بعد غياب طويل عن خشبة المسرح القومي، يعود النجم يحيى الفخراني بالعرض الغنائي ليلة من ألف ليلة إخراج محسن حلمي، الذي يفتتح الخميس المقبل بحضور وزير الثقافة د. عبدالواحد النبوي وعدد من الوزراء والمسؤولين، في الافتتاح الثاني للمسرح بعد شهور توقف بسبب عدم استكمال الإنشاءات عند افتتاحه في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد سنوات من أعمال التجديد منذ احتراقه في 2008، وكان آخر أعمال الفخراني للمسرح القومي الملك لير إخراج أحمد عبد الحليم 2002، الذي حقق نجاحاً مبهراً. ليلة من ألف ليلة تنويعة على العرض الذي قدمه الفنان يحيى الفخراني مع المخرج محسن حلمي عام 1994 على خشبة مسرح الجمهورية من إنتاج دار الأوبرا المصرية، وشاركه البطولة حينها من المطربين أنغام وعلي الحجار، وهو أوبريت نادر لشاعر الشعب بيرم التونسي، قدم للمرة الأولى في الأوبرا القديمة عام 1931، وفي عام 1958 قُدّم على خشبة المسرح القومي، وعام 1972 عُرض على مسرح محمد فريد، وأنتجته الإذاعة المصرية عام 1961 بطولة شهرزاد وكارم محمود وإخراج يوسف الحطاب. وتدور أحداث المسرحية حول متسوّل اختطفت زوجته، ليقابل بعد عدة سنوات الرجل الذي اختطف زوجته ويتحول ما بينهما لثأر. وخلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه البيت الفني للمسرح منتج العرض مساء الأحد، بحضور أبطال العرض ورئيس قطاع الإنتاج الثقافي د. سيد خاطر ورئيس البيت الفني للمسرح الفنان فتوح أحمد، فيما غاب عنه مخرج العرض محسن حلمي الذي يعاني متاعب صحية حادة منذ شهر رمضان الماضي. وقال الفنان يحيى الفخراني إنه كان متردداً في العودة للمسرح وكان الفنان فتوح أحمد يلح عليه أثناء تصويرهما مسلسل دهشة في تقديم عرض على القومي وأرجع تردده إلى خصوصية طقوسه في تعامله مع المسرح، مشيراً إلى أنه ظل يعد لعرض الملك لير لمدة عامين كاملين. وأضاف أن للمسرح القومي سحراً ومتعة خاصة في الوقوف على خشبته مرة أخرى، وأشار إلى أنه في بداية مشاهدته للمسرح بعد التجديدات استاء من شكل التطوير الحديث للمسرح من خلال مبنى إداري زجاجي لكنه بعد فترة بدأ يشعر بأنه يمثل تزاوجاً بين الحداثة والتراث والعراقة التي يمثلها المبني القديم للمسرح. الفخراني قال إن عرض ليلة من ألف ليلة تدور أحداثه في بغداد لكن كل مفرداته مصرية لأقصى درجة، مشيراً إلى إنه استأذن المخرج محسن حلمي في أن يتم استخدام النص الأصلي لبيرم التونسي بمفرداته القديمة، بعيداً عن النسخ الجديدة المعدلة للحفاظ على الروح الأصيلة للعرض حتى لو تطلب ذلك التعريف ببعض المفردات والمصطلحات القديمة. وكان افتتاح العرض تأجل عدة مرات عن مواعيد أعلنت خلال شهر رمضان الماضي بسبب عدم جاهزية المسرح للاستلام وخلافات بين وزارة الثقافة والشركة المنفذة لعمليات التجديد في المسرح أولاد حسن علام، وخلال المؤتمر فجر د. سيد خاطر مفاجأة بأن المسرح لم يتم استلامه رسمياً من الشركة التي تقوم بإنشاءاته عندما افتتحه وزير الثقافة السابق د. جابر عصفور في ديسمبر الماضي، والذي أصر على افتتاح المسرح في توقيت بعينه وقدم عرض افتتاحه وبحلم يا مصر إخراج عصام السيد، ثم سرعان ما صدر قرار من جهاز الحماية المدنية بإيقاف العرض وإغلاق المسرح لعدم استكمال الإجراءات الأمنية المطلوبة لتأمين المسرح. ورغم أن خاطر أعلن أنه تم استلام المسرح مبدئياً الأربعاء الماضي، إلا أن المبنى الإداري للمسرح لا يزال في مرحلة التشطيبات، فلا تزال السقالات مبنية والأرصفة لم تستكمل فيما سيتم افتتاح العرض ويستمر العمل في المبنى أسبوعين بعد الافتتاح، وقال خاطر إن التعاقد مع الشركة ينص على أن هناك ضماناً للمسرح لمدة عام لمتابعة ظهور أي مشاكل أثناء تشغيل المسرح يتم فيه الرجوع للشركة لإصلاحها. وعن ميزانية العرض قال د. سيد خاطر إن ميزانيته في حدود نصف مليون جنيه موضحاً إنه لا يمكن أن يقدم عملاً بهذا الحجم بهذه الميزانية المحدودة سوى بتعاون النجوم الذين يتنازلون عن أجورهم من أجل دعم مسرح الدولة. وأشار الفنان يوسف إسماعيل مدير فرقة المسرح القومي إلى أنه تم تصنيع الديكور والملابس في ورش المسرح القومي ما يوفر حوالي مئة ألف جنيه من الميزانية ويميز القومي كمؤسسة كاملة بفنانيها وفنييها وورشها. فيما أوضح الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح أن تحقيقات النيابة الإدارية أثبتت عدم وجود شبهة فساد في مشروع تجديد وتطوير المسرح القومي، وكان عدد كبير من المثقفين والمسرحيين طالبوا بالتحقيق في مخالفات في المشروع قبل استلام المسرح من الشركة التي تولت عملية تجديده منذ عام 2009، قفزت خلالها تكلفة المشروع من 55 مليون إلى قرابة 110 ملايين فيما اعتبره كثيرون إهدارا للمال العام يستوجب التحقيق والمحاسبة وكان عدد من رؤساء البيت الفني وقطاع الإنتاج الثقافي السابقين رفضوا القبول باستلام المسرح من دون تحقيق. عرض ليلة من ألف ليلة بطولة يحيى الفخراني، لطفي لبيب، سلمى غريب، ضياء عبدالخالق، وعدد من نجوم المسرح القومي ويشارك في العرض تمثيلاً وغناء المطربان الشابان محمد محسن وهبة مجدي بديلاً لعلي الحجار وأنغام اللذين شاركا في بطولة العرض الأول. العرض موسيقى وألحان الموسيقار الراحل أحمد صدقي، ويقوم بتنفيذ الموسيقى الفنان يحيى الموجي، ديكور محمد الغرباوي، أزياء نعيمة العجمي، استعراضات مجدي صابر.