أحيا رئيس وزراء اليابان شينزو آبي أمس الأحد ذكرى مرور 70 عاماً على قصف مدينة ناغازاكي بقنبلة ذرية قضى فيها 74 ألف ياباني على الفور، بتجديد التزامه بعدم امتلاك اليابان أسلحة نووية في أعقاب انتقاد لعدم إعلانه مثل هذا الالتزام خلال إحيائه في الأسبوع الماضي ذكرى قصف هيروشيما بقنبلة ذرية. وقال آبي في متنزه ناغازاكي للسلام بوصفنا الدولة الوحيدة في العالم التي تعرضت لهجوم نووي خلال الحرب العالمية الثانية أجدد تصميمي على القيام بدور بارز في التوصل إلى عالم بلا أسلحة نووية والحفاظ على المبادئ الثلاثة غير النووية. والمبادئ الثلاثة غير النووية هي سياسة اليابان منذ مدة طويلة بعدم امتلاك أو إنتاج أسلحة نووية وعدم السماح لآخرين بإدخالها إلى اليابان. وأثار وزير الدفاع الياباني جدالاً جديداً بشأن قانون الأمن المثير للجدل يوم الأربعاء الماضي عندما قال إن مشاريع القوانين التي يناقشها البرلمان لن تستبعد نقل الجيش أسلحة نووية لقوات أجنبية. ووافقت حكومة آبي على قرار في العام الماضي يعيد تفسير الدستور السلمي لليابان الذي أعد مسودته الأمريكيون بعد الحرب العالمية الثانية بحيث يُسمح لليابان بممارسة حق الدفاع عن النفس بشكل جماعي أو الدفاع عن حليف يتعرض لهجوم. وأُجيزت مشاريع القوانين تلك التي لا تحظى بشعبية في المجلس الأدنى للبرلمان كما أن كتلة آبي الحاكمة تحظى بأغلبية في المجلس الأعلى للبرلمان أيضاً. ولكن استطلاعات للرأي تظهر أن غالبية الناخبين يعارضون أي تحول كبير في السياسة الدفاعية اليابانية. وكان الانفجار الذري عند الساعة 11:02 من التاسع من أغسطس 1945 دمر ثمانين في المئة من مباني ناغازاكي ومن بينها كاتدرائية يوراكامي الشهيرة التي كانت تبعد 500 متر عن مكان سقوط القنبلة. وفي التوقيت نفسه أمس الأحد وقف سكان المدينة دقيقة صمت بينما كانت تقرع الأجراس في جميع أنحاء ناغازاكي التي كانت مركزاً للتبادل التجاري بين اليابان والخارج ومدينة معروفة بجاليتها المسيحية الكبيرة. ووضع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إكليلا من الزهور بحضور ممثلي 75 بلداً بينهم سفيرة الولايات المتحدة في اليابان كارولين كينيدي. وانتقد رئيس بلدية ناغازاكي توميهيسا تاوي أمام حشد ضم حوالي 6700 شخص ضمنا مشاريع القوانين الدفاعية الجديدة. وقال نشعر بالقلق لأن الوعد الذي قطعناه قبل سبعين عاماً ومبدأ السلام في الدستور الياباني يبدو معرضاً للخطر. وأضاف أوجه نداء إلى الشبان: اصغوا لما يقوله القدامى وفكروا بما تستطيعون فعله أنتم من أجل السلام، داعياً الرئيس الأمريكي وممثلي كل الدول التي تملك سلاحاً ذرياً إلى التوجه إلى ناغازاكي. وفي الفاتيكان استذكر البابا فرنسيس أمس الأحد الهجومين الذريين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي قبل سبعين عاماً، معتبراً أنهما يرمزان إلى قدرة الإنسان اللامحدودة على التدمير. وأكد البابا أمام حشود المصلين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان ان إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما في السادس من أغسطس 1945 ثم على ناغازاكي في التاسع منه، يشكل حدثاً مأساوياً لايزال يثير الرعب والازدراء. وأضاف إن هذا الحدث بات رمزاً إلى قدرة الإنسان اللامحدودة على التدمير حين يستخدم الأخير تقدم العلم والتقنيات في شكل خاطئ. وإذ دعا الإنسانية إلى التخلي نهائياً عن الحرب ونبذ الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، شدد البابا على ضرورة بناء أخلاق الأخوة في كل أنحاء العالم. وتابع فليرتفع من كل مكان صوت واحد: لا للحرب والعنف، نعم للحوار والسلام. قال أيضاً خارجاً عن نص عظته مع الحرب نخسر دائماً. الوسيلة الوحيدة لكسب حرب تكمن في عدم خوضها. (وكالات)
مشاركة :