«بيوت الشََّعر».. العشق الأزلي للبادية

  • 8/11/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من التطور العمراني الكبير الذي تشهده غالبية مناطق المملكة، إلا أن بيت الشعر لا يزال محافظًا على وجوده، حيث يحرص البعض على أن يجعله الواجهة التراثية للفلل والقصور الممزوجة بالطرز المعمارية والفنون التشكيلية الحديثة، معتبرينه رمزًا للتراث وإحياء للعادات السابقة لدى الآباء.وأخذت الخيام وبيوت الشعر تظهر في حدائق المنازل خلال العشرين سنة الماضية، حتى أصبحت نوعًا من الترف بعدما كانت في السابق تقتصر على أهل البادية.وتعتبرمحافظة حفرالباطن من المحافظات التي تهتم كثيرًا ببيوت الشعر وتعتني بها؛ كون أغلب سكانها من البادية، إذ تحرص بعض الأسر حتى الآن على العيش فيها ولا يقدمون للمدينة إلا إذا احتاجوا لشراء بعض متطلباتهم، بالإضافة إلى أن المنطقة يوجد بها أكبر سوق للأغنام بالمملكة والخليج العربي وغالبية أصحاب الأغنام يعيشون في الصحراء داخل بيوت الشعر والخيام.وتختلف أسعار بيوت الشعر والخيام حسب أحجامها وجودتها، حيث أشار العم أبو سامي أحد العاملين في بيعها وتسويقها إلى وجود أربعة أنواع لها وهي (القطبة، المقورن، المثولث، المروبع)، لافتًا إلى أن بيوت الشعر الشامية تعد من أفضل الأنواع بالإضافة إلى الألمانية والتركية.وألمح إلى أن سعر القطبة يتفاوت ما بين 2500 إلى 3000 آلاف ريال، أما المقورن فسعره يصل 4000 آلاف ريال والمثولث 7000 آلاف ريال ويصل في فصلي الشتاء والربيع إلى 10000 آلاف ريال، أما المروبع فسعره يتراوح ما بين 11 و12 ألف ريال ويصل أثناء نزول الأمطار إلى 20 ألفًا، لافتًا إلى أن ثلاث نساء تشارك في خياطة بيوت الشعر التي يسوِّق لها.وتقول أم مطر إحدى العاملات في خياطة بيوت الشعر:» نعمل من الساعة السابعة صباحًا وحتى أذان صلاة المغرب بشكل يومي ونقوم بخياطة بيوت الشعر أنا وأم فيصل وأم أحمد وأصبح مصدر رزق لنا والطلب علينا في ازدياد».فيما تشير أم مطر إلى أن خياطة بيت الشعر تستغرق ما بين ثلاثة وأربعة أيام حسب جهدنا وحسب حجم البيت والطلب، وعن أسعار الخياطة تقول أم مطر نأخذ على القطبة 1500 ريال وعلى المقورن 2000 ريال وعلى المثولث 3000 آلاف ريال وعلى المروبع 4000 آلاف ريال.أما أبوهلال أحد التجار العاملين في بيع بيوت الشعر والخيام فذكر أن جودة بيت الشعر تكمن في الخياطة، التي يقوم بها أهالي البادية الذين لديهم خبرة طويلة فيها، متوقعًا إقبالًا كبيرًا على سوق الخيام خلال الفترة المقبلة تزامنًا مع استعدادات مرشحي الانتخابات البلدية لإقامة مقارهم الانتخابية. وقال: «كانت بيوت الشَّعر قديمًا توحي بالبساطة وتعتبر رمزًا من رموز الكرم والأصالة البدوية العريقة وتراثًا قديمًا نفتخر به جميعًا، وكان يوضع بداخله مقتنيات من أجل تجميله وتحسينه وتزيينه هي: السوّح، والجواعد، وفرش الزّل، والأذريات الحمر والبيض، والحنابل القديمة، والأشدّة، والمقطنات المشروكة مع القطن، ونسيج وبر الإبل، وحجاب البيت وكذلك توضع البنادق والمحازم طبعًا في واجهة بيت الشَّعر حتى تعطي منظرًا بهيًا وحسنًا يتضح من خلاله للزائر والضيف، وفي ذلك الزمن كانت أدوات الزينة الخاصة بالبيوت قليلة جدًا ولكن لا تخلو منها ولا شك أن لها محبة كبيرة وعشقًا أزليًا في قلوب أهل البادية».ورصدت «المدينة» خلال جولة لها في بعض مواقع بيع الخيام في المنطقة وجود تفاوت في الأسعار؛ وذلك حسب سمك القماش والنوع والطبقة، إذ تتفوق الخيام الكويتية المستوردة عن باقي الخيام وأبرزها الصباح والصباحية الكويتية. كما توجد أيضًا أنواع عديدة من الخيام متوفرة بسوق حفرالباطن كالربيع والمجد والصحراء والسنيدي والخليجي والتميمي وصحاري والباكستاني وتتراوح أسعار الخيمة عامود ابتداء من 750 ريالًا إلى 2400 ريال، أما الخيمة «عامودين» مابين 1500 إلى 3800 ريال وهناك خيام ثلاثة أعمدة وأربعة حسب الطلب.ومع كثرة المصانع في حفرالباطن التي تقوم بخياطة بيوت الشعر والخيام من العمالة الأجنبية من مختلف الجنسيات إلا أن التفوق والجودة والطلب أيضًا للصناعة السعودية وتتفوق بشكل واضح وكبير ويعود ذلك للخبرة المكتسبة على مر العصور في هذه المحافظة .

مشاركة :