سعيد ياسين (القاهرة) غيب الموت عصر أمس الفنان نور الشريف عن 75 عاماً بعد صراع طويل مع المرض رافقته شائعات وفاة كثيرة طوال الأعوام الثلاثة الماضية، على أن يشيع جثمانه ظهر اليوم «الأربعاء» من مسجد الشرطة في مدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة. ويعد نور الشريف واحداً من أهم وأفضل الفنانين الذين ظهروا على الساحة الفنية في مصر في الأعوام الخمسين الأخيرة، ولم يكن كم أعماله هو ما ميز تاريخه الفني، بل «الكيف»، حيث تشكل غالبية أفلامه علامات مهمة في تاريخ السينما، لذلك لم يكن غريباً أن يكون صاحب نصيب الأسد في الحصول على الجوائز السينمائية من المهرجانات المحلية والعربية والدولية. وتجاوز رقم جوائزه الخمسين جائزة، وهو ما جعل نقاد السينما ومؤرخيها يلقبونه بـ«صائد الجوائز»، ولم يكتفِ بمكانته كنجم سينمائي فقد أنتج عدداً من الأفلام المهمة، وقدم عدداً من المخرجين للمرة الأولى في إنتاجه، ليصبحوا فيما بعد من أهم المخرجين في السينما المصرية. وبرع نور الشريف في تجسيد المعاناة الداخلية للشخصيات التي جسدها، وكان صاحب قدرة هائلة على تجسيد الأدوار والشخصيات ذات الأبعاد النفسية التي تتطلب من الفنان موهبة خاصة وثقافة وخبرة عميقة في الحياة. جرأة ومغامرة وجاءت اختياراته الفنية في أغلبها معبرة عن ثقافة ووعي تام، وجرأة تصل إلى حد المغامرة، ويكفيه أنه تعاون عبر مسيرته مع مدارس إخراجية نهلت من موهبته بشكل يدعو للدهشة، والتقط بعين الخبير قدرات الجدد من المخرجين المتميزين، وتعاون معهم دون تردد في بداياتهم الإخراجية ودعم بعضهم بالإنتاج الخاص بداية من عاطف الطيب في فيلمي «الغيرة القاتلة» و«سواق الأتوبيس»، ومروراً بسمير سيف في «دائرة الانتقام» و«المطارد»، ومحمد خان «ضربة شمس» وداود عبد السيد «البحث عن سيد مرزوق»، ومحمد النجار«زمن حاتم زهران» ومروان حامد «عمارة يعقوبيان»، ومحمد ياسين «دم الغزال» وانتهاءً بأمير رمسيس في «بتوقيت القاهرة» الذي عرض قبل أشهر قليلة. ... المزيد
مشاركة :