أضرم مستوطنون متطرفون بعد ظهر أمس الأحد النار بمئات الدونمات في الجبال المحيطة بقرية بورين جنوبي نابلس، من عدة اتجاهات، في وقت زعمت سلطات الاحتلال انها اعتقلت 10 مستوطنين متطرفين على خلفية جريمة حرق رضيع فلسطيني في منزل أسرته في دوما، وان هؤلاء المعتقلين سيودعون الحبس بموجب الاعتقال الإداري لستة اشهر. قال مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفة غسان دغلس ان مستوطنين من مستوطنة براخة المحاذية لقرية بورين أضرموا النار في الجبال الشرقية والغربية من القرية، ما ادى إلى اشتعال النيران بصورة سريعة وكبيرة على قمم الجبال ومن ثم امتدادها حتى قرية عراق بورين. واضاف دغلس انه وفي الوقت نفسه اضرم مستوطنون من مستوطنة ايتسهار النار في الجبال الجنوبية المقابلة لقرية بورين، ما أدى إلى امتداد النيران إلى مساحات مختلفة من مختلف الجهات وصولاً إلى جبال عينابوس، حيث تقدر مساحة الأراضي بمئات الدونمات، موضحاً أنه من المبكر الحديث عن الخسائر وحجمها بسبب اشتعال النيران. وأكد دغلس أن وحدات الاطفاء التابعة للدفاع المدني الفلسطيني تحاول الوصول إلى منطقة اشتعال النيران لإخمادها بالرغم من تواجد المستوطنين وقوات الاحتلال على قمم الجبال. من جهة أخرى، أكدت مصادر في الكيان أن السلطات الإسرائيلية كثفت امس الاحد حملتها ضد المتطرفين اليهود، وقامت للمرة الأولى بسلسلة اعتقالات داخل المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، فضلاً عن وضعها متطرفين يهوديين قيد الاعتقال الإداري لستة اشهر قابلة للتجديد في إطار التحقيق في حريق ادى إلى استشهاد الرضيع الفلسطيني علي ووالده سعد دوابشة. وبعد تعرضها لانتقادات شديدة من قبل المعارضة والخارج بدعوى السماح للمستوطنين بالافلات من العقاب، ضاعفت حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية منذ حادث الحرق في 31 من يوليو الماضي دعواتها لتبني الحزم واعتقال المتطرفين اليهود. ويتهم الفلسطينيون مع منظمات للدفاع عن حقوق الانسان ومعارضين إسرائيليين السلطات بعدم التعامل بجدية مع هذا النوع من الهجمات ما جعل المسؤولين عنها يفلتون غالبا من العقاب. ولجأت السلطات أمس الأحد إلى إجراء استثنائي ووضعت متطرفين يهوديين اثنين قيد الاعتقال الإداري بدون توجيه أي تهمة لستة أشهر قابلة للتجديد، ما يرفع عدد المعتقلين إدارياً من اليهود إلى ثلاثة. وقال متحدث باسم وزارة الحرب لوكالة فرانس برس تم وضع مئير اتينغر وافيتار سلونيم اللذين اعتقلا في الايام الاخيرة قيد الاعتقال الإداري لستة أشهر مع إمكان التجديد. وأوضح بيان صادر عن وزير الحرب موشيه يعالون انه تم فرض الاعتقال الاداري ضد الناشطين المتطرفين من اليمين في إطار تورطهم في أنشطة منظمة يهودية متطرفة. ومئير اتينغر هو حفيد الحاخام مئير كاهانا مؤسس حركة كاخ العنصرية المناهضة للعرب الذي اغتيل العام 1990. وكان مردخاي ماير (18 عاماً) وضع الأسبوع الماضي قيد الاعتقال الإداري. والاعتقال الإداري الذي يتم بدون توجيه اتهام أو صدور حكم بحق المعتقل، بات ممكنا تطبيقه على يهود إذا كانت الأدلة التي تم جمعها ضد المشتبه بهم غير كافية لتبرير فتح تحقيق قضائي تقليدي أو إذا رفض هؤلاء الاجابة عن الاسئلة خلال استجوابهم. وبحسب القانون الموروث من الانتداب البريطاني، تستطيع السلطات العسكرية اعتقال مشتبه به لستة أشهر من دون توجيه تهمة اليه بموجب اعتقال اداري قابل للتجديد لفترة غير محددة. كما أعلنت شرطة الاحتلال الأحد انه تم اعتقال عدد من المشتبه بهم خلال عمليات نفذتها قوات من الشرطة في بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية المحتلة في إطار التحقيق في الحريق. وهذه المرة الأولى التي تنفذ فيها الشرطة الاسرائيلية عملية في المستوطنات كما انها المرة الأولى التي تعلن فيها اعتقالات مرتبطة مباشرة بجريمة دوما. (وكالات)
مشاركة :