قبل عدة ايام كتبت الأستاذة لمياء باعشن مقالا في جريدة المدينة بعنوان (بصمة العالم اليهودي الذي اسلم). وفي المقال فندت ما تم تداوله حيال هذه القصة، وقد سبق أن سمعت عن هذه القصة التي لم نعرف لها حقيقة موثقة، ولكنها سلطت الضوء على أمور كثيرة حيال اختلاق قصص تخص الإعجاز العلمي في القرآن، ولكن أكثر ما يتم تداوله غير مبني على اية حقائق علمية ولكنها في نهاية المطاف تترك أثرا سيئا في العالم الخارجي بسبب إقحام الدين الإسلامي في أمور قام البعض من السذج بنشرها. وفي حقيقة الأمر فالدين الإسلامي الكل في العالم يعرف عظمته حتى من أطراف تؤمن بديانات أخرى، وهذا الدين لا يحتاج إلى نسج قصص لكي نرفع من شأنه، فتصرف المسلم بالمعروف والخلق الحسن تجاه الغير هي أعظم رسالة من الممكن لأي مسلم أن يعكس فيها فضل الإسلام، و ما زلت أتذكر نقاشا في أحد تليفزيونات الخليج في أمر أدى إلى كثير من الإحراج حول قصة عن أحد مساعدي الزعيم الألماني أدولف هتلر ممن يعتنقون الإسلام، والذي اقترح على هتلر بعد ان سأله ما هي أقوى عبارة افتتاحية استطيع أن أهز بها مشاعر الناس، وقال له المساعد المسلم أن يفتتح الخطبة بالآية الكريمة (اقتربت الساعة وانشق القمر)، ليقوم الكثير من المؤرخين من خارج العالم الإسلامي وبعض المهتمين بالشأن الألماني بدحض الرواية التي لا يوجد لها اي داع، خاصة أنه تم الحديث عنها في تليفزيون يحمل الصفة الرسمية، ولكن لم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ سرعان ما قام آخرون ممن يدعون بأنهم من المفكرين الإسلاميين بنشر أخبار على لسان علماء من وكالة ناسا حيال انشقاق القمر، لتتم الكتابة عن ذلك، ولكن كانت الردود بصورة أشد حدة على هؤلاء المفكرين. وقبل عدة اشهر خرج علينا شخص آخر ادعى عدم قدرة وكالة الفضاء الروسية أو وكالة الفضاء الأمريكية على إطلاق صواريخ إلى الفضاء إلا من مواقع معينة؛ لأنها لا تستطيع النفاذ إلى أعالي السماء إلا من نقاط محددة، والمشكلة انه نسب الكلام لعلماء فضاء روسيين، والذين بدورهم استهجنوا الامر ولكنهم لم يردوا عليه بسبب ضحالة المعلومة. وآخر ما تم تناقلته وسائل الاعلام وهي أشياء كثيرة هو ما قيل عن فتاة اسبانية شرحت لفظ الجلالة بأسلوب عجز عنه العرب، وفي الحقيقة ما يتم مناقشته في تلك الأمور والغيبيات يتم تناقله في وسائل إعلام متخصصة، وكذلك في ندوات، ولكنها ندوات يتم من خلالها قياس مدى تقبل الشعوب لأمور غير مثبتة علميا. وأكثر من ذلك هو ادعاء الكثير حول اكتشاف علاجات لأمراض مستعصية ولكن دون إثبات علمي، ولكن وفي وقت انتشار المعلومة حول العالم في ثوان معدودة، فيجب على كل مسلم أن لا يستخدم أمورا غيبية أو أن ينسب أمورا إلى جهات علمية قد تقوم برفع قضايا قانونية في أمور هي في الحقيقة تضر بالمسلم ولا تنفعه.
مشاركة :