عاد التحكيم المحلي للواجهة في الجولة الأولى من الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم، على كأس الأمير محمد بن سلمان، ومع عودته طغى عدم الرضا على ردود فعل بعض الفرق والإعلام والجمهور، وتباينت القرارات للحكام في الملعب، وكذلك تقنية «الفار» التي تنام عن أخطاء يراها المتابع واضحة ولا تحتاج إلا لحكم شجاع، وتستيقظ وتفتش في أخطاء يراها المشجع الرياضي عادية.ما يزيد القلق وعدم الارتياح أن الحكام السعوديين الموجودين كانوا بكوارثهم -إبان رئاسة عمر المهنا للجنة- هم السبب في الاستعانة بالصافرة الأجنبية للتخلص من الصداع الذي سببته قراراتهم الخاطئة لاتحاد الكرة، والاحتقان الإعلامي والجماهيري وغضب مسؤولي الأندية واللاعبين، وهؤلاء الحكام ما زالوا ينعتون بـ«جيل لجنة المهنا» وهناك فرق حرمت من بطولات بسبب خطأ تحكيمي كارثي، فكان القرار التاريخي قبل ثلاثة أعوام، بالاستغناء عن الحكم السعودي شبه كلي والاعتماد على الحكم الأجنبي، وللأمانة أحدث حكام النخبة الأوروبيين نقلة كبيرة في الملاعب وتقنية «الفار» ووجد ذلك ارتياحا ممن ينشدون العدالة، فيما غضب القلة الذين أزعجتهم هزائم فرقهم بوجود الصافرة الأجنبية العادلة.مؤشرات الأسبوع الأول من الدوري تقول إن الحكم السعودي لم يتغير، ولا يزال يخشى ردة الفعل، وعدم فرضه لشخصيته على المباراة والفريقين بالقرارات العادلة القوية، ويعاب على التردد، وعدم القرب من الحدث والتصدي للمتجاوزين من اللاعبين بحزم، وهذا يعني أنه مع تقدم المنافسة ما لم يراجع حساباته يتفادى الأخطاء، ويطور مستواه، سيجد نفسه في ورطة وغضب من مسؤولي الأندية والوسط الرياضي، ومن ثم العودة للمربع الأول، ولا بد أن يضع نصب عينيه أن أي من الفريقين أو كلاهما لن يرضى بقراراته خصوصا المهزوم، لذلك عليه أن يفرض القانون وأن يكون قويا في تطبيقه، ولا يفكر في ردود الفعل قبل وبعد المباريات، إن أراد كسب الثقة والعودة للواجهة الدولية بعد غياب طويل، وهذا يحتاج لشجاعة أولا، وطموح كبير وإصرار على مواجهة التحديات بقوة.
مشاركة :