الرجاء التريث قبل اتهامي بأني أفكر عكس الناس! ليس صحيحاً ذلك القول، بل كل ما أحاوله هو إيجاد منطق لما تقرره الحكومة... سأضرب مثالاً بسيطاً: من المسؤول عن المرور بالكويت؟ وزارة الداخلية طبعاً، ما تبيلها لا ذكاء ولا تفكير! ومنذ وصول أول سيارة للكويت كهدية للشيخ مبارك الصباح عام 1911م إلى آخر سيارة انباعت أمس، ونحن نشهد ازدياداً في حوادث المرور وليس نقصاناً، وذلك برعاية "الأمن العام" التي أصبحت وزارة الداخلية. ضحايا الدهس بازدياد ومخالفات المرور وغراماتها لو استمرت بهذا العدد وبازدياد قيمة الغرامة، لربما ستشكل دخلاً يعوضنا عن خسائر كورونا! ما معناه أن وزارة الداخلية، التي ولفترة أكثر من نصف قرن، لم تستطع حل مشكلة المرور التي ضحاياها وجرحاها بازدياد، بعد كل ذلك يصدر قرار ينيط بالداخلية منع انتشار وفيات كورونا. أكثر الناس لابسة كمامات، وأكثرهم ملتزم بالتباعد الاجتماعي، وغسل الأيدي وتعقيمها صارت عادة "مرضية" (obsession) أكثر من الحرص على تجنب العدوى. تهديد الناس وتغريمهم لعدم لبس الكمام أو احترام تحذيرات الصحة ينطبق فقط على فئات معينة في المجتمع، وهم أهل حفلات العرس والعزايم والتنافس الانتخابي وغيرها من التجمعات. كل هؤلاء لا يهابون الداخلية، لأنهم حتى قبل كورونا لا يحترمون القانون، وواسطتهم تخلصهم بدون تعب أو عناء. فالرجاء التركيز على عدم المجاملة في القانون، وتطبيقه على الجميع، بدلاً من التهديد والوعيد للناس الملتزمين بالقانون.
مشاركة :