أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أن شهداء الوطن ضربوا أروع الأمثلة في الفداء والتضحية بأنفسهم، مشيراً إلى أن الإمارات تقف موقفاً مشرفاً في دعم اليمن الشقيق، وأن أبناء الدولة في مختلف الميادين سمتهم الإخلاص للوطن والواجب والوقوف بجانب الشعب اليمني. وقال سموه إن دولة الإمارات تودع اليوم أبناءها البررة، الذين استشهدوا دفاعاً عن الحق وفي سبيل أداء الواجب. وأضاف سموه أن المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، غرس هذه القيم النبيلة في نفوس أبناء الوطن، الذين حافظوا عليها تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مشيراً إلى أن مواقف الإمارات ثابتة نحو دعم القضايا العربية والوقوف بجانب كل من يحتاج الدعم والعون. وأدى سموه صباح أمس، صلاة الجنازة على جثماني شهيدي الوطن، العريف أول خالد محمد عبد الله الشحي، والعريف أول فاهم سعيد أحمد الحبسي اللذين قدما روحيهما فداء للواجب الوطني، ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها. كما أدى الصلاة إلى جانب سموه، الشيخ خالد بن سعود بن صقر القاسمي، والشيخ صقر بن محمد بن صقر القاسمي، وعدد من الشيوخ وقيادات ومنتسبي القوات المسلحة، وجموع غفيرة من المواطنين والمقيمين في مسجد الشيخ زايد في رأس الخيمة، داعين الله تعالى أن يتغمد شهداء الوطن بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. وكانت جثامين شهداء الإمارات الثلاثة العريف أول جمعة جوهر جمعة الحمادي، والعريف أول خالد محمد عبد الله الشحي، والعريف أول فاهم سعيد أحمد الحبسي، الذين قدموا أرواحهم فداء للواجب الوطني قد وصلت إلى مطار البطين في أبوظبي على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي، يرافقهم عدد من ضباط وضباط صف القوات المسلحة. وجرت المراسم العسكرية الخاصة لاستقبال الجثامين على أرض المطار، حيث كان في مقدمة المستقبلين عدد من كبار ضباط وضباط صف القوات المسلحة. ونعت القيادة العامة للقوات المسلحة أمس، ثلاثة من جنودها البواسل وتقدمت بخالص العزاء والمواساة إلى عائلات الشهداء الأبطال، سائلة الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. عزاء كما قدم صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، يرافقه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع واجب العزاء لأسرتي شهيدي الوطن خالد محمد عبد الله الشحي، وفاهم سعيد أحمد الحبسي، وعبر سموه خلال زيارته منزل أسرة الشهيد خالد الشحي بمنطقة رأس الخيمة، ومنزل أسرة الشهيد فاهم الحبسي في منطقة البريرات عن صادق مواساته وتعازيه لأشقاء وذوي الشهيدين، داعياً الله أن يتغمد شهداء الوطن بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، مؤكداً أن الدولة تقدر أبناءها وتضعهم في أعلى منزلة يستحقونها، وأن أبناء الإمارات جميعاً يقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن الغالي، ويمضون بعزم لا يلين وإرادة صلبة، وإيمان راسخ وراء قيادة الدولة الرشيدة متكاتفين صفاً واحداً متراصاً مهما بلغت التضحيات. تلبية النداء إلى ذلك قال سعيد عبد الله حسنوه خال الشهيد العريف أول فاهم سعيد أحمد الحبسي، إن تلبية نداء الوطن واجب مقدس وشرف لأبناء الإمارات الذين لم ولن يترددوا في بذل الغالي والنفيس من أجل رفعته وتقدمه وحماية أمنه وسلامته، لافتاً إلى أن الشهداء قدموا حياتهم فداء للواجب والوطن وهذا ليس بغريب أبداً، مشيراً إلى أن الشهيد كان يتمتع بحب الجميع، ومثالاً في الأخلاق والمعاملة الحسنة طيلة حياته، ما جعل جميع أهالي منطقة البريرات يحيطونه بمشاعر الود والحب طيلة حياته، وتميز طيلة حياته بالمروءة والصدق وحب الخير والمسارعة لمساعدة المحتاجين، وكان مثالاً في حب الوطن حيث لم يتأخر يوماً عن أداء مهام الواجب الوطني. وقال فالح علي حسن الحبسي صديق الشهيد منذ الطفولة، إن فاهم كان دائم الابتسامة وحريصاً على توطيد علاقاته المجتمعية، ويتمتع بروح المرح، وله حضور قوي وسط الأسرة والمنطقة، سائلين الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمنا الصبر والسلوان، مشيراً إلى أنه كان يتميز بالهدوء والصدق وحب الخير للجميع والمبادرة إلى مساعدة المحتاجين وخاصة كبار السن، وتلك الخصال عرفت عنه طوال حياته، وهو ما جعل الجميع إلى جانب زملائه في العمل يحيطونه بمشاعر الود. وأكد الحبسي أن الفقيد قدم حياته فداء للواجب وفداء للوطن وهذا ليس بغريب على أبناء الإمارات، التي تقدم الإمارات شهيداً آخر من أبنائها، ليزف للجنان في المراتب العليا، وليؤكد مدى عشق الوطن في نفوس أبنائه ومدى ارتباطهم بدولتهم الحبيبة، التي يبذلون أرواحهم فداء لها ودفاعاً عن الحق، ليسجل بدمائه الطاهرة معاني كبيرة في حب الوطن والتضحية في الدفاع عنه وعن أشقائنا. أخلاق عالية وأشار عبد الله عبد العزيز عبد الله الحبسي ابن خالة الشهيد فاهم سعيد أحمد الحبسي إلى أن الشهيد كان يتمتع بالأخلاق العالية ولا يخاف من المشاركة في المهمات مع قواتنا المسلحة حيث سبق له الخدمة في كوسوفو وأفغانستان والبحرين، وكان الشهيد يكرر دائماً أن واجب الدفاع عن الوطن مسؤولية وطنية على كل مواطن، وأضاف أن الفقيد التحق بالقوات المسلحة في 1999، بهدف الدفاع عن الوطن وحماية إنجازاته ومكتسباته وترسيخ قيمة الانتماء لهذا الوطن والولاء لقيادته الرشيدة، التي تسهر على راحة أبناء الإمارات وتعمل جاهدة على تعزيز الأمن والأمان على هذه الأرض الطيبة. وقال راشد أحد جيران وصديق الشهيد إن شهيد الوطن كان دائم الابتسامة في كل الظروف والأحوال ويحرص على صلة الرحم، ومشاركة الجميع في مناسباتهم. توصية وقال علي راشد علي الشحي زوج شقيقة الشهيد العريف أول خالد الشحي إن آخر مكالمة كانت بينه وبين فقيد الوطن يوم الثلاثاء الساعة الحادية عشرة والنصف كما لو كان يودعنا ويقول كلماته الأخيرة فقد سأل عن الجميع، واطمأن عليهم، وأوصاني بأولاده خيراً، لافتاً أن الشهيد التحق بالقوات المسلحة عام 1998، ومتزوج وله ابنة وولد، مريم 4 أعوام ونصف العام، ومحمد 3 أعوام ونصف العام. وأكد عبد القادر عبد الله علي الشحي، خال فقيد الوطن أن الشهيد كان مثالاً مشرفاً لأبناء الوطن المخلصين، وكان يحظى بتقدير واحترام الجميع، وأن سماع خبر وفاته أحزنه ولكن فرحتنا بأنه استشهد دفاعاً عن الحق والوقوف ضد العدوان الغاشم الذي يتعرض له الشعب اليمني الشقيق، واصفاً الشهيد بأنه نموذج للشاب الإماراتي الطموح الذي اعتاد تحدي الصعاب والعمل من أجل الوطن والقيادة الرشيدة. فراغ كبير ويقول راشد الشحي، إن الشهيد ترك فراغاً كبيراً داخل الأهل والأصدقاء كونه من المقربين، حيث اعتاد الجلوس معه وتبادل الأحاديث الطيبة، واصفاً إياه بالشخص صاحب الأخلاق العالية والصفات الحميدة، مؤكداً أن فقيد الوطن عرف بكونه إنساناً متفائلاً بالحياة ومحباً للعائلة وأصدقائه والوطن الذي انتسب إلى قواته للدفاع عن مكتسباته وتلبية النداء في أي وقت داخل وخارج الدولة، لافتاً إلى أن أبناء الوطن فخورون بالشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء الوطن، بدءاً الشهيد طارق الشحي إلى الشهيد خالد الشحي، ومستعدون لتلبية نداء الواجب تحت أي ظرف.
مشاركة :