لنترك اخبار كورونا، وليكمل الفايروس مسيرته لاصابة الدنيا بكل اتجاهاتها الاربع . وما يصيب ايضا اوضاعنا الاقتصادية والمعيشية افرادا وقطاعات ومؤسسات ، وهي بالاصل غير طبيعية ومستقرة. ويبدو اننا الفنا العيش مع كورونا، لم يعد الفايروس وحشا كاسرا، وقد دخل في يومياتنا، هو قد رضي بنا، ونحن قد رضينا به، لربما هي معادلة اردنية كورونية لو يجري استقصاء تفاصيلها لكانت من معادلات ادارة ازمة الوباء.ولنترك الفايروس، ونتابع اخبارا اخرى. من خارج النص الكوروني. كيف افاق العالم على خطاب وحرب كراهية واعمال عنف دينية خلفتها تصريحات للرئيس الفرنسي ماكرون عن الاسلام وكاركاتير مسيء للنبي العربي محمد نشرته صحيفة فرنسية. وادت الى اعمال عنف باقدام شاب شيشاني فاقد البوصلة في عالم الفتاوي الافتراضية بقطع رأس معلم فرنسي، وهجوم شاب تونسي ايضا قبل ايام على كنيسة في مدنية نيس وقتل 3 مصلين.و الخبر الثاني.. ان نتنياهو وقع مع السفير الامريكي في تل ابيب اتفاقية للتبادل العلمي والتكنولوجي في المستوطنات بالضغة الغربية والجولان. وما يعني مع اقتراب الانتخابات الامريكية رفع ترامب لقيد امريكي مفروض منذ عشرات السنين يمنع استخدام اموال دافعي الضرائب الأمريكيين في تمويل الابحاث العلمية الاسرائيلية التي تجرى في المستوطنات المقامة بالاراضي المحتلة.تكملة لمفردات صفقة القرن . فماذا تبقى للسلطة في رام الله غير الاستنكار والتعبير عن رفضها واستهجانها. وكما يبدو فان اسرائيل الجديدة قيد الولادة، وبعد مرور مئة عام واكثر على وعد بلفور المشاؤوم، فاسرائيل تكبر وتقوى في حصنها المنيع، ودول عربية تتحول الى كيانات ممزقة وهشة وشبه منهارة على الخرائط.الخبر الثالث.. الانتخابات الامريكية، مع اقتراب موعدها، وحرب شد الاعصاب. والاهتمام الرسمي العربي غير المسبوق بنتائج الانتخابات الرئاسية، فمن سيفوز ترامب ام بايدن ؟ اينما رميت جمرة النتائج ففكر في عواقبها مليا ، فماذا بعد اعلان النتائج ؟ والمنطقة تنتظر كثيرا من الاستحقاقات لازمات وملفات كبرى في الاقليم.الخبر الرابع.. متى سيعلن عن اكتشاف لقاح لفايروس كورونا ؟ في زحمة الاسئلة عن كورونا «الفايروس الاب «. فمازالت رتوش لاسئلة اخرى لم تلق اجابات عن مطعوم انلفونزا الشتاء الذي لم يصل الاردن بعد . والحكومة تعهدت ووعدت بان المطعوم في طريقه للبلاد. ولو افترضنا انه قد وصل الان، فلم يعد مجديا تعاطيه، على ذمة اطباء.الاخبار السيئة لا تتوقف وتداهمنا كل يوم. و اتصور ان يأتي يوم لن نميز فيه بين خبر سيئ وخبر طيب وكويس. نعيش في زمن الخربطة واللخبطة. وذلك في سياق ازمة كورونا ودونها. استخدم كلمة سياق عن قصد في وصف ما نعيش. الازمة الراهنة ستنحصر حتما قريبا، ومهما اشتدت المحن واستعصت في اللحظة الراهنة الا انها سترحل وتترك وراءها الفرص والبدائل.ولكن في السياق الراهن فان الفايروس ضاغط يومي معيشيا واقتصاديا وصحيا. ولكن التحدي الصعب في تقديري كيفما كانت شروط وظروف وادوات الخروج من ازمة او لعبة كورونا سموها كما تشاؤون ، وذلك بالسؤال.. ماذا بعد كورونا ؟ وهذا هو مربط الفرس. وللحديث صلة ما دامت كورونا هي الخبر اليومي، ولربما ان اخبار كورونا اهون من غيرها... وصدقوني !الدستور
مشاركة :