قال الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربي، معلقا على ذكرى رحيل طه حسين، إنه كان تلميذا من تلامذة الأديب الراحل.وأضاف حمودة في حواره في برنامج " الحياة اليوم " المذاع على قناة " الحياة"، :" انبهرت بتجربة طه حسين عميد الأدب العربي، و طه حسين تحول إلى أسطورة بقدرته على التحدي وأدواره المتعددة في مجالات متعددة".وتابع حسين حمودة:" طه حسين واجه ظروفا صعبة كثيرة ولكنها بلورت قدرة مذهلة على التحدي ورغبة في التعلم"، مضيفا:" ظروف نشأة طه حسين صعبة للغاية، وذكر الكثير منها في كتابه الأيام، ونشأ في بيئة قروية صعيدية فقيرة، واكتسب ذاكرة حديدية بعدما فقد بصره، وفقد البصر وليس البصيرة".ودخل الكاتب الكبير طه حسين الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، على مدار مسيرته الأدبية في العديد من المعارك الفكرية، وكان أبرزها المعركة التي دارت بينه وبين عدد من علماء الفلسفة واللغة ومنهم: مصطفى صادق الرافعي و الخضر حسين و محمد لطفي جمعة والشيخ محمد الخضري و محمود محمد شاكر وغيرهم، بسبب كتابه في عام 1926 الذي جاء تحت عنوان «في الشعر الجاهلي» وعمل فيه بمبدأ ديكارت وخلص في استنتاجاته وتحليلاته أن الشعر الجاهلي منحول، وأنه كتب بعد الإسلام ونسب للشعراء الجاهليين. وعليه قاضى عدد من علماء الأزهر طه حسين إلا أن المحكمة برأته لعدم ثبوت أن رأيه قصد به الإساءة المتعمدة للدين أو للقرآن، فعدل اسم كتابه إلى «في الأدب الجاهلي» وحذف منه المقاطع الأربعة التي أخذت عليه.وكانت فكرة الكتب هي أن الشعر الجاهلي منتحل، لأن ما بقي من الشعر الجاهلي قليل جدا ولا يعبر عن المرحلة وخصوصا الحياة الدينية للجاهليين، والتي عبر عنها القرآن بشكل أفضل، بحيث أن القرآن وضف حياة دينية قوية عند القريشيين، كما وصف حياة فكرية قائمة على الجدال والخصام والحوار. واستخلص طه حسين أن هناك شعوبيين انتحلوا أخبارا وأشعارا كثيرة وأضافوها إلى الجاهليين، لذلك فالقرآن هو أصدق مرآة للحياة الجاهلية وليس الشعر الجاهلي.ودعا طه حسين إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ولقد أثارت آراؤه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبالي طه بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التي تعرض لها ولكن استمر في دعوته للتجديد والتحديث، فقام بتقديم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية في تدريس الأدب العربي، وضعف مستوى التدريس في المدارس الحكومية، ومدرسة القضاء وغيرها، كما دعا إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب، هذا بالإضافة لأهمية إعداد المعلمين الذين يقومون بتدريس اللغة العربية، والأدب ليكونوا على قدر كبير من التمكن والثقافة بالإضافة لاتباع المنهج التجديدي، وعدم التمسك بالشكل التقليدي في التدريس.
مشاركة :