ارتفع خـــام «برنت» إلى 107 دولارات للبـــرميل أمس وتعززت الأسعار بفعــــل توقف الإمـــدادات مـــن ليبيا، ما طــغى على التوقعات بأن يعــمد مجلس الاحتياط الفيديـــرالي (البنك المركزي) الأميـــركي إلــــى تقلــيص برنامج الإنعاش النقدي قريبـــاً، وتكهنات بزيادة المخزون الأميركي. وقلّص إخفاق المحادثات النووية بين إيران والغرب من فرص عودة حوالى مليون برميل من الخام الإيراني للسوق قريباً. وما زالت الإضرابات والاحتجاجات تعطل الصادرات من ليبيا. ويشير رئيس شركة «إيني» الإيطالية إلى أن الوضع يزداد سوءاً. إلى ذلك، استبعد وزير النفط الكويتي مصطفى الشمالي أن تغير منظمة «أوبك» سقف إنتاجها في الاجتماع المقبل. وسئل عن احتمال تغيير مستوى الإنتاج فقال: «لا نتوقع تغييراً لأن الإمدادات الحالية تلبي حاجات المستهلكين». وارتفع «برنت» 1.31 دولار إلى 107.12 دولار وكان سجل في وقت سابق 107.24 دولار. وزاد الخام الأميركي 30 سنتاً إلى 93.34 دولار للبرميل. وتراجع العقد أكثر من دولارين للبرميل أول من أمس بعد أن سجل أدنى مستوياته في أربعة أشهر ونصف الشهر. «إيني» في سياق آخر، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «إيني» الإيطالية، باولو سكاروني، أن شركته ستظل ملتزمة العمل في ليبيا على رغم ما سببته الإضطرابات السياسية المتنامية هناك من خفض للإنتاج. وقال في مقابلة مع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) «ننتج في ليبيا هذا العام حوالى 60 في المئة تقريباً مما علينا إنتاجه». وكانت «إيني» تنتج في ليبيا حوالى 270 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً قبل إطاحة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في 2011. إلا أن سكاروني لفت إلى إن ليبيا تملك إمكانات لتصبح منتجاً للطاقة مثل قطر أو الكويت. وتابع قائلاً: «الوضع خرج عن نطاق السيطرة... إنه يزداد سوءاً ... لكن لدي ما يدعو للتفاؤل في المستقبل». ويذكر أن «إيني» هي أكبر منتج أجنبي للنفط في أفريقيا حيث تنتج حوالى 57 في المئة من إجمالي إنتاجها. وكانت الشركة خفضت توقعاتها لحجم الإنتاج في تشرين الأول (أكتوبر) ما يعكس انكماش الإنتاج في ليبيا ونيجيريا. وأكد سكاروني أن شركته تخسر حوالى 30 ألف برميل يومياً في نيجيريا بسبب السرقة. وشدد على أن «إيني» ستدافع عن نفسها «جيداً» ضد اتهامات توجهها لها منظمة العفو الدولية بأنها لم تبلغ في شكل صحيح عن حجم حوادث تسرب النفط في نيجيريا وأسبابها. وعند سؤاله عن احتمال أن تتأثر الشركة بتحقيق في شبهات فساد تتعلق بشركة «سايبم» للخدمات النفطية في الجزائر قال سكاروني إنه يشعر «بارتياح تام». وأضاف: «الجزائر (...) تظهر سلوكاً إيجابياً تجاه إيني وتجاهي خصوصاً (...) ما كان ذلك ليحدث لو كان لدى الجزائريين أدنى شك في تورطي». في سياق متصل، أنهى ثوار ليبيون سابقون كانوا يعطلون العمل في مصفاة الزاوية النفطية اعتصامهم، بينما أعلن ناطق باسم «الشركة الوطنية الليبية للنفط» أن المصفاة استأنفت عملها. وقال الناطق باسم الشركة، محمد الحرايري، إن اتفاقاً حصل مع المحتجين الذين كانوا يطالبون بعناية طبية. واستأنفت المصفاة عملها.
مشاركة :