بعد سنوات من الترميم، منذ تعرضه لحريق عام 2008، يستعيد المسرح القومي بالقاهرة ألقه، بعرض ليلة من ألف ليلة أحد كنوز المسرح الغنائي الذي يستعرض مفارقات بين عالمي القصور والصعاليك، من وحي قصص ألف ليلة. والمسرحية التي كتبها الراحل بيرم التونسي، ولحّنها المصري الرحل أحمد صدقي، يقوم ببطولتها الفنان يحيى الفخراني الذي شغل حضوره فضاء المسرح، وهو يتنقل بسلاسة بشخصية شحاتة الشحاذ المحتال، مجسداً أدوار اللص والوزير والقاتل. وقال الفخراني، قبيل بدء أولى ليالي العرض الليلة الماضية، إنه يهدي المسرحية إلى صديقه الذي طالما وقف على خشبة هذا المسرح، ممثلاً ومخرجاً، نور الشريف الذي توفي الثلاثاء الماضي. ولكنه لم يطلب من الجمهور الوقوف حداداً على روح الشريف، مشدداً على أن الناس موتى وأهل الحب أحياء. وحضرت العرض المخرجة إنعام محمد علي، وحضره من الكتاب بهيج إسماعيل وفريدة النقاش وسلوى بكر، ومن السياسيين رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري، ووزير الثقافة عبد الواحد النبوي ووزير الدولة للإنتاج الحربي إبراهيم يونس. وليلة من ألف ليلة قدمت أوبريت أخرجه للإذاعة المصرية يوسف الحطاب، وشارك بالغناء فيه المغنون كارم محمود وشهرزاد وسيد إسماعيل. وتلعب الموسيقى دوراً درامياً في المسرحية، منذ المشهد الأول، حيث يشارك البطل ومساعده وابنته في الغناء متوسلين إلى المارة بالقرب من أحد المساجد، لكي يشفقوا على حالهم ويعطوهم بعض المال. وعرضت المسرحية على خشبة المسرح في القاهرة 4 مرات، كانت الأولى عام 1931 في دار الأوبرا القديمة بالعتبة، والثانية في المسرح القومي، والثالثة والرابعة على مسرح الجمهورية.
مشاركة :