عمار يا بلادي عمار

  • 8/10/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عمار يا بلادي عمار.... عمار يا الإمارات عمار... كنت على سفر لبعض الدول الأوروبية، والتي نسميها دول الحضارة والتطور والتكنولوجيا والنظام والابتكار والإبداع، إلى كل المسميات التي تجعلها في الصف الأول من دول العالم المتحضر، ونتطلع دائماً للوصول إلى مستواها ونقيس ما نقوم به ونتطلع إليه إلى تلك الدول، لكنني من خلال المشاهدة والرصد رأيت أرصفة الشوارع متصدعة ترى الشقوق تتخللها بشكل كبير، وحتى إصلاحها كان عشوائياً بدائياً. نوافير معطلة منذ زمن، أماكن تحت الصيانة ومشاريع لم تنجز منذ سنوات، وفي إحدى تلك الدول التي تصلها بالقطار ترى الاستغلال وغياب النظام، أو حتى الرقابة الأمنية، حيث يصطف سواقو السيارات غير المرخصة كسيارات تاكسي لاستغلال السياح وأمام أعين رجال الشرطة والأمن، وبأسعار خيالية، ثم ترى التعامل الذي يخلو من الذوق، خصوصاً من دول تعتمد على السياحة بشكل كبير في دخلها القومي. وحينما تغادرها ترى الاستغلال جلياً في مطارها حينما تذهب لاسترجاع قيمة الضريبة على مشترياتك، فتجد أن هناك شخصاً واحداً لخدمة كل المتعاملين، بالرغم من وجود ستة منافذ للخدمة، ثم يقول لك أحد العاملين عند المدخل: هل تريد خدمة مميزة؟ فتوافق فيقول لك: عليك أن تدفع 10 يورو مقابل كل فاتورة بالرغم من أن الحكومة تقدم خدمة استعادة قيمة الضريبة مقابل مبلغ 3 يورو لكل فاتورة. وبقدرة قادر تفتح كل المنافذ لتقديم الخدمة المميزة بعد أن أرهقوا الناس انتظاراً، ويزيد الأمر سوءاً حينما تصل لمنطقة إنهاء إجراءات ختم الجوازات للمغادرة فتجد مجرد شخصين لخدمة وإنهاء إجراءات كل المسافرين بالرغم من العدد الكبير لمنافذ الخدمة. وحينما تسأل يطلب منك الصمت بجفاف شديد في إجراءات لا تمت حتى لأدنى مستوى تقديم الخدمة للقادمين أو الخارجين من بلادهم. وحينما تطأ قدمك أرض الإمارات المباركة ترى الفارق الكبير في التعامل الحضاري والراقي والمحترم، حتى مع من يتجاوز من الأوروبيين أو الأجانب الذين كما يقال تعودوا على احترام القانون ويخالفون ويقفون في المكان المخصص لعبور مواطني الإمارات ومجلس التعاون الخليجي، حيث يتم إنهاء إجراءاتهم بكل هدوء ومن دون تعليق أو كما يحدث في أوروبا حيث تتم إعادة أي شخص من غير جنسية تلك البلاد إلى الطابور المخصص له. وفي نفس الوقت، تقدم الخدمة بكل رقي وسرعة واحترام وابتسامة كبيرة للجميع من مواطنين أو قادمين لأرض هذه البلاد الكريمة. الخدمات لدينا في مستواها البشري تفوق ما شاهدته هناك حيث دول العالم الأول، كما تسمى، وفي مستواها التقني لا تقل بكل حال من الأحوال عنها، و مستوى النظافة والمرافق العامة ومستوى الخدمات فهو يفوق ما لديهم بشكل عام. إن دول الحضارة والتطور، كما نسميها، تحتاج لأن نرفدها ببعض خبرات رجالاتنا في الإنجاز، إنهم يحتاجون، كمثال بسيط فقط، إلى مثل اللواء محمد أحمد المري، مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب وفريق عمله ليعلموهم فنون التعامل الحضاري كي يعرفوا كيفية التعامل مع من يصل بلادهم أو يغادرها راضياً وبأيسر وأسرع الطرق وبكل احترام وبابتسامة عريضة. كما يحتاجون إلى مثل حسين لوتاه، مدير عام بلدية دبي، وفريق عمله ليعرفوا كيفية سرعة الإنجاز والتعامل مع المرافق العامة والمحافظة عليها وصيانتها بكل حرفية وسرعة. إنهم يحتاجون ويحتاجون ويحتاجون، إنهم لا يفوقوننا أبداً، بل نتفوق عليهم حضارياً وكثيراً أيضاً. وعمار يا بلادي عمار. ibrahimroh@yahoo.com

مشاركة :