سجلت الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد، اليوم الخميس، أرقاماً قياسية مرتفعة في دول أوروبية عدة رغم تشديد القيود لكبح تفشي الوباء. وسجلت كل من فرنسا وإيطاليا وهولندا والدنمارك وكرواتيا وسلوفينيا والبوسنة أرقاما قياسية في الإصابات اليومية لمرض كوفيد-19 الناجم عن العدوى بالفيروس الذي ظهر لأول مرة في ديسمبر 2019. ففي فرنسا، لا يزال الوضع الصحي يتدهور مع تسجيل 41622 إصابة جديدة بكوفيد-19 في 24 ساعة أي أكثر ب15 ألف حالة عن يوم أمس الأربعاء، في حصيلة يومية قياسية، وفقا لأرقام نشرتها اليوم الخميس هيئة الصحة العامة. وسجلت فرنسا 165 حالة وفاة جديدة بكوفيد-19 في الساعات ال24 الأخيرة، بحسب الهيئة. واستبق رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس هذه الحصيلة بتوسيع نطاق حظر التجول الليلي في المدن الفرنسية الكبيرة ليشمل الكثير من مدن ومناطق البلاد بهدف مواجهة الموجة الوبائية الثانية من مرض كوفيد-19 الناجم عن العدوى بفيروس كورونا المستجد. وسيبدأ تنفيذ هذا الحظر اعتباراً من بعد غد السبت ويمتد من التاسعة مساء حتى السادسة صباحاً. وسيخضع للإجراء نحو 46 مليون نسمة، ما يعني فرنسيين من أصل ثلاثة. وحذر كاستيكس، في سياق إعلانه توسيع نطاق حظر التجول، من أن "الأسابيع المقبلة ستكون قاسية". كانت الحكومة الفرنسية أعلنت، الأسبوع الماضي، حظر تجول ليلياً في تسع مناطق ومدن كبرى منها العاصمة باريس ومرسيليا وسانت أتين وغيرها. وقالت وزارة الصحة الإيطالية إنها سجلت 16079 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو أعلى معدل يومي منذ بدء تفشي الوباء في البلاد. وهو رقم قياسي جديد بعد أن كان أعلى رقم تسجله إيطاليا هو 15199 حالة وقد سجل أمس الأربعاء. وسجلت الوزارة أيضا 136 وفاة مرتبطة بمرض كوفيد-19، اليوم الخميس، مقابل 127 في اليوم السابق. لكن حصيلة الوفيات ما تزال أقل بكثير من نظيرتها أثناء ذروة التفشي في إيطاليا في مارس وأبريل الماضيين عندما تجاوزت ذروة الوفيات اليومية 900 حالة. وحتى الآن، بلغت حصيلة الوفيات في إيطاليا بسبب فيروس كورونا 36968، في حين سجلت 465726 إصابة. وفي هولندا، تجاوزت الحصيلة اليومية للإصابات، اليوم الخميس، 9 آلاف حالة لأول مرة. وأعلن معهد الصحة والبيئة أن عدد الإصابات الجديدة، التي تم تسجيلها في الأربع والعشرين ساعة الماضية، بلغ 9283، بارتفاع قدره 526 مقارنة بعدد الحالات أمس الأربعاء. تعد هولندا واحدة من أكثر الدول في أوروبا تأثرا بالموجة الثانية للجائحة. كما ارتفع عدد المصابين، الذين يتلقون العلاج بالمستشفيات وأقسام الرعاية المركزة في هولندا، على نحو سريع، إذ بلغت نسبة الإشغال في أَسِرَّة العناية المركزة بمرض كوفيد19- في البلاد قرابة 50%. وأظهرت بيانات، في وقت سابق اليوم، بأن إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في هولندا، وصل إلى 259 ألفا و207 حالات حتى الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم بتوقيت امستردام. فيما بلغ إجمالي الوفيات 6934. كما سجلت الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في الدنمارك مستوى قياسيا اليوم. وأعلن معهد الأمصال الحكومي أن عدد الإصابات التي تم تسجيلها، منذ أمس الأربعاء حتى اليوم الخميس، بلغ 760 حالة. وبسبب تزايد أعداد الإصابات الجديدة، تعهدت الحكومة الدنماركية بتشديد التدابير. وقال وزير الصحة ماجنوس هونيكه اليوم "اليومان إلى الثلاثة أيام القادمة ستكون حاسمة"، مشيرا إلى أنه لن يمانع في تطبيق قيود أو قواعد أكثر صرامة. وتفرض الحكومة الدنماركية حاليا حظر التجمع لأكثر من 50 شخصا. كما سجلت كرواتيا، الخميس، 1563 إصابة بمرض كوفيد-19، وهو أعلى معدل ارتفاع لديها في حالات الإصابة اليومية بالمرض. وكانت نصف تلك الإصابات تقريبا في العاصمة زغرب التي تجاوز فيها عدد الإصابات المثلين. وسجلت زغرب ارتفاعا في حالات الإصابة الجديدة بالمرض بلغ 705 حالات الخميس مقارنة بعدد الإصابات في اليوم السابق والذي بلغ 337 حالة. ورصدت كرواتيا، التي يعيش فيها نحو أربعة ملايين نسمة، حتى الآن 29850 إصابة و405 وفيات، وفيها حاليا 7380 مصابا بالفيروس. وسجلت جارتها سلوفينيا، التي يعيش فيها مليونا شخص، حصيلة قياسية للإصابات اليومية الخميس بلغت 1663 إصابة. وأعلن يانيز يانشا رئيس وزراء سلوفينيا أنه، بدءا من يوم السبت، سيجري وقف جميع الأنشطة غير الضرورية في البلاد لسبعة أيام من أجل احتواء المرض. يشمل ذلك الفنادق وغيرها من الأعمال التجارية التي تقدم الطعام والإقامة ومراكز التسوق وحضانات الأطفال. كما سجلت البوسنة، الجارة الجنوبية الشرقية لكرواتيا، الخميس، حصيلة قياسية بلغت 999 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي الحالات في البلاد التي يعيش فيها نحو 3.3 مليون إلى 37314 إصابة و1051 وفاة. ودخلت التدابير الأكثر صرامة في أوروبا حيّز التنفيذ منتصف ليل الأربعاء إذ سيُلازم كل الإيرلنديين منازلهم لستة أسابيع وستُغلق المتاجر غير الأساسية، إلا أن المدارس ستبقى مفتوحةً. وستحذو مقاطعة ويلز البريطانية حذوها الجمعة عند الساعة 18,00 لمدة أسبوعين. أما في بقية أراضي المملكة المتحدة أكثر دول أوروبا تضرراً من الوباء (44158 وفاة)، ففُرضت تدابير متفاوتة على 28 مليون انكليزي من بينهم سكان لندن، وستُغلق المقاهي والمطاعم أبوابها في مقاطعة إيرلندا الشمالية. اختارت دول أخرى فرض حظر تجوّل ليلي، على غرار بلجيكا، حيث ستُغلق المقاهي والمطاعم لمدة شهر فيما تتحدث السلطات عن وضع «أسوأ بكثير» مما كان عليه في الربيع. وأُدخلت وزيرة الخارجية صوفي ويلميس المصابة بكوفيد-19 إلى العناية المركزة. يتواصل تفاقم الوضع في إسبانيا (34366 وفاة) التي أصبحت أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي والسادسة في العالم، تتجاوز عتبة المليون إصابة بفيروس كورونا المستجد مع قرابة 17 ألف إصابة جديدة في 24 ساعة. وتجاوز عدد الإصابات في القارة الخميس ثمانية ملايين و256 ألف وفاة. كانت معدلات الإصابة في أوروبا قد شهدت تراجعا خلال الصيف بسبب الإغلاق العام الذي فرضته أغلب الدول. إلا أن إعادة فتح الاقتصاد ومحاولة العودة إلى الحياة الطبيعية أدت إلى تسارع وتيرة الإصابات مرة أخرى خلال الأسابيع القليلة الماضية.