أفلا يتفكرون

  • 8/11/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كلما اعتصر قلوبنا الحزن بعد تفجير آثم، وجريمة أخذت من أخذت من شباب وصغار وكبار نهضنا من جديد نتساءل: لماذا؟ لماذا يختار بعض البشر أن يحجب النور عن عقله بإصرار جاهل عجيب.. ويلتمس طريقه تحت ظل إغراء فتنة تقوده للهاوية؟. كنت أقرأ قوله تعالى (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) وحين انتهيت أدهشني هذا الاختصار لكل ما يجري حولنا اليوم من أحداث مؤسفة وجرائم في حق الإنسان.. ففي كل بلاد المسلمين اليوم جماعات افتتنوا في أنفسهم وفي مريديهم واكتفوا بأنفسهم ومريديهم عن كل شيء آخر حتى كتاب الله!! وأعجب كيف لا يتفكرون ويمعنون في الصد عن نداءات شتى لهم من كتاب الله فوقفوا عند آيات مخصوصة لحالات مخصوصة. ما بال هؤلاء عميت بصائرهم فما عادوا يميزون بين الحق الواضح الأبلج، وبين الباطل الذي يترنحون بسببه؟! يوسف السليمان القاتل الأخير.. كان أحد من نادوا في اعتصامات (فكوا العاني) وظل رأسه يشتعل من حينها كما اشتعل قبلها بفعل فاعل، ورغم أنه كان من المفرج عنهم حينها لعدم ثبوت الأدلة ضده ومع ذلك لم يسعفه عقله في تفهم الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية التي تعرف ما تريد ومن تريد فخرج حرا طليقا ليجدد عهده بالشر ويضع يده في يد من يقودونه ويوجهونه نحو ما يريدون ولا يهتمون لما يريد وهذا على افتراض أنه يريد شيئا ما!! وإلا كيف لم يعنه عقله على فهم أن خروجه حرا بعد توقيف لم يزد على خمسة وأربعين يوما للتحقيق يعني أن كل شيء يسير في خط صحيح لتبين مواضع الخلل ومعالجتها؟. كيف لم تهده حريته إلى البدء مع نفسه من جديد والتفكر فيما بين ما جاء في كتاب الله وما يمليه عليه من تسيدوا عقله وصنعوا منه فخاً يقع هو فيه قبل أن يوقع غيره فيه غدرا وجرما لتنهال عليه اللعنات في الوقت الذي يتصاعد فيه الدعاء بالرحمة والنور والفسحة والسرور لمن آذاهم؟.. وإذا تجاوزنا جهله الشديد وحداثة سنه، فماذا عن جهل أساتذته ومنهم من بشر وتباشر عبر تويتر بخروجه من السجن وكأن خروجه بالنسبة لذلك المبشر هو علامة نصر لكي يعد لمهمة أخرى كانت هي القاضية!!. ويبدو أن قائمة الانتظار عند الدواعش المجرمين عليها عدد لا يستهان به من الصغار المسخرين لهم لعملية بعد أخرى لا لأنهم يشعرون بالنصر بل لأنهم يرون العكس تماما فبعد كل عملية تتساقط أسماء أخرى يتم القبض عليها بسرعة مبهرة بفضل من الله، وسرعان ما يستدل منها على أخرى وأخرى فتتهاوى خططهم على رؤوسهم واحدة بعد أخرى، فصارت عملياتهم الأخيرة تشبه ما يقال في المثل العامي (النملة ما تريش إلا عند زوالها) فتقارب تلك العمليات الانتحارية والضرب العشوائي والمتعمد لرجال الأمن في الشوراع أو المساجد ما هو إلا علامة ضعف واضطراب، وسيزولون بإذن الله. ولكن يبقى دورنا مستمراً للحد من صناعة تلك الأفخاخ البشرية التي صنعها الجهل.. وصنعتها الثقة بمن لا يستحق وصنعها التصيد في المياه العكرة ولهذا حديث آخر.

مشاركة :