فتحت الأجهزة الأمنية الأميركية ملف تحقيق جديد، يضاف إلى ملفات الجرائم السابقة ضد السعوديين ، ولكشف لغز مقتل طالب سعودي جديد، وأوضحت المعلومات المبدئية إصابته بـأربع طلقات باستخدام سلاح ناري من أشخاص مجهولين، بعد العثور على جثته مُلقاة على الأرض ومتلطّخة بالدماء، بالقرب من أحد مواقف السيارات، يوم أول من أمس. ولم يكن الطالب ريان إبراهيم بابا (23 عاماً) على دراية بأن دراسته لتخصص الهندسة الكهربائية ستكون قاسماً مشتركاً بينه وبين زملاء آخرين فقدوا في الولايات الأميركية وقتل بعضهم في ظروف غامضة مسبقاً، الأمر الذي يثير تساؤلات عدة، إلا أن الملحق الثقافي في واشنطن الدكتور محمد العيسى أكد لـ «الحياة» أن الأمر لا يعدو كونه محض صدفة. وذكر مقرّبون أن ريان انتقل قبل نصف عام، من ولاية أريجون غرب أميركا، متجهاً للسكن في ولاية كانساس من أجل الدراسة في جامعة ويتشيتا، وكان من المقلّين بالتواصل مع زملائه، إذ كان يمضي معظم وقته في الدراسة. وأكدوا أن جامعة ويتشيتا أعلنت أول من أمس نبأ الوفاة، وبدورها تتابع ملف التحقيقات مع الأجهزة الأمنية في القضية. وذكرت وسائل الإعلام الأجنبية أن الأجهزة الأمنية عثرت في مدينة ويتشيتا بولاية كانساس الأميركية على جثة طالب سعودي ملقاة على الأرض في مواقف للسيارات. وتلقى أحد مراكز الشرطة مكالمة هاتفية عند السادسة والنصف من يوم الحادثة (السبت بتوقيت كانساس) من شخص كان ذاهباً للعمل. وأوضحت أن البلاغ تضمّن مشاهدته شخصاً على الأرض مغطى بالدماء، وبه إصابة في الذراع بجانب إحدى المركبات، وتبدو أنها طلقة نارية. وذكرت أنه تم نقل الجثة إلى المركز الطبي، إذ أعلن وفاته بعد ذلك. وأكدت أن الأجهزة الأمنية بدأت بالتحقيقات وجمع المعلومات، ولا تزال تتعامل مع القضية كـ «جريمة قتل»، ولفتت إلى أن الأسباب والأشخاص مجهولون حتى الآن وجاري التعرّف عليهم. بدورها، تقدمت الملحقية الثقافية السعودية لدى واشنطن لعائلة الطالب السعودي المقتول ريان إبراهيم بابا، بأحر التعازي، داعية الله عز وأجل أن يجبر مصابهم. وأكد باسمها الدكتور محمد العيسى لـ «الحياة» أن المعلومات لم تكتمل لديهم حول الحادثة حتى الآن، لافتاً إلى أنها وقعت أول من أمس. وذكر العيسى أنه لا يمكن الجزم فعلياً بأن مقتل السعودي ريان من طريق إطلاق النار عليه وإصابته بأربع رصاصات، مشيراً إلى أنه تم رفع الأمر إلى السفارة السعودية في واشنطن، التي بدورها قامت بتوكيل محام لمتابعة ملف سير القضية وكشف ملابساتها. وقال: «حتى الآن المعلومات التي نمتلكها محدودة، والقنصلية تتابع القضية، ونحن على تواصل مستمر معها، وقد وضعت محامين». وأشار الملحق السعودي إلى أن عدد الطلبة السعوديين كبير جداً، ويصل إلى 120 ألف طالب وطالبة، الأمر الذي يجعل ما يتم تناقله حول استهداف المبتعثين السعوديين في الولايات المتحدة بخلاف أية دولة أخرى أمراً مستبعداً. ولفت إلى أن ذلك لا يمكّنهم من تخمين أو تأكيد الأسباب خلف قتل أو تغيّب واختفاء السعوديين في الولايات المتحدة. وأكد أن السفارة والقنصلية تتابع هذه المواضيع بحرص مستمر. واستبعد أن يكون استهداف بعض السعوديين بسبب دراستهم تخصص الهندسة بمختلف مجالاتها الأمر الذي تكرر مع عدد كبير من المبتعثين اختفوا أو قتلوا في وقت سابق. وأكد أن هناك تخصصات عدة مهمة مثل التخصصات الصحيّة تأخذ حيزاً من الاهتمام لدى الطلبة، ودارسي تخصص الهندسة ليسوا قليلين أبداً. وذكر أن كون دراسة «الهندسة» قاسماً مشتركاً بين الطلاب السعوديين، الذين تحصل لهم قضايا قد يكون «صدفة».
مشاركة :