افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الخميس، قناة السويس الجديدة بمشاركة واسعة من قادة وملوك وأمراء ومسؤولين من مختلف دول العالم. فيما شهدت مختلف الميادين المصرية احتفالات شعبية بهذه المناسبة وفي الصدارة منها ميدان التحرير «أيقونة الثورة المصرية». وفي الثانية وخمس دقائق ظهرا بتوقيت القاهرة أعطى السيسي اشارة افتتاح القناة الجديدة، وهو نفس توقيت بداية حرب أكتوبر المجيدة 1973، بعد عرض جوي مدته قاربت الأربعين دقيقة متزامنا مع جولته على متن الباخرة المحروسة، في حضور ما يزيد عن 7 آلاف شخصية رفيعة المستوى من كافة انحاء العالم. وبلغت تكلفة حفل افتتاح المشروع 30 مليون جنيه بتمويل من شركات مصرية وأجنبية، واستمر الحفل على مدار يوم كامل من الواحدة ظهرًا حتى العاشرة مساء، وشهدت الاحتفالية الخاصة إقامة3 منصات رئيسة للحفل، الوسطى للرئيس عبدالفتاح السيسي والرؤساء والملوك، واليمنى واليسرى للضيوف والشخصيات المختلفة، ويحتوى مشروع تنمية قناة السويس على العديد من المحاور الإستراتيجية لخدمة قطاعات متعددة تجاريا وصناعيا وزراعيا، تعكس ارادة الدولة المصرية والشعب بصفة عامة والعالم. وأكد خبراء مصريون أن مشروع قناة السويس الجديدة الذي تم افتتاحه امس، سيستحوذ على أكثر من ثلث تجارة الحاويات في العالم، كما يضاعف حصة قناة السويس من التجارة العالمية إلى ما يتجاوز عن 30%. ووفقا للخطط الحكومية الموضوعة، سيؤدي مشروع محور تنمية قناة السويس الى اقامة 40 مشروعًا، بينها مدينة صناعية متخصصة في صناعة الأمصال والدواء به ومدينة صناعية متخصصة في الصناعات الغذائية، ومنطقة صناعية للتعبئة والتغليف، إلى جانب مدينة صناعية خاصة بتجميع السيارات والمعدات وجميع السلع الهندسية، ومدينة سياحية تسويقية لأطقم السفن التي تمر من قناة السويس، وترسانة بحرية لإصلاح وصناعة السفن. كما ستساهم القناة الجديدة في تخفيض الفترة الزمنية لرحلات السفن الإقليمية والدولية من 22 ساعة إلى 11 ساعة، وتشير التوقعات الى ارتفاع عائدات قناة السويس بنسبة 259% عام 2023 ليبلغ 13.226 مليار دولار مقارنة بالعائد الحالي 5.3 مليار دولار، وذلك بعد رفع القدرة الاستيعابية للقناة لتكون 97 سفينة قياسية في اليوم بدلاً من 49 سفينة يوميًّا عام 2014، كما ستتمكن السفن من العبور المباشر دون توقف لـ45 سفينة في كلا الاتجاهين. من جانبه قال الدكتور علي لطفي، رئيس وزراء مصر الأسبق، إن قناة السويس بعد افتتاح مجراها الجديد ستمثل البؤرة المركزية التي سيقام حولها المزيد من المشروعات لإحداث طفرة اقتصادية تلوح في الأفق أولها إكمال مشروع محور قناة السويس، لافتا الى أن الدولة مستعدة للمحور خاصة بعد تدشين البنية الأساسية له والمتمثلة في المجرى المائي والطرق. ولفت إلى ان المجرى الجديد للقناة يمثل نواة للمحور الذي يمثل المشروع القومي الفعلي والذي تعول عليه الدولة لإحداث نهضة اقتصادية شاملة، خاصة ان العوائد المنتظرة للمشروع على المدى الطويل هي الأهم، وتوقع أن تشهد منطقة القناة أكبر منطقة لوجستية خلال عامين وهي الأمل في النهوض بمصر. بدوره، أضاف سلطان أبو علي، وزير الإقتصاد الأسبق، «القناة الجديدة أنشئت على أسس اقتصادية راسخة»، مؤكدًا أن المشروع تم وفقًا لوعي جيد من قبل القيادة السياسية لأهمية قناة السويس في التاريخ المصري. وطالب الحكومة بالمزيد من الإصلاحات الاقتصادية وتمويل المشروعات القومية من خلال إشراك كل القطاعات في إنجازها كما حدث في مشروع القناة الجديدة. فيما قال أحمد عبد النور، أستاذ الاقتصاديات الحرجة والأزمات بجامعة ستراث مور بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، إن افتتاح قناة السويس الجديدة يعتبر ثورة اقتصادية ستؤثر على كل قطاعات الاقتصاد المصري في المرحلة المقبلة، لافتًا أن كل مستويات صنع القرار الاقتصادي في الغرب يتحدثون الآن عن النهضة التي سيشهدها الاقتصاد المصري، وأضاف إن المشروعات التي تنوي الحكومة المصرية تدشينها على ضفاف القناة والمتمثلة في المنطقة اللوجستية ومناطق الصناعات الضخمة لابد أن تقوم بيد مصرية.
مشاركة :