صيادون لـ«أخبار الخليج»: غدر البحر أهون علينا من الإرهاب القطري

  • 12/20/2020
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ما نتعرض له من ممارسات قطرية «أفعال عصابات» لا علاقة لها بالقوانين والأعرافنخرج سعيا للرزق.. والمعاناة تبدأ عند مشاهدة ملثمي خفر السواحل القطريقـطـر استـوقـفـت 650 قـاربا و2153 شـخـصا من 2010 حـتى 2020أجمع صيادون بحرينيون على أن غدر البحر أهون عليهم من الإرهاب القطري الذى يمارس عليهم أثناء رحلة خروجهم بحثا عن لقمة العيش، موضحين أنهم على مدار السنوات الماضية شهدوا وقائع تشبه عمليات القرصنة من قبل بعض القوارب التي تحمل عددا من الملثمين رافعين السلاح صوبهم لتهديدهم. وبعد خطفهم تحت تهديد السلاح إلى مناطق الداخل القطري يتبين لهم أنهم من قوات خفر السواحل القطري لتبدأ رحلة أخرى من المعاناة ما بين دفع إتاوات تحت مسمى غرامات وما بين احتجازهم داخل السجون القطرية وسط المجرمين من دون أي أوامر قضائية او مراعاة للأنظمة والاتفاقيات الدولية.وسردوا لـ«أخبار الخليج» وقائع تعرضوا لها تكشف ما يتعرضون له من معاملة يغلفها الحقد والكراهية، إذ سرد أحدهم قصة جرح في ظهره مازال أثره منذ سنوات بعد أن تعرض لطلق ناري من خفر السواحل القطري في إحدى المرات، وكانت تهمته الخروج بحثا عن مصدر الرزق في الأماكن المحددة قانونا، بينما سرد آخر قصة غرق طراد مصدر لقمة العيش بعد تعمد أشخاص ملثمين من الجانب القطري إغراقه أمامهم بينما بقي آخرهم في المستشفى حتى الان يتلقى العلاج بعد تعرض الطراد الذي كان يستقله لاصطدام متعمد.في البداية قال حميد عيسى (صياد): نحن نتعرض لمعاملة سيئة لا يمكن لأحد تصورها، وكل ذلك بعد خطفنا من أماكن الصيد المسموح بها قانونا وإجبارنا على الدخول في مناطق ممنوعة بهدف تدليس الحقائق وإثبات أننا موجودون في أماكن ممنوعة، مشيرا إلى أن أغلب الصيادين يتعرضون لذلك السيناريو عن طريق أفراد ملثمين يحملون أسلحة الرشاش وسط تهديدات منهم بإطلاق النار.وقال: أنا على المستوى الشخصي تعرضت لذلك الحادث بعد أن فوجئت بمجموعة ملثمة اقتادتني إلى الداخل القطري، وكلما حاولت تفهم الأمر يقال لي «اسكت ولا كلمة»، مضيفا: «وصلت على احد المراكز الأمنية القطرية بعد ساعات من الإذلال أنا وبعض العمال وكأننا أسرى. وبعد يومين من التواجد في أحد المكاتب الأمنية تم تحويلنا إلى العرض على النيابة، موضحا أنه حاول مرارا أن يؤكد أنه لم يصطد في أماكن ممنوعة ولكن تم خطفه هو والعمال إلى الداخل القطري بينما تم تحرير محضر على أننا مخالفون.وأوضح أنه صدر حكم بحبسه مدة شهر عانى فيه الأمرين بين المعاملة السيئة والتواجد وسط الجناة وأصحاب السوابق، سواء من المدانين في قضايا المخدرات أو القتل أو الصادرة بحقهم أحكام جنائية، وبين أسرته التي تركها من دون قوت يومها وابنه الذى يتلقى العلاج شهريا ويحتاج إلى مصروفات علاجية باهظة، قائلا: كل ذلك وسط عدم قدرة على التواصل مع احد، مضيفا: وفي النهاية تم تغريمي بمبلغ 50 ألف ريال قطري بما يعادل 5 آلاف بحريني.. والله أعلم كيف دبرت ذلك المبلغ لأعود إلى دياري مرة أخرى من دون الطراد الذي استمررت أكثر من عامين منتظرا الحصول عليه، وبعد أن حصلت عليه كلفني ثمنه مجددا لإصلاحه.فيما أشار عبدالرحمن بحر إلى أن والده على مشارف السبعين من عمره ولم يعمل طوال حياته خارج المياه، إذ ظل عمره كاملا منذ صغره يعمل على طراد الصيد وتوارث المهنة أبا عن جد، إلا ان الحال مؤخرا تغيرت وخاصة بعد الإرهاب البحري الذي انتهجته قطر، مشيرا إلى أن والده مازال في المستشفى يتلقى العلاج بعد إصابته جراء تعرض طراد الصيد الذي كان يستقله هو والعمال لاصطدام متعمد من قبل خفر السواحل القطري رغم تواجد والده في أماكن الصيد المسموح بها والتي اعتادها طوال حياته.وقال إن والده خرج يوم الواقعة كالمعتاد يبحث عن رزقه في البحر وفجأة ظهرت قوارب خفر السواحل القطري وتسبب اندفاعها في الاصطدام بطراد والده فسقط على ظهره وسقط بعض العمال في البحر، مشيرا إلى أن المعتدين قاموا بسحب العمال من البحر وسحبوا الطراد إلى الداخل القطري تحت تهديد السلاح وصدر بحقهم حكم بالحبس شهرا والغرامة، ويقول: نظرا للحالة الصحية لوالدي بعد أن تسببوا في إصابته تركوه يعود إلى الديار وهو الآن يتلقى العلاج في المستشفى نتيجة السقوط الذي تعرض له، مشيرا إلى أن الطراد عاد إليهم ولكن في حالة لا تسمح باستعماله مرة أخرى نتيجة الإتلاف الذي وقع به، موضحا أن ذلك هو الطراد الثاني الذي يتعرض للتلف بسبب ممارسات القطريين بعد أن تسببوا من قبل في غرق أحد الطرادات.أما عادل الطويل فبدأ حديثه إلى «أخبار الخليج» قائلا: الجرح في ظهري مازال شاهدا على العدوان القطري. إن الحادث الذي تعرض له من عدة سنوات قريبة حتى الان لا يعرف ما الجريمة التي ارتكبها حتى تطلق عليه القوات القطرية الرصاص الحي. واسترجع الطويل تفاصيل الواقعة قائلا: «خرجت كالمعتاد سعيا وراء الرزق وفجأة من دون مقدمات خرجت علينا جماعة ملثمة تحمل الأسلحة. سمعنا صوت الطلقة الأولى في الهواء بينما شعرت بالثانية في ظهري، قائلا حتى من أطلق النار عليّ ارتبك من إصابتي وقاموا على الفور بسحبنا داخل الجانب القطري لتسجيل ضبطنا في أماكن صيد مخالفة. بعدها بدأت الأسئلة تنهال علي منهم: لماذا حاولت الهرب؟ مضيفا: ثم توجهوا بي إلى المستشفى لتلقي العلاج وبعد رحلة طويلة من العلاج تم التوجه بي إلى النيابة. حاولت أن أشرح لهم أننا لم نحاول الهرب وكنا موجودين في أماكن محددة قانونا.وقال: تيقنت أنني مهما حاول القول او الشرح فإن هناك تعمدا وترصدا، وبعد 4 أشهر من المعاناة ما بين الذهاب إلى المستشفى ودخول السجن لعدة أيام والخروج منه للعرض على النيابة ثم على قاض نطالب بدفع مبالغ مالية لا نعرف ما إذا كانت غرامات او إتاوات، عدنا إلى البحرين مجددا وما هوّن علينا هو الاستقبال الذي لاقيناه من أهالينا في محاولة منهم للتخفيف عن معاناتنا بعد أن عدنا من دون الطرادات التي أعدمت وكدنا نخسر أرواحنا لولا قدر الله.واختتم سعيد القيدوم قصص معاناة الصيادين بأنه تم إيقافه 17 يوما داخل أحد السجون القطرية بعد أن تم خطفه بالقارب إلى الداخل القطري من دون سبب هو والعمال الذين معه، ومن دون أي إنذار أجبرنا على الدخول الى المياه القطرية وتسجيل إحداثيات ضبطنا في الداخل القطري وألقي بنا في التوقيف مدة 17 يوما بملابسنا من دون عرض على نيابة أو سؤال عنا إلى أن تم عرضنا على قاض طلب منا تجميع 800 دينار للإفراج عنا وعن الطراد.وأضاف: بعد دفع المبلغ فوجئنا بإيداعنا الحبس مدة شهرين بقرار إداري، قائلا: «كيف نعرض على قاض يغرمنا دون سبب وندفع مبلغ الغرامة، وفوق ذلك نلقى في الحبس بقرار إداري لا نعلم مصدره، مشيرا إلى أنهم والعمال قضوا فترة الشهرين. بعدها عادوا إلى البحرين من دون الطرادات التي حصلوا عليها وهي في حالة لا تمكنهم من استخدامها مجددا، وأنهى حديثه قائلا: «لحظة القبض علي كان برفقتي صياد خليجي ولكنه أفرج عنه بعد سحبنا إلى قطر، وهو ما أكد لنا أن ترصد البحارة البحرينيين هو الهدف بعيدا عن كل الأعراف والقوانين الدولية».وقال عبدالعزيز محمد إنه أثناء وجوده في البحر رفقة عماله حضر إليه خفر السواحل القطري وأخبرهم أنه في البحرين ولم يخرج عن الإطار المسموح له، إلا أن الأخير قام بسحبه إلى داخل قطر والسلاح موجه إلينا، وظللنا حوالي 4 ساعات من دون أكل أو شرب أو أي معلومات، وكلما تكلموا يقال لهم اسكتوا ولا كلمة.وأضاف: ظللنا حوالي 3 أسابيع ما بين السجن والنيابة والمحاكم إلى أن أفرج قاض عنا وأمر باستلامنا الطراد، إلا أن أحد الضباط قام بالاعتداء علينا وتعرضنا للحبس مدة تزيد على الشهر وبعدها أفرج عنا، ولا يزال طراد أكل العيش هناك لا نعلم عنه شيئا رغم أنه مصدر رزقي الوحيد.وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت استنكارها الممارسات القطرية التي اعتادت القيام بها تجاه الزوارق وسفن الصيد البحرينية، وكشفت عن أن قطر استوقفت خلال الفترة من 2010 حتى 2020 نحو 650 قاربا و2153 شخصا، وهو ما يعد مخالفا للوضع الذي كان قائما منذ أكثر من 200 عام في مجال صيد اللؤلؤ والأسماك.

مشاركة :