من نعم الله علينا أن جعل لغتنا هي اللغة العربية الفصيحةوالتي جعلها الله تعالى لغة القرآن. فهي لغة الضاد التي لا تشبهها لغةلها رونقها الخاص وجمالياتها الفريدة التي تميزها عن غيرها من اللغات , فهي بهية الحروف جميلة الكلمات عميقة المعاني , شديدة المرونة تتناسب مع كل زمان ومكان , احتفظت بعمقها ومعانيها أزمنة وأزمنة , وقد تفرع عنها العديد من اللهجات المحلية في مختلف البلدان العربية ,والتي بدورها قد تفرع عنها لهجات أخرى تختلف باختلاف المناطق الجغرافية في تلك البلاد ومثال على ذلك.. اللهجة العمانية الجميلة التي تختلف باختلاف بعض المناطق الجغرافية في السلطنة ,من الكمزارية في مسندم وحتى المهرية والحرية في ظفار , وبتمايز تضاريس عمان تتمايز اللهجات المحلية فيها والتي في أغلبها كلمات فصيحة.ولكن لقلة استخدامها قد تبدو من الوهلة الأولى إنها كلمات غريبة في النطق وصعبة في الفهم والمعنىولنتعمق قليلآ ونتطرق إلى لهجة محلية من لهجات احدى المحافظات من سلطنة عمان , ألا وهي محافظة الداخلية والتي تضم ثماني ولايات عريقة ومركزها ولاية نزوى التاريخية ,وقد ينتابنا الذهول من نطق تلك الكلمات لأول مرة وكمثال على ذلك كلمة (يَنْدَوي) أي يسقط بسرعة على الارض وكلمة (يَتَجعولّ) أي يتدحرج على الارض وقد يكون للكلمة أكثر من معنى فقد نجد معناها في الفصيح يختلف كلياً عن معناها في العامية المحلية كمثال كلمة (نادر) فمن المعروف أن كلمة نادر تعني القليل الوجود ولكن نجد أن معناها في العامية تعني خارج فيقال محمد نادر من المنزل من البارحة أي محمد خارج من البيت من أمس وغيرها من الكلمات حيث شدت هذه الكلمات العديد من الباحثين في اللهجات المحلية إلى البحث عن أصولها ومعانيها في الفصيح , ليكتشفوا أن معظم هذه الكلمات هي كلمات فصحى في اللغة العربية. ومن أهم الكتب التي تم تأليفها في اللهجة المحلية كتاب قاموس الفصاحة العمانية للكاتب محمود بن حميد الحميد الجامعي الذي قام بتجميع الكلمات المحلية وتعقب أصولها في العربية الفصحى. * سلطنة عُمان
مشاركة :