قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إنَّنا إذ نحتفلُ اليَوْم بذِكْرى مَوْلِد محمَّد -صلى الله عليه وسلم- فإنَّنا لا نحتفلُ بشخصٍ بَلَغَ الغايةَ في مدارجِ الأخلاق العُليا، ومراتبِ الكمال القُصوى، وإنَّما نحتفـل -في الوقتِ نفسِه- بتجلِّي الإشراقِ الإلهي على الإنسانيَّةِ جمعاء، وظهورِه في صُورةِ رسالةٍ إلهيَّة خُتِمَتْ بها جميعُ الرسالات، وكُلِّف بتبليغها للبشريَّةِ نبيٌّ خاتمٌ أدَّى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، ونَصَحَ الأُمَّة، ولم يتركها حتى وضَعَها على محجَّةِ الحقِّ والخَيْرِ والجمال، وحذَّرها من الهوانِ والمذلَّة إنْ هي انحرفت إلى طُرُقٍ أُخرى لا ترجعُ منها إلَّا إلى هَلاكٍ محقق ودمار مؤكد.وأضاف شيخ الأزهر خلال كلمته باحتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي: يقولُ العِرْبَاضُ بْنِ سَارِيَةَ-: «وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ، فَقلنا: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ هَذِهِ لمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: قد تركتُكم على البَيْضَاءِ لَيْلُها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلَّا هَالِكٌ» والمحجَّةُ البيضاء هي: الشَّريعةُ الواضحة السَّهْلة، ثم قال: «ومَن يَعِشْ مِنكُم فسَيَرى اختِلافًا كَثيرًا فعلَيْكُم بما عَرَفتُم مِن سُنَّتي وسُنَّةِ الخُــلفاءِ الرَّاشدينَ مِن بَعْدِي عَضُّوا عليها بالنَّواجذِ».وتابع: ثم ما لبث هذا الدِّينُ الأخير أن انتشرَ انتشارَ الشَّمس في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها، وكان انتشارُه السَّريع تحقيقًا لمعجزةٍ من مُعجزاتِه -صلى الله عليه وسلم-، أخبر فيها أنَّ هذا الدِّين سَيَطْوي الكونَ ويلُف الوجودَ بأَسْرِه، وكان حديثُه عن هذا الأمر حديثَ الواثق الذي يرى الأحداثَ من وراءِ حُجُبِ الغَيب رأيَ العين، بل يراها بأشدِّ مِمَّا تَراه العين، يقولُ هذا النبيُّ الكريم: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ»، وفي روايةِ ثوبان: «إنَّ اللهَ تعالى زَوى لي الأرضَ، فرأيْتُ مشارقَها ومغاربَها، وإنَّ أُمَّتي سيبلغُ مُلكُها ما زُوِىَ لي منها» وملكُ أُمَّته: دِينُها وشريعتُها.وواصل: ومعقد الإعجاز في هذين الحديثين الشريفين يَكمُنُ في أنه -صلى الله عليه وسلم- كشف لأصحابِه ولأعدائه -أيضًا- عن بلوغِ الإسلام ما بَلَغَ الليل والنهار في وقتٍ كانت حدودُ الإسلام فيه لا تتجاوز حدودَ جزيرة العرب، وكان هذا الوعدُ في ذلكم الوقت أشبَهَ بحُلُمٍ مستحيلِ التحقيق، ولولا أنَّه -صلى الله عليه وسلم- كان واثقًا من وعدِه هذا وثوقَه من نفسه التي بين جنبَيْه، ما غامر بمثلِ هذا الكلام، ولا صَدَعَ به في وجهِ أعداء يتربصون به، ويترصَّدون هفوةً تصدر منه ليَشغَبون بها على دِينِه الجديدِ الذي قَلَبَ حياتَهم رأسًا على عَقِب، هذا الحديثُ -وأمثالُه أيُّها الحفلُ الكريم!- هو ما يبعثُ في قلوب المسلمين يقينًا لا يهتزُّ بأنَّ بقاء الإسلام واستمراره، وخلودَ اسمِ نبيِّه على جَبِينِ الزمان، أمرٌ تَولَّاه الله بنفسِه، وأراه لنبيِّه رأيَ العَيْن، وهو يُشاهد مشارقَ الأرض ومغاربها.وأردف: والأمرُ كذلك فيما يتعلَّقُ ببقاء القرآن الكريم وحِفظِه وخُلودِه، فهو ممَّا تولَّاه الله وحدَه، ولم يعهد به إلى أحدٍ غيرِه.. «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» [الحجر: 9]، وهكذا نحن المسلمين لا نرتابُ لحظةً في أنَّ الإسلامَ والقرآنَ ومحمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- أنوارٌ إلهيَّة تُضيء على الأرض طريقَ الإنسانيَّةِ في سعيِها لتحصيل السعادة في الدنيا والآخِرة، وأنها محفوظةٌ بحفظ الله ومشيئتِه ووعده.. ولا نرتاب في دَحْرِ المعتَدين عليها مِمَّن وصفهم القرآن الكريم وكيف نخاف والله يقول: «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» [التوبة: 32]، وفي آية أخرى: «يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» [الصف: 8]، وفي آية ثالثة: «وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ * وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ * إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ * إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ» [فاطر: 20-24].وأكمل: أمَّا محمَّد -صلى الله عليه وسلم- فهو -بنصِّ القرآن الكريم الذي يَجري شُعاعُه في دمائنا وقلوبنا- هو الرسولُ الذي مَنَّ الله به على عبادِه المؤمنين، في قولِه تعالى «لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ» [آل عمران: 164]، نعم لولاه -صلى الله عليه وسلم- ولولا ما أُرسِل به من عند الله لبَقِيت الإنسانيَّة كما كانت قبلَ بَعثَتِه في ظلامٍ دامس؛ وفي ضلالٍ مُبين إلى يوم القيامة، ومحمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- -بنصِّ القرآنِ - هو «النُّور» الذي يُبدِّد اللهُ به ظلمات الشكوك والأوهام، يقولُ تعالى: ▬قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ♂ [المائدة: 15]، أي: جاءكم محمَّدٌ «ومعه القرآنُ الكريم».واستطرد: وكما سَمَّاهُ الله «نورًا» سمَّاه «سراجًا منيرًا»، وخاطَبَه به خطابًا مباشرًا، وذلك في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا» [الأحزاب: 45-46]. ومحمَّد -صلى الله عليه وسلم-، هو الرحمة المرسلة للعالَمين أجمع: مُؤمنِهم وكافِرِهم: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» [الأنبياء: 107]، كما يقول عن نفسِه: «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ».وأردف: الحَـفْلُ الكَــريم! هذا قليلٌ من كثيرٍ مِمَّا قدَّمه للعالَم صاحبُ هذه الذكرى العَطِرة، وأنقذ به الأُممَ والشعوبَ، وصحَّح به التواءات الحضارات وعوجاجاتها، وهو مِمَّا يُوجِبُ علينا نحن المؤمنين به تجديدَ مشاعر الحب والولاء لهذا النبيِّ، والدِّفاع عنه بأرواحِنا ونفوسِنا وأهلينا وأولادنا وبكل ما نملُك ومن كل غالٍ ونفيس.ووجه رسالة قائلًا: «واعلموا أيُّها الإخوةُ أنَّ محبتَه -صلى الله عليه وسلم-، وكذا محبةُ آل بيتِه -رضوان الله عليهم- فرضٌ على كل مسلمٍ من أُمَّتِه، وقد نبَّهَنا القرآن لذلك في قوله تعالى: «قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ» [التوبة: 24]، فمَن كان أبوه أو ابنه أو عائلته أو ماله أحبَّ إليه من الله ومن رسول الله فعليه أن ينتظرَ ما سيحلُّ به عاجلًا و آجلًا، ثم هو مِن الفاسقين، ويُعضِّدُ ذلك قَولُه -صلى الله عليه وسلم-: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وليس المرادُ بالحبِّ هنا الحُبَّ العاطفيَّ الحسيَّ الذي هو مَيْلُ النَّفس وهواها، والذي لا يدَ للإنسانِ في جَلْبِه أو صرفِه، ومنه: حُبُّ النَّفسِ والولد والمال، فهذا الحبُّ خارجٌ عن اختيار المرء، وعن استطاعته، بل المطلوبُ -في الحديث الشَّريف- هو الحبُّ العقليُّ الاختياري الذي يتكوَّنُ نتيجةَ النظرِ والعلم والمقايسة، كمحبَّةِ الأبطالِ والعظماءِ وأصحابِ الخُلُق الرفيعِ وغيرهم من المتميزين بالسموِّ في مدارج الكمال الإنساني، ويقولُ العلماء: إنَّ هذا الحبَّ العقلي هو المطلوبُ في الآية الكريمة وفي الحديث الشريف، وهو «أول درجات الإيمان، وأمَّا كمالُ هذا الحُب فهو أن تصيرَ عواطفُ المسلم تابعةً لعقلِه في حُبِّه عليه الصَّلاة والسَّلام».الحَـفْلُ الكَــريم!وأكد الإمام الأكبر أنَّ العالَم الإسلامي ومؤسساته الدينيَّة وفي مقدمتها: الأزهر الشريف قد سارع إلى إدانة حادث القتل الإرهابي البغيض للمدرس الفرنسي في باريس، وهو حادث مؤسف ومؤلم، وفي ذات الوقت أيضا نجد من المؤسفِ أشدَّ الأسفِ أن الإساءةَ للإسلام والمسلمين في عالمنا اليوم قد أصبحت أداةً لحشدِ الأصوات والمضاربةِ بها في أسواقِ الانتخابات، وهذه الرسومُ المسيئةُ لنبيِّنا العظيم التي تتبنَّاها بعضُ الصُّحف والمجلات، بل بعضُ السياسات هي عبثٌ وتهريجٌ وانفلاتٌ من كلِّ قيود المسؤوليَّة والالتزام الخُلُقي والعرف الدولي والقانون العام، وهو عداءٌ صريحٌ لهذا الدِّين الحنيف، ولنبيِّه الذي بعَثَه الله رحمةً للعالَمين.وواصل: وإنَّنا ومن موقعِ الأزهر الشَّريف إذ نرفضُ مع كلِّ دول العالَم الإسلامي وبقوَّةٍ هذه البذاءات التي لا تُسيء في الحقيقة إلى المسلمين ونبيِّ المسلمين، وإنَّما تسيء إلى هؤلاء الذين يجهلون عظمة هذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، نحن إذ نسمع ذلك فإننا ندعو المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتمييز ضدهم، كما أنَّنا ندعو المواطنين المسلمين في الدولِ الغربيةِ إلى الاندماجِ الإيجابيِّ الواعي في هذه المجتمعات، مع الحفاظِ على هُويَّاتهم الدينيةِ والثقافيةِ، ويحول دون اجرارهم وراءَ استفزازاتِ اليمينِ المتطرف، أو استقطابات جماعاتِ الإسلام السياسيِّ، والحرصِ الدائمِ على الطرقِ السِّلميةِ والقانونيةِ والعقلانيةِ في مقاومةِ خطابِ الكراهيةِ، وفي الحصولِ على حقوقِهم المشروعة؛ اقتداءً بأخلاق نبيهم الكريم -صلى الله عليه وسلم-.وتعجب قائلًا: «وإنِّي لأعجبُ العجبَ كلَّه أن تُوقَدَ نارُ الفتنةِ والكراهيةِ والإساءةِ في أقطارٍ طالما تغنَّت بأنها مهد الثقافةِ وحاضنة الحضارةِ والتنوير والعلم والحداثة، ثم تضطربَ في يديها المعاييرُ اضطرابًا واسعًا، حتى بِتنا نَراها وهي تُمسك بإحدى يدَيْها مِشكاةَ الحريةِ وحقوقِ الإنسانِ، بينما تُمسِكُ باليدِ الأخرى دعوة الكراهية ومشاعلَ النيران».واستطرد: أيُّهَا المسلمون! لا تبتَئِسوا مِمَّا حدث ومِمَّا سيحدثُ أيضًا، فقد تَعرَّضَ نبيُّنا في حياته وبعدَ رحيلِه لما هو أشد من ذلك مِمَّا كان يُقابِلُه بالصَّفحِ والإحسانِ والدُّعاءِ للجاهلين به بالهدايةِ.. وكان يقولُ: «اللهمَّ اهْدِ قَوْمي فإنَّهم لَا يَعْلَمُون» عملا بما أمره به الله تعالى: «فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (١٣٣)، وأنِّي لأستبشرُ كلَّ الاستبشارِ حين أتذكَّرُ الآيةَ الكريمةَ المعجزةَ التي تكفَّلُ الله فيها وحده للدِّفاعِ عن نبيِّه الكريم ويقولُ له: «إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ» [الحجر: 95] صدق الله العظيم.واختمم قائلًا: «وفي الختام، ومن وحيِ هذه الذكرى العطرةِ، يُشرِّفُني غايةَ الشرفِ أن أُعلن عن إطلاقِ الأزهرِ الشَّريف مِنَصَّةً عالميَّةً للتعريفِ بنبيِّ الرَّحمة ورسول الإنسانيَّة -صلى الله عليه وسلم- يقومُ على تشغيلِها مرصدُ الأزهر لمكافحة التطرف، وبالعديدِ من لغاتِ العالم.. وكذلك تخصيصِ مسابقةٍ بحثيةٍ عالميَّةٍ عن أخلاقِ محمَّد -صلى الله عليه وسلم- وإسهاماتِه التاريخيَّة الكبرى في مَسيرةِ الحُبِّ والخَيْر والسَّلام، شُكْرًا لكم سِيادةَ الرئيس، وأدعو الله أن يُوفقَكم ويُهيِّئَ لكم الأسبابَ لخدمةِ مصرَ والنهوضِ بها وتحقيقِ آمال شعبها وشُكْرًا لحضَراتكُم وكل عام وأنتُم بخــــير».والسَّلامُ عَليكُم وَرَحـْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُه.
مشاركة :