قوات هادي على بعد مئة كيلومتر من صنعاء والتدخل الخليجي المباشر يغير الموازين

  • 8/11/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

باتت القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي على بعد مئة كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وذلك بعد ان سيطرت هذه القوات المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية على غالبية جنوب البلاد، بحسب مصادر عسكرية. ويبرز بوضوح خلال الاسابيع الاخيرة تغير الموازين على الارض لصالح القوات الموالية للحكومة بعد التدخل العسكري الميداني المباشر لقوات سعودية وإماراتية، بحسب محللين لاسيما الخبير في شئون الامن في الشرق الاوسط مصطفى العاني. وفي تصريحات نشرتها الصحف الاماراتية اليوم الثلثاء (11 أغسطس/ آب 2015)، قال وزير الدولة الاماراتي للشئون الخارجية، أنور قرقاش ان "عملية تحرير عدن" في منتصف يوليو/ تموز "اثبتت ان لدينا استراتيجية تستطيع ان تغير الموازين". وفيما تتابع قوات هادي الضغط شمالا باتجاه صنعاء، قالت مصادر عسكرية متطابقة ان هذه القوات تصعد عملياتها في محافظة إب جنوب صنعاء. وقد سيطرت ايضا على منطقة عتمة التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لمحافظة صنعاء. وتقع عتمة على بعد حوالى مئة كيلومتر فقط جنوب العاصمة. وتتصاعد المواجهات ايضا شمال صنعاء في منطقة ارحب بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة المعترف بها دوليا، ما يوحي بامكانية مواجهة الحوثيين مزيدا من المتاعب في الشمال بعد ان كان الموجهات الرئيسية محصورة في الجنوب. وحققت قوات هادي المدعومة جواً وبراً من قوات التحالف والتي تقاتل باسلحة حديثة زودتها بها دول الخليج، سلسلة انجازات خلال الايام الاخيرة، وطردت الاثنين الحوثيين وحلفاءهم من آخر معاقلهم في محافظة أبين الجنوبية. وباتت قوات هادي التي يطلق عليها "المقاومة الشعبية" تسيطر على عدن، كبرى مدن الجنوب، ومحافظات لحج حيث قاعدة العند الجوية الاكبر في البلاد، والضالع وأبين. وما زالت محافظة شبوة الصحراوية هي المنطقة الوحيدة التي يسيطر عليها الحوثيون بين محافظات الجنوب اليمني. وقد صرحت مصادر محلية لوكالة "فرانس برس" ان محافظ شبوة علي العولقي الذي عينه الحوثيون فر من المنطقة الى وجهة مجهولة فيما اكد سكان ان الحوثيين يزرعون الالغام الارضية في المواقع المهمة في المحافظة. وتتقدم قوات هادي في المنطقة الوسطى لا سيما في محافظة إب جنوب صنعاء. كما تستمر المواجهات في تعز، ثالث اكبر مدن البلاد والتي تتوجه الانظار اليها كهدف مقبل "للمقاومة الشعبية". وقال مصدر عسكري موال لهادي لـ "فرانس برس" ان "قوات المقاومة سيطرت على ست مديريات في إب وتصعد تحركها في المنقطة". واشار المصدر الى استمرار الاشتباكات في المحافظة الجبلية والى "سقوط ضحايا من الطرفين". ويسود توتر كبير في ذمار شمالاً أيضاً. وفي قراءة للتغير الكبير على الارض وتراجع الحوثيين، قال الخبير في شئون الامن والارهاب في الشرق الاوسط مصطفى العاني لوكالة "فرانس برس" إن "التدخل المباشر الذي حدث من دول الخليج غير موازين القوى بشكل كامل". واشار الى استخدام "الأسلحة الحديثة الثقيلة" من قبل القوات المناهضة للحوثيين، خصوصاً مروحيات الاباتشي التابعة للتحالف. واكد العاني المطلع على اجواء اروقة صنع القرار في الخليج ان "عناصر ووحدات عسكرية" من دول الخليج، لاسيما السعودية والامارات "ادارت العملية على الأرض". واعتبر انه "لو كان الأمر متروكا لليمنيين لوحدهم ما كان تحرير عدن أو أبين او اي جزء آخر ممكناً". كما شدد العاني على ان دخول السعودية والإمارات على الارض إضافة الى الغطاء الجوي، "اظهر ان الطرف الآخر كان مصدر قوته عدم وجود (قوة مضادة) حقيقية" وان "قدرة الحوثيين حلفائهم على الصمود ضعيفة جداً". وبحسب العاني، فان ايران التي تعد الداعمة الرئيسية للحوثيين لا "تملك على الاطلاق اي قوة على الأرض". وباتت صنعاء الآن هدفا اساسيا للحكومة اليمنية والتحالف اللذين لن يكتفيا بتحرير الجنوب او تعز. وقال العاني في هذا السياق "الهدف الحقيقي الآن هو صنعاء (...) لكن قد يحصل اتفاق سياسي قبل معركة صنعاء". وقد يسعى الحوثيون الى عدم وقوع معركة كبيرة في صنعاء لتأمين عودتهم الى قوادعهم الاساسية في شمال الشمال وبسبب وجود خلافات مع حليفهم الاساسي الرئيس السابق علي عبدالله صالح بحسب العاني.

مشاركة :