من قبل قوات النظام. وشنت طائرات النظام الحربية والمروحية حملة قصف مركز على مدينة داريا، استخدم فيها البراميل المتفجرة والصواريخ، إضافة إلي القصف المدفعي من قبل قوات النظام. وبعد تقدم الثوار الأخير، باتوا على مقربة من مطار المزة العسكري الذي تقلع منه الطائرات الحربية والمروحية التي تقصف أغلب مناطق ريف دمشق، خصوصاً بلدة الزبداني التي تشن عليها قوات النظام وميليشيا حزب الله هجوماً واسعاً. استشهاد رضيعة استشهدت الطفلة الرضيعة فاطمة الحسين، البالغة من العمر ستة أشهر، في مخيم اليرموك، من جراء نقص الأدوية والأغذية والرعاية الطبية. وقالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، في بيان لها أمس، إن عدد الضحايا الذين قضوا من أبناء مخيم اليرموك بسبب الحصار ارتفع إلى مئة وثمانية وسبعين شخصاً، وذلك بحسب الإحصائيات الرسمية لها، مضيفة أن ثلاثة وستين طفلاً تم توثيقهم في عداد الشهداء، بعدما قضوا إثر قصف وحصار مخيم اليرموك.

مشاركة :