يعيد لنا القاص والباحث علي زعلة ذكرى سيد الرومانسية الأديب الراحل عبدالله الجفري (1358 = 1429ه) بعد مضي سبع سنوات على رحيله الفاجع، وذلك عبر كتابه "الخطاب السردي في روايات عبدالله الجفري" الصادر مؤخرا عن النادي الأدبي الثقافي بجدة، والكتاب دراسة جادة تنهض على إحياء موروث الجفري الروائي وأبانت في تضاعيفها قدرة الجفري وتميزه في هذا الفن الذي بدأه بروايته الأولى "جزء من حلم" حتى روايته الأخيرة "العشب فوق الصاعقة" التي صدرت قبل رحيله بثلاث سنوات، والتي قد عالج في معظمها جملة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والوطنية عبر لغته الباذخة وصوره المتجددة وأفكاره الحرة.. وقد حظى الكتاب بتقديم سخي من الناقد التونسي الدكتور محمد إبراهيم القاضي إذ قال: "نحن إذن من هذا العمل أمام ظاهرة لافتة ففي غمرة كتابات "نقاد الصدفة" يقدم لنا على زعلة بوثوقية وتواضع جمّين قراءة في أعمال عبدالله الجفري الروائية متسائلاً عن القوانين السارية في نسخ تلك النصوص؛ مما جعلها عاكسه لتصور جمالي مخصوص قد لا يكون الجفري هو الذي ابتدعه ولكنه التزم به واتخذه مسلكاً نوّع عليه كتاباته الروائية". انطوى الكتاب على تمهيد وثلاثة فصول تناولت تعريفاً بالجفري ضم حياته العلمية ومسيرته الصحافية وأدبه الذي تنوع بين المقالة والقصة الرواية والتراجم التي كتب عنها. كما تمحور الفصل الأول على بنية الزمن من حيث الترتيب الزمني وسرعة السرد والتواتر، في حين حمل الفصل الثاني متخذاً من صيغ الخطاب السردي وأنماطه المتعددة والوصف ووظائفه والحور وأشكاله ووظائفه منطلقاً له، بينما جاء الفصل الأخير عن التبئير هذا وقد أرجأ زعلة اختياره لخطاب الجفري الروائي لما يميزه عن غيره في بناء عالمه الروائي، وفي توظيف التقنيات والأشكال السردية كما في نزعته الواضحة للخروج من دائرة التقليد في كتابة الرواية، وخاصة في المرحلة المبكرة من مسيرة الرواية السعودية.
مشاركة :