زاد الهجوم الذي شنته «جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري» اليسارية على القنصلية الأميركية في مدينة إسطنبول التركية، وتفجير انتحاري سيارة مفخخة أمام مركز للشرطة في المدينة ذاتها، إضافة إلى تفجير قنبلة في بلدة سيلوبي بمحافظة شيرناك (جنوب شرق) المحاذية للحدود مع سورية والعراق، الضغوط على اجتماع الفرصة الأخيرة بين رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو لمناقشة تشكيل حكومة ائتلافية تنقذ البلاد من مأزق العنف والشلل السياسي الذي دخلت فيه منذ انتخابات7 حزيران (يونيو) الماضي. ويضغط الرئيس رجب طيب أردوغان على داود أوغلو للسير نحو انتخابات مبكرة قد تجنب الحزب الحاكم الدخول في ائتلاف إذا زاد نسبة أصواته. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن خيار الانتخابات المبكرة بمثابة مجازفة كبيرة للحزب في ظل عدم تزايد شعبيته أكثر من نقطتين لا تكفيان لتغيير موازين القوى في البرلمان. كذلك يرى مقربون من داود أوغلو أن الأزمة قد تستعصي على الحل حتى لو استعاد الحزب الحاكم السلطة بمفرده، لأنه فقد ثقة الأكراد بعدما كثف الجيش منذ 24 تموز (يوليو) الماضي غاراته الجوية على متمردي حزب العمال الكردستاني داخل البلاد وشمال العراق. كما يجب أن يغير الحزب الحاكم سياساته تجاه سورية كي يُظهر تعاملاً أكثر حزماً مع تنظيم «داعش». وأعلن الجيش الأميركي أنه أرسل 6 طائرات «أف 16» وحوالى 300 من قواته إلى قاعدة أنجرليك الجوية في تركيا لمحاربة التنظيم. وذكرت مصادر في حزب «العدالة والتنمية» أن داود أوغلو يميل جداً الى تشكيل حكومة ائتلافية، لكنه يخشى أن ينقلب الرئيس أردوغان عليه ويؤلب ضده الحزب الذي سيشهد انتخابات داخلية في أيلول (سبتمبر) المقبل. وكانت وجهات النظر تقاربت بين داود أوغلو وزعيم حزب الشعب الجمهوري كيليجدار أوغلو، في حين تبقى 3 ملفات عالقة، هي دور الرئيس أردوغان، والسياسة الخارجية، والتعليم. وفي تفاصيل الاعتداءات التي استهدفت إسطنبول، فتحت امرأتان النار على القنصلية الأميركية في حي ضاحية ايستينيه الهادئة، ولاذتا بالفرار وهما تحملان حقائب فيها قنابل. وروى شهود أن المهاجمتين رددتا «نريد تفجير السفارة انتقاماً لهجوم سروتش»، حيث قتل 32 كردياً في تفجير انتحاري تبناه «داعش» في 20 تموز. ثم اعتقلت إحداهن بعد إصابتها بجروح في تبادل النار، اما المرأة الفارة فقالت الجبهة اليسارية إنها تدعى خديجة اشيك (42 سنة). وتوعدت الجبهة «باستمرار الكفاح حتى رحيل الإمبريالية وعملائها من بلدنا، وتحرير كل شبر من أراضينا من القواعد الأميركية»، علماً أنها كانت تبنت هجوماً انتحارياً على السفارة الأميركية في أنقرة عام 2013 حين قتل رجل أمن تركي. وتعتبر السلطات أن الجبهة مقربة من «الكردستاني». وقبل ساعات من الهجوم على القنصلية الأميركية، فجر انتحاري سيارة مفخخة أمام مركز للشرطة في حي سلطان بيلي بالشطر الآسيوي من إسطنبول، ما أسفر عن مقتل رئيس قسم المتفجرات في المركز بيازيد تشيكين وجرح شرطيين آخرين و7 مدنيين. ثم أردت قوات الأمن مسلحين اثنين في تبادل النار. وفي محافظــــة شيرناك، قتِل 4 شرطيين في انفــــجار عبوة زرعها متمردون أكــــراد على جانب طريق، كـــما سقط جندي وجرح 7 آخرون لدى فتح مقاتلين أكراد النار على مروحية عسكرية. وصرح جميل بايك، المسؤول البارز في «الكردستاني»، بأن «تركيا تحاول حماية داعش عبر محاربة عدوه اللدود الكردستاني».
مشاركة :