عيون «ذئاب داعش المنفردة» على مساجد دول الخليج

  • 8/9/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

في حين شارك مسؤولون أميركيون الكويت رؤيتها حول ظاهرة الذئاب المنفردة معبرين عن إعجابهم بالأداء الكويتي في مواجهة الارهاب، أكد جهادي لبناني أن الذئاب المنفردة يستهدفون المساجد في دول الخليج، حسبما أفادت صحيفة الراي الكويتية اليوم الأحد (9 أغسطس / آب 2015). فلم يكد يجف حبر الخبر الذي نشرته الراي الخميس الماضي عن شيفرة الذئب المنفرد التي يعتمدها تنظيم داعش نقلا عن مصدر جهادي، حتى أقدم ذئب داعشي يُكنّى بأبي سنان النجدي غداة نشر الخبر على تنفيذ هجوم انتحاري استهدف مسجدا تابعا لقوات الطوارئ السعودية. الجهادي اللبناني بلال دقماق، الذي تحدث لـ الراي عبر الهاتف من طرابلس، أكد ان هذه الأفعال غير الشرعية مرفوضة بشكل كامل، مشيراً إلى ان تنظيم داعش يغرّد خارج سرب الجماعات الجهادية ويضر بالمصلحة الإسلامية. دقماق، الذي تم إيقافه في مطار رفيق الحريري قادماً من تركيا بتهمة اقتناء سلاح في فبراير الماضي، أكد أن أعين (ذئاب داعش المنفردة) مصوّبة على مساجد دول الخليج، وهذا أمر مردّه الى أنها سهلة الاستهداف كما يعتقدون، مشيراً إلى ان الذئاب المنفردة في العادة تكون قد قدمت بيعة لزعيم التنظيم (أبو بكر البغدادي) وتم تجنيدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتابع هناك علامات استفهام كبيرة تجاه هذه السياسة، فكيف لتنظيم (داعش) ان يترك قوات بشار الأسد ثم يأتي لمساجد الدول الخليجية ليقوم باستهدافها؟، لافتاً إلى انه حتى تنظيم القاعدة لم يسلم من (داعش) التي قتلت قرابة 1000 مقاتل، فضلاً عن قتلها أبا خالد السوري الذي أرسله زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري للصلح بين الجماعات المقاتلة في سورية. وعلمت الراي من مصادر اميركية مطلعة ان واشنطن مازالت تراقب عن كثب عملية ملاحقة السلطات الامنية الكويتية لخلايا تنظيم داعش. وكررت المصادر الأميركية اعجابها بالاداء الكويتي، مؤكدة انه من المقرر ان يصل مسؤولون اميركيون امنيون الى الكويت في موعد قريب للتباحث مع نظرائهم الكويتيين في شؤون الحرب على الارهاب. وقالت المصادر انه لفتها حديث المسؤولين الكويتيين عن ظاهرة الذئاب المنفردة، حسبما نقلت عنهم الراي الاسبوع الماضي. واضافت المصادر يبدو ان تنظيم داعش بدأ بتعميم هذه الظاهرة أخيراً، ما من شأنه ان يؤدي الى تحول كبير في طريقة مكافحة الارهاب حول العالم، التي اعتمدتها واشنطن بالتعاون مع عواصم الدول الاخرى لمكافحة الارهاب في الماضي، وخصوصا في الحرب ضد تنظيم القاعدة. وتابعت المصادر الأميركية من الملاحظ ان (داعش) يحاول تطوير اساليب ووسائل للالتفاف على الخطة المتكاملة التي اعتمدها العالم منذ مطلع 2002، والتي تتنوع بين مراقبة الحسابات والتحويلات المصرفية، ومراقبة المكالمات الهاتفية ووسائل التواصل الالكترونية، واختراق التنظيمات الارهابية نفسها والتجسس عليها من داخلها. واضافت المصادر انها تشارك السلطات الكويتية رؤيتها في ان ظاهرة (الذئاب المنفردة)، التي يحاول تنظيم (داعش) اعتمادها ونشرها، مبنية على نشر الارهاب على مرأى ومسمع العالم بأسره، خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويتعذر على السطات الأميركية حظر اي تغريدات او مشاركات لاي شخص عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب مبدأ حرية الرأي التي تكفلها المادة الاولى من الدستور الاميركي. وفي بعض الحالات الخاصة، مثل التحريض المباشر على القتل، نجحت السلطات الأميركية في حمل مواقع التواصل الاجتماعي على التعاون عن طريق حظر الحسابات التي تبث هذا النوع من الرسائل وتسليم السلطات المعلومات المتوافرة لديها حول هذه الحسابات. لكن اجهزة الامن الأميركية مازالت تعاني من رفض وسائل التواصل المشفّرة عبر الانترنت التعاون معها، ما يفتح ثغرات يمكن للتنظيمات الارهابية مثل داعش استغلالها للايحاء لمؤيديها بشن هجمات من تلقاء انفسهم في المناطق التي يعيشون فيها في دول مختلفة. وقالت المصادر الأميركية ان مثال الارهابي السعودي الذي فجر نفسه بخاله الضابط في الامن، نموذج جيد على ظاهرة (الذئاب المنفردة). اما عن كيفية مكافحة هذه الظواهر الارهابية، فيعتقد المسؤولون الاميركيون ان ذلك ممكن عبر خليط من الاجراءات، تتضمن مجابهة الرسالة الفكرية المتطرفة التي يبثها داعش عبر الانترنت برسالة مضادّة ومعتدلة، وهذا عمل لا يمكن لأميركا القيام به، بل الافضل ان تقوده دول اسلامية، وهو بالفعل ما بدأت بعض هذه الدول بالعمل عليه عبر افتتاح مقر اعلامي مخصص لبث الرسالة الاسلامية المعتدلة في دولة الامارات العربية المتحدة. وختمت المصادر الأميركية ان هناك اجراءات كثيرة اخرى يجري الاعداد لها، وان مشاركة الرؤى حول هذه الاستعدادات تزيد من فرص نجاحها، وان تجربة السلطات الكويتية حتى الآن تثبت فعاليتها، وهو ما يوجب على السلطات الاخرى المشاركة في مكافحة التطرف التنسيق مع الكويتيين بشكل اوسع لتعميم التجربة وتعميم الفائدة.

مشاركة :