اختتم اليوم المهرجان الدولي الذي دعت إليه واستضافته الشاعرة الهندية راتي ساكسينا Rati Saxena مؤسسة حركة كريتيا Kritya الشعرية، ومديرة مهرجان كريتيا الدولي للشعر، بعد ثلاثة أيام استمعنا فيها على الهواء إلى ثمانية شعراء من أمريكا الوسطى، يتقدمهم منسق اختيارات الشاعرات والشعراء ألبرتو لوبيز سيرّانو (السلفادور). خلال المهرجان ترجمتُ لكل مشارك ومشاركة قصيدة إلى اللغة العربية، بينما قرأ ضيوف المهرجان قصائدهم بالإسبانية ولغات محلية، فيما قدم المهرجان قراءات بالإنجليزية للقصائد نفسها ألقاها شباب من كيرالا، لعل أشهرهم الشاعر أجمل خان، وحفيدة الشاعرة الهندية المقيمة في لندن (9 سنوات) وقرأت راتي ساكسينا ترجمات هندية لبعض القصائد، مما جعل الجلسات التي توزعت بين النقاشات والشعر إلى متعة فكرية، خاصة مع جهد ألبرتو للترجمة بين الاسبانية والانجليزية لأسئلتنا وإجابات الضيوف والضيفات. هذا المساء استمعنا إلى قصائد الشاعر خافيير ألفارادو Javier Alvarado، من بنما، وكانت الترجمة الإنجليزية من قبل راسل كاريك. يرتبط خافيير ألفارادو بالتاريخ والجذور. يقدم جغرافيته ملقيا نظرة على التاريخ، كما ترتبط مفرداته بالبحر والسفن والطيور في سمائها والأسماك والذين عبروا المحيطات على مر السنين: الأسلاف والبحارة والعبيد. يتم تصويرهم جميعًا وهم يتأرجحون بين الحياة والموت، مقيدين بالتاريخ. يقول في قصيدة بعنوان : “بنما، سواء كانت على المحيط الهادئ أو المحيط الأطلسي: بنما، في هذا الشارع وفي هذا الوقت، في قلب التيه، أمام أيامي ولياليّ (ومن هذه القصيدة) تتأرجح كالماء بين الزنابق، بأسوارها ومبانيها المحصنة التي تضفي مراياها لمسة اللون، على كائنات البحر التي تتجمع في الأعماق يشدها مصباح طفل كنته ويدا شاعر محموم. لقرون، افتقد اليوم الذي أفتح فيه عيني وأتحسس بالأرض وحفنة التراب الآتية من مسقط رأسي، التي صارت طائر الجراكل عظيم الذيل أو تمثالا لسمكة طائرة صادها في فخه الرخام. ثم استمعنا إلى الشاعرة مارتا Marta Leonor González في قصائدها الأربعة، The ROUND OF BIRDS، FAMILY FARMING، 33 (33)، والسابع عشر (17) كانت الشاعرة مولعة بالألوان. أستطيع أن أخمن أنها تستطيع الرسم ؛ يتم نقل جميع العناصر والأفعال من حولها إلى كلمات ملونة. بخلاف هذه المفردات، تظهر روح الثورة والتمرد. انها ليست متصالحة مع دورة الحياة الاعتيادية، في قصيدتها “حرثٌ عائلي” تقول: ابتلعت الريشات التي زرعها والدي، ورعاها أخي لتنمو. أمي تخفي دفتر الملاحظات حيث خربشات الفتاة وهي ترسم المنزل المحترق الذي دمرته الكلمات. في هذا الوقت أرى الصفحات المشطوبة للقصائد التي كتبتها أمي بخجل والحلم بتكوين نافذة، واخترع لون قالت لي “الأصفر ليس أزرق” فأعود إلى لوحة الألوان حيث تخطئ بين اللون الوردي والأحمر الزهري. لكن أبي لديه حديقته العنقودية الخاصة وله الليالي الطويلة يسقيها فترافقة الحسرة فيكشف لون الحجارة. أخير اختتمنا المختارات بدعوة ألبرتو لقراءة قصائده بالإنجليزية والإسبانية، وهو الذي ساعدنا في ترجمة حوارنا على مدى أيام المهرجان، وقد قرأت له راتي ساكسينا قصيدة بالهندية، بينما ترجمت قصيدته أدناه. تمنحك قراءة قصائد الشاعر ألبرتو الشعور بأنك تنظر إلى لوحة رسمها سلفادور دالي، وتكرار الموتيفات السريالية، والتفكير العميق، والزوايا الملونة، والمنحنيات الناعمة. إنه قارئ جيد للتاريخ وقصائده لها قوة المحاكاة الدرامية: إلا ديونيسوس NOT DIONYSUS لا تعانقني يا ديونيسوس. فليس لد ى صوتك فخ للأيام . أود إعادة اختراع التقويم، أن أعض الأشهر، وأمضغ الساعات الرملية، وربما الحدس بقرن جديد من الهجران. من الأفضل أن يدوم الليل إلى الأبد. التهويدة المرصعة بالنجوم تجعلنا دوما بدائيين. ينادينا الضجيج اللبني للأشياء ويغمرنا.
مشاركة :