رفاق الحي المترفون

  • 10/29/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرة هي الأحداث التي تعاقبت عليها السنين، وبقيت تجربة في مدرسة الحياة، بكل متعتها وبراءتها وجمالياتها، بطلها شاب سعودي يدعى (عبدالسلام) الذي وصلتني رسالته، تحمل في ثناياها أخلاقيات شباب الوطن، ومدى قدرتهم على مواجهة التحديات، لعلي أنتهز هذه المناسبة الرائعة بروعة حروف تلك الرسالة، بنثارها المعطر بقيمة الحياة، لأحييه بهذه الثقة الكبيرة التي اختلجت وجداني، بالرغم من كوني لم التق به، وإنما وصلتني عن طريق الصديق أحمد السالم، اللذين أكن لهما ما يستحقانه من التقدير، بما يتصف كل منهما بمميزات مشتركة ثرية، اجتمعت فيها مفهوم التضحية وحلاوة الأيام.فهذه التجربة يمكن الاستفادة منها وتمريرها الى بقية الشباب، يقول الصديق السالم بأنه أحد طلاب الكليات التطبيقية، لفت انتباهه يصف براعة مدربه في الكلية “عبدالسلام”، صدقوني أيها الأعزاء عشت مع هذه التجربة، فترة زمنية مستمتعا بتفاصيلها، ظننت أنها قصة أدبية جمعت بين البلاغة والنسج الخيالي، ولكي أكون صادقا فيما أنقله اتصلت بصديقي السالم، مستفسرا عن ذلك الخيال والسرد القصصي، بينما كانت الإجابة النفي المطلق، مقدما شواهد عديدة بأنها تجربة واقعية، بطلها مدربه “عبدالسلام” مؤكدا بأن جميع المتدربين معه في تلك القاعة، عقدوا عزمهم على أنها تجربة قابلة للتطبيق، غير مرتبطة بالزمان والمكان، وإنما خريطة الوطن تتسع مرحبة بالجميع لتلك التجربة.كانت البداية البحث عن مصدر رزق لبطل هذه التجربة، ليسد به حاجة أسرته، وتقدم سن والده وعدم قدرته على العمل، استمر في بحثه بين الرفض والإيجاب، حتى عثر على فرصة عمل ضئيلة، بأجر متواضع لم يف بأبسط مقومات الحياة، وقبل الشاب ذلك التحدي بشموخ الكرامة والعِفِّة، وسط استهزاءات رفاق الحي المترفين بالحياة، وتسلط أرباب العمل، ومع ذلك كان سلاحه الصبر لبلوغ الهدف، إضافة لمواصلة دراسته الجامعية، حتى حصوله على البكالوريوس، وبعض الدورات على حسابه الخاص في اللغة الإنجليزية، جمع بطل هذا الحوار تحويشة العُمر ومما فاض عن حاجة أسرته.ليحزم حقائبه في أقرب رحلة طيران الى خارج المملكة، لاستكمال دراساته العليا في مرحلة الماجستير، ساعدته في اختصار الفترة الزمنية، الدورات التي حصل عليها في تعلم اللغة الإنجليزية، لينهي دراسة الماجستير في عام دراسي ونصف، متوجا بأعلى التقديرات، ليعود لأرض الوطن رافعا رأسه، ويتم تعيينه رسميا مدربا في تلك الكلية، يرتشف مع طلابه من المتدربين، بعض التضحيات يسردها حين تتاح له الفرصة، حتى لا تؤثر على ساعات البرنامج التدريبي، والجدول الزمني من إدارة الكلية، ويختتم البطل الإنسان بتضحية يقول إنها الأغلى في حياته، حين أعاد بعد توفيق الله، لشقيقته بسمة الحياة بتبرعه لها بإحدى كليته. [email protected]

مشاركة :