كان هناك في غابر الأزمان أغنية اشتهرت كثيراً، غنّاها المرحوم محمد عبدالوهاب، وهي من تأليف المرحوم أحمد رامي... لا أعرف لماذا تذكرتها بحذافيرها تحت هذه الظروف العصيبة!! الأغنية باللهجة المصرية، وبعض مقاطعها، إن أسعفتني الذاكرة، تقول: يا وابور قول لي رايح على فين... يا وابور قول لي وسافرت منين... يا وابور قول لي عمّالْ تجري قبلي وبحري... تنزل وادي تطلع كوبري... حوّدْ مرة وبعدين دوغري... ماتقول لي يا وابور رايح على فين... تذكرت هذه الأغنية، لأن حال حكومتنا مع الأسف، مثله مثل "وابور" أحمد رامي ومحمد عبدالوهاب... حكومتنا ضيعت البوصلة... ولا نعلم بأي اتجاه تتوجه، وهل هو الاتجاه الصحيح؟ وما كيفية الاستدلال عليه؟ إلى أين تتجه هذه الحكومة؟ وما هي وجهتها؟ الكل ضايع في خضم أحداث آخرها الأسبوع الماضي، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة ليست إلا "شوشة ضايعة"، يوم يمين، يوم شمال، يوم فوق، يوم تحت... إلى متى هذا التخبط في اتخاذ القرار؟ وإلى متى نعاني نحن كمواطنين من هذا الضياع؟! ليس لديكم بوصلة، ولستم على استعداد للاستماع لعين العقل، وكل ما انتهت الدولة إليه هو فوضى منظمة "organized chaos"، لا يفهمها عاقل ولا يقبلها أي مجنون. فكروا جيداً... قبل أن تفلت الأمور من أيديكم، فالحكومة التي لا تحكم لا وجود لها في هذا العالم. آن الأوان لفرض حكومة تحكم وتتصف بالهيبة، وليس حكومة متذبذبة تجرها الأهواء!!
مشاركة :