قلالي وما أدراك ما قلالي!! قلالي.. تلك المنطقة الحالمة على ضفاف بحر الخليج العربي الواقعة في أقصى شمال مملكة البحرين، لم تعد كما كانت في السابق (قرية) بل أصبحت (مدينة) قائمة بحد ذاتها بعد اتساع رقعة مساحتها، وازدياد كبير في عدد سكانها خلال الثلاثين السنة الماضية. فبعد أن كان عدد سكان قرية قلالي سابقًا يقارب الثلاثة آلاف نسمة (في بداية التسعينيات) أصبح الآن يفوق الثلاثين ألف نسمة في منطقة قلالي فقط (ونحن نقترب من نهاية العام 2020). وتستحق لقب المدينة بدلاً من القرية مع تكاثر المشاريع الإسكانية الجديدة خلال السنوات الماضية. وأصبحت منطقة قلالي تستحق الكثير والكثير من الاهتمام والرعاية من قبل المسؤولين والمعنيين بالأمر.. ولعل مؤخرًا تم إقرار مشروع إنشاء مركز صحي للمنطقة من قبل مجلس الوزراء وبتوجيهات سديدة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر (أطال الله في عمره) وكذلك سعي المسؤولين الحثيث على حل مشاكل الصيادين ورواد البحر التي أشتهر بها أهالي قلالي منذ الأزل وتوارثوا مهنة ركوب البحر أبًا عن جد. ولكنني اليوم سأتطرق إلى الجانب الشبابي والرياضي في المنطقة والمتمثل في نادي قلالي العريق الذي امتد تاريخه عبر الثمانين سنة الماضية ومنذ قبل التأسيس الرسمي للنادي في عام 1957 وهو نفس العام الذي تأسس فيه الاتحاد البحريني لكرة القدم (بمعنى عمر نادي قلالي من عمر اتحاد الكرة)!! والغريب والعجيب في الأمر، هو بأن نادي قلالي العريق لازال لا يملك ملعبًا للعبة كرة القدم والتي تعتبر النشاط الأهم في المنطقة من خلال ممارسة عدد هائل من شباب قلالي لهذه اللعبة الشعبية المحبوبة. حيث أن الملعب الحالي للنادي ومنذ زمن الخمسينيات والذي يقع شمال محيط منطقة مطار البحرين الدولي، ليس مسجلاً رسميًا باسم نادي قلالي أو باسم وزارة شؤون الشباب والرياضة !! وهناك مطالبات من بعض الجهات الرسمية بإزالة هذا الملعب ونقله إلى مكان آخر بدلاً من موقعه الحالي!! (وهنا يكمن بيت القصيد)!! حيث أنه سبق وأن تم تخصيص أرض لإقامة ملعب جديد منذ سنوات طويلة، وبناءً على توجيهات سامية من لدن صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة (حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه)، ولكن بعد فترة من الزمن تم أخذ تلك الأرض وتعويضها بأرض بديلة، وثم بعد عدة سنوات أخرى كذلك تم سحب الأرض الثانية وتم التعويض بأرض ثالثة أخرى، والآن هناك مطالبات كذلك بتغيير موقع هذه الأرض البديلة !! (وهكذا يعيش القائمون على نادي قلالي وجميع منتسبيه في دوامة قصتها طويلة لم تنتهِ بعد)!! فأهالي قلالي الأعزاء يستحقون الرعاية والاهتمام، وهم وطنيون (لحد النخاع) وقدموا ولا زالوا يقدمون الإخلاص للوطن والانتماء الى ترابه الطاهر، ويجددون العهد والولاء للقيادة الحكيمة من خلال المواقف والأفعال وليس بالشعارات والأقوال.. (ولهم أرفع القبعة والعقال) خلاصة الهجمة المرتدة: ومع اقتراب الانتهاء من تسليم المبنى الإداري الجديد لنادي قلالي (موقع المبنى القديم الذي تهالك) ألا تستحق منطقة قلالي وأهلها الأوفياء المخلصين في الحصول أرضًا كبيرة (أسوة بالأندية الأخرى) تكون مناسبة لإقامة ملعب خاص لكرة القدم وملاعب مرافقة وصالة مغلقة لتكوين فرق رياضية في الألعاب الرئيسية مثل كرة السلة والطائرة واليد، تضم شباب وأبناء المنطقة وتجمعهم من أجل خدمة بلدنا الغالي، بدلاً من تركهم عرضة للضياع والشتات والجري وراء مغريات الحياة الحديثة والاتجاه إلى الطريق الخطأ والسلبي في الحياة. وعلى أن يكون جزءًا من تلك الأرض لإقامة مشروع استثماري تجاري يدر على خزينة النادي المردود المالي الذي معه يتمكن مجلس إدارة النادي من تطوير نشاطاته وفعالياته من أجل خلق أجيال صالحة للوطن. ويعوض النادي عن الدعم المادي الضئيل الذي يستلمه سنويًا ولا يفي في تغطية مصاريف لعبة واحدة وهي كرة القدم!! فلا يعقل بأن استثمار النادي حاليًا (صندقة صغيرة من الخشب) لبيع شاي الكرك بإيجار شهري لا يتعدى المائة دينار فقط!! فكلنا أمل في الله عز وجل وثم في قيادتنا الحكيمة (التي لم تبخل قط في دعم جميع الأندية) بالنظر في حل مشاكل نادي قلالي (المكافح) الذي صبر طوال الثمانين سنة الماضية في انتظار تحقيق أحلام شباب وأهالي المنطقة. وما بعد الصبر إلا الفرج يا أهل قلالي الكرام (بإذن الله تعالى).
مشاركة :