كشفت قوائم المتورطين في العمليات الإرهابية الانتحارية في مناطق المملكة خلال العامين الماضيين ارتفاع نسب صغار السن من الشباب المتورطين في هذه العمليات وبشكل مخيف الأمر الذي يضع مسؤولية كبيرة ومهمة جدا على الرئاسة العامة لرعاية الشباب تجاه هذه الفئة التي تسعى العناصر الإرهابية إلى استقطاب الشرائح الشبابية الأصغر سنا وتجنيدهم عبر الإنترنت مما يعتبر مؤشراً وجرس إنذار للمهتمين بالبرامج الشبابية في رعاية الشباب لإعادة النظر في برامجها المقدمة للشباب والدور المستقبلي في الشأن الشبابي وتلبية احتياجات هذه الفئة والحد من استمرار تورطهم في الفكر الإرهابي. وأظهرت بيانات وزارة الداخلية المعلنة في العامين الماضيين أن منفذي عمليات التفجير التي تشهدها مناطق ومحافظات المملكة من الانتحاريين هم من الفئة الذين تتراوح أعمارهم ما بين (19-28) عاماً حيث نجحت المنظمات الإرهابية في جذب هذه الفئة العمرية وتجنيدها لصالحها لاعتناق الفكر الإرهابي. وتمثل نسبة الشباب بالمملكة التي تتحمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب دورا كبيرا في رعايتها إضافة لبعض الوزارات الحكومية الأخرى ممثلة بوزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الشؤون الاجتماعية أعلى النسب العمرية حيث يشير إحصاء لمركز المعلومات الوطني في وزارة الداخلية بالمملكة أن نسبة الذكور والإناث لمن هم أقل من 40 سنة، تشكل 80% من إجمالي السكان. ويفوق التعداد الكلي للمواطنين الذكور في المملكة على تعداد المواطنات الإناث بحوالى 130 ألف شاب، وذلك للفئة العمرية الأقل من 20 سنة، ووفقاً للتعداد الكلي لإجمالي المواطنين الذكور والإناث المسجلين في مركز المعلومات الوطني، شكلت نسبة الذكور والإناث في الفئة العمرية الأقل من 15 عاماً 35% من إجمالي السكان. وبلغت نسبة الفئة العمرية لهما للأقل من 30 عاماً 67% من إجمالي السكان، فيما شكلت نسبة الذكور والإناث لمن هم أقل من 40 سنة نسبة 80% من إجمالي السكان، وتحتل المملكة المرتبة ال45 عالميا من حيث عدد السكان، ويشير الدكتور رشود الخريف -المشرف على مركز الدراسات السكانية- في تصريح سابق له حول الزيادة السكانية في نسبة الشباب «أن المجتمع السعودي بحاجة إلى مواجهة القضايا الناتجة عن زيادة عدد السكان، موضحا بأن فئة الشباب دون سن 25 تمثل حوالي 50% من إجمالي عدد السكان في المملكة، منهم 30% يعانون من البطالة»، مؤكدا أن هذه المشكلة قد خلقت ظاهرة تنقل الكثير من الشباب إلى الرياض وجدة وغيرهما من المدن الكبيرة للدراسة والعمل، وهو ما خلق بدوره تركزا مفرطا للسكان، وبالتالي ضغطا كبيرا على هذه المدن. تزايد صغار السن المتورطين في الإرهاب يستلزم إستراتيجية وطنية عاجلة للوقاية وأشار إلى أن 83% من السكان السعوديين يعيشون في المدن الرئيسية، وأن نسبة كبيرة منهم نزحت إلى المدن خلال الخمسين سنة الماضية. رعاية الشباب وتقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالعديد من الجهود خصوصا ما قدمته الهيئات والاتحادات والأندية التابعة لها من برامج وأنشطة ثقافية وأدبية واجتماعية وشبابية ورياضية في عدد من مختلف مناطق ومحافظات المملكة ضمن جهود عدد من الجهات الحكومية والأهلية مع حملة التضامن الوطني ضد الإرهاب، ومنها "حملة حب الوطن" كأحد البرامج التي نظمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتضمن حملات توعية بهدف حماية الشباب والمجتمع عن خطر الإرهاب. الإستراتيجية الوطنية وبإقرار الإستراتيجية الوطنية للشباب والتي أعدت عام 1431ه (2010م) كأول إستراتيجيةٍ متكاملة وشاملةٍ للشبابِ تكونُ المملكةُ الدولةَ الثالثةَ عربيّاً التي تنضمُّ إلى خمسينَ دولةً في العالمِ اختارَتْ وضعَ إستراتيجيةٍ وطنيةٍ للشبابِ تتضاعف المسؤولية خاصة (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) لكونها تتحمل مسؤولية كبيرة في رعاية الشباب بحكم اختصاصها وبرامجها التي تقوم بإعدادها، حيث يمثلُ الشبابُ عاملاً مهماً في التطورِ الذي تشهدُه المملكةُ في شتى المجالاتِ فهم الجيلُ المتعلِّمُ المتمتعُ بوتيرةٍ عاليةٍ في معدلاتِ الالتحاقِ بالتعليمِ، وانخفاضِ معدلاتِ الأميةِ، ومن ثَمَّ فهم أكثرُ القوى المؤثرةِ في سوق العملِ، وأكثرُ فئاتِ المجتمعِ رغبةً في التجديدِ واستيعابِ المتغيراتِ، وأكثرُها قدرةً على التفاعلِ والاستجابةِ لمخرجاتِ عمليةِ التطورِ والتقدمِ العلميِّ والتقنيِّ وتعكسُ التركيبةُ السكانيةُ وجودَ واحدٍ من بينِ كلِّ خمسةِ سعوديين في الفئةِ العمريةِ (15-24 سنةً) يشكلون نحوَ (21%) من إجماليِّ السكانِ السعوديينَ، وبمعدل نمو سنوي بلغَ نحوَ (3,5%) وذلك في خلال المدة 1413-1431ه (1992-2010م)، وهذا المعدلُ أعلى من متوسطِ معدلِ النموِّ السنويِّ للسكان السعوديينَ في خلالِ هذه الفترةِ والذي كانَ يبلغُ نحوَ (2,35%) ومعدلُ النموِّ هذا في نسبةِ الشبابِ يطلَقُ عليه "الفرصةُ أو الهبةُ الديمغرافيةُ"، وهي تلك الفرصةُ التي تظهرُ عندما تنمو فئة السكانِ في سنِّ العملِ بمعدلٍ يتجاوزُ نموَّ فئةِ السكانِ المعالين (أي: الأطفالِ وكبارِ السنِّ) وإنَّ معدلاتِ النموِّ هذه لفئةِ الشبابِ في المملكةِ يطرحُ فرصاً واعدة لبلوغِ أهدافٍ وغاياتِ التنميةِ الوطنيةِ الشاملةِ واستدامتِها، فإضافةً إلى الخصائصِ الديمغرافيةِ التي تتميزُ بها هذه الفئةُ العمريةُ، يمثلُ جيلُ الشبابِ مورداً تنمويّاً واعداً إذا توفرَتْ له فرصُ تعليمٍ ومهاراتٌ جيدةٌ، وفرصُ عملٍ ملائمةٍ. وتعتبر الإستراتيجياتِ الوطنيةَ للشبابِ أحدَ أهمِّ المبادراتِ التي تتخذها أي دولةٍ من الدولِ للعنايةِ بفئةِ الشبابِ، والتخطيطِ السليمِ لحاضرِهم ومستقبلِهم. فالإستراتيجياتُ الوطنيةُ تمثلُ رؤيةً شاملةً ومتكاملةً وإطار عملٍِِ لتنميةِ الشبابِ، وتحدِّدُ مجموعةً من القيمِ والمبادئِ التوجيهيةِ وفوق ذلك، فهي تمثلُ إعلاناً والتزاماً وطنيَّينِ منْ قِبَلِ الدولِ بالأولوياتِ والدعمِ الذي تعتزمُ الحكوماتُ تقديمَه بدعمٍ ومساندةٍ من مؤسساتِ المجتمعِ المدنيِّ والقطاعِ الخاصِّ. وتنبثقُ أهميةُ الإستراتيجيةِ الوطنيةِ للشبابِ في المملكةِ من النموِ المتزايدِ لفئةِ الشبابِ، والعزمِ في إحداثِ نقلةً نوعية وكمية في السياسات والخطط والبرامج الموجهةِ للشبابِ، وبما يوفرُ لهم القدرةَ على مواكبةِ حركةِ التغييرِ والتنميةِ المتسارعةِ والتفاعلِ الايجابيِّ معَ متطلباتِ العصر واقتصادِ المعرفةِ الذي يتشكلُ من حولِهم ويؤمّلُ أن تعبرَ هذه الإستراتيجيةُ عن الطموحاتِ والآمالِ المناطةِ بتنميةِ الشبابِ من جهةٍ، وأن تعكسَ الرؤيةَ الإستراتيجيةَ للتنميةِ في الخطةِ الخمسيةِ التاسعةِ والتي أشارتْ إلى ضرورةِ العملِ على "إيجادِ جيلٍ من الشبابِ يتمتعُ بقدراتٍ ومهاراتٍ علميةٍ وبدنيةٍ وحياتيةٍ، ومتحملاً لمسئولياتهِ تجاهَ نفسِه وأسرتِه ومجتمعِه ووطنِه، ومشاركاً فعالاً في عمليةِ التنميةِ". وتتضمنُ الإستراتيجيةُ الوطنيةُ للشبابِ عدداً من المحاورِ الرئيسةِ التي تشتملُ على مجموعةٍ من القضايا ذاتِ العلاقةِ بالشبابِ في المملكةِ ومن هذه المحاور الترويح وأستثمار وقت الفراغ ، والمواطنة الصالحة والمشاركة المجتمعية والأسرة والتي تعتبر من أبرز القضايا المعنية بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب كما تتضمن موضوعات الإستراتيجية الوطنية للشباب التعليم والتدريب والعمل والصحة والثقافة والإعلام والاتصالات وتقنية المعلوماتِ. المسؤولية تتضاعف ولهذه الفئة العمرية -فئة الشباب- الكثير من المتغيرات النفسية والاجتماعية التي تتطلب تدخل المختصين في رعايتها من ذوي الاهتمام بالشأن الشبابي والاجتماعي، حيث تحتل الأنشطة الرياضية وبلا منازع لدى الشباب منزلة خاصة مما يرفع مسؤولية الرئاسة العامة لرعاية الشباب في تشكيل تفكير هذه الفئة وسهولة توجيههم والرقي بهم في مجال الصحة النفسية والبدنية والوقوف في وجه الفكر المتطرف مما يدفع العاملين في المجال الشبابي وفي الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى التركيز على العمل خارج الملاعب الرياضية وجعله جزاء لا تقل في أهميته عن التركيز على الملاعب والذي يبدوا مفهوما سائدا لدى الجميع اليوم حيث يقل التركيز على الشأن الاجتماعي والنفسي والفكري للشاب ويتم التركيز على الجانب البدني الرياضي فتبدأ مسؤولية رعاية الشباب تزداد لتحقيق أهدافاً أخرى من أهمها التركيز على البرامج الشبابية والأنشطة التي تسهم في ترسيخ مفهوم المواطنة الحقيقية ونبذ الفكر المتطرف والحد من اعتناق الشباب لقوائم منفذي العمليات الإرهابية والذي أصبح يشكل هاجسا أمنيا للعاملين بالقطاعات الأمنية والمهتمين بالدراسات الاجتماعية عن أسباب تورط هذه الفئة العمرية بهذا الفكر الإرهابي والبحث عن مكامن الخلل وأثاره العديد من التساؤلات والتي من أبرزها هل البرامج الاجتماعية والثقافية والرياضية الموجودة اليوم على أرض الواقع كافية لتلبية احتياجات الشباب النفسية والاجتماعية والفكرية، وما السر وراء عزوف بعض الشباب عن المشاركة في هذه البرامج أن وجدت، وما المطلوب من القيادات الشبابية خلال السنوات المقبلة لرسم خريطة الوقاية من الفكر المتطرف، وهل فعلت الأندية الرياضية أنشطتها الثقافية وأثبتت حضورها من خلال مشاركتها في الفعاليات والندوات ومواقعها بالأنترنت فيما يخص توجيه هذه البرامج لخدمة فئة الشباب وتنمية الفكر الشبابي وتوجيهه لطريق السليم لبناء المجتمع. الإعلام الرياضي وأين دور الإعلام الرياضي في مواجهة الفكر المتطرف بتوعية الشباب للطريق السليم لما يمثله نجوم الرياضة من قدوة كبيرة لدى كثير من شريحة الشباب وخصوصا في هذه المرحلة العمرية للشباب ما بين 19 - 30 عاما حيث يقتدي الشاب بهذه الفترة العمرية بالنجوم في سلوكياتهم ويسمع لنصائحهم لذا تزيد مسؤولية رعاية الشباب في توجيه وحث منسوبيها بالأندية من مشاهير بالتواجد في أماكن تواجد الشباب لبث الرسائل التوعويه التي تسهم في محاربة الفكر الإرهابي كما أن على الأندية الرياضية التابعة للرئاسة دور كبير في تقديم دورات لمنسوبيها بالتنسيق مع بعض الوزارات ممثلة بوزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة التربية والتعليم من أجل تنمية ولاء الرياضي لوطنه، وبالتالي يقوم بدوره بنقلها لمحبيه ومشجعيه ومن يعتبرونه قدوه بالنسب لهم خصوصا فئة الشباب. الجانب الفكري وسيتضاعف دور الأندية الرياضية خلال السنوات المقبلة لحماية هذه الفئة العمرية من خلال الأندية الرياضية باستخدام خطط المكافحة والتي من أبرزها توجيه الأندية الرياضية لتنفيذ الندوات والمحاضرات التي تحارب الفكر الضال وتصحح أفكار الكثير من الشباب المعرضين للانحراف وتطوير أسلوب الحوار والشرح ومناقشة الأفكار التي يقوم عليها الفكر الإرهابي وإبطال حجج الإرهابيين ونشر ثقافة التسامح مع الآخرين ونبذ الشائعات وتصحيح صورة الإسلام وكشف الوجه الحقيقي للإرهاب وشرح الأسس الشرعية التي تقوم عليها العقيدة الصحيحة بإيراد الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف ومساعدة الشباب ذوي النوايا الحسنة على فهم ماهية ورسالة الإسلام العظيمة وبيان أن الجهاد الحقيقي لا يجوز إقراره إلا من طرف العلماء الحقيقيين والسلطات الرسمية. بيوت الشباب وما ينطبق على الأندية الرياضية ينطبق على الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب التي تتبع أيضا الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتقدم خدماتها من خلال أكثر من أربعة وعشرين بيت شباب في مناطق ومحافظات المملكة من خلال احتضان الشباب وتنفيذ هذه البرامج بشكل حديث يجذب فئة الشباب لها ولا يقتصر دورها فقط على الترحال وتوفير السكن للأندية أو الأعضاء القادمين من خارج مدينة لأخرى بل يجب أن توضع استراتيجية جديدة لعمل بيوت الشباب في مختلف مناطق ومحافظات المملكة بما يتناسب اليوم مع احتياجات الشباب ومواجهة الفكر الإرهابي وحماية فئة الشباب من الانخراط لدعوات شياطين الإرهاب.
مشاركة :