تصريحاتٌ لا مسئولةٌ، حملت معها عواقبَ وخيمه وتبعاتٍ خطيرةٍ، تصريحات تُسيء للنبي صلى الله عليه وسلم، وتُقوّضُ التعايشَ المشتركَ والاحترامَ المتبادلَ بين البشر، تصريحات لا مسئولةٍ تشوّه ُإسلام َمليارٍ ونصفَ المليارِ وتتهمهم وإسلامَهم بالإرهاب والتخلفِ والتطرف والرجعيةِ, وأنهم يعيشونَ(أزمة ً) تصريحات تستهدفُ مقدسات المسلمينَ، وتتطاولُ على نبيّهم، تصريحاتٌ تضربُ عُرضَ الحائطِ بحوارَ الحضارات والاديان طيلةَ السنواتِ الماضية .وما إن انتهت التصريحات ؛ حتى اندلعت شرارة الكراهية, والتحريض، والعنصرية، ما إن انتهت التصريحات ؛ حتى انقلب السحر علي الساحر؛ فهزت هذه الكلمات الأمةَ الإسلامية قاطبةً، وحركت الأجناسَ على اختلاف ألوانها, وأعراقها، ومشاربها، تصريحات انخلعت لها قلوبُ المسلمينَ, قلبت وسائلَ التواصلِ الاجتماعي بكل أشكال رفض الإساءة للإسلام , - ولنبيه صلى الله عليه وسلم -ولمقدساتِ المسلمينَ وشعائَرهُم مظاهرَ رافضةً لجميعِ أشكالِ العداءِ للإسلامِ والمسلمينَ, رافضةً للكذبِ والبهتانِ وتحميل الدينِ الإسلاميِ ما ليس منهُ ولا فيهِ وانقلب السحر على الساحر... إذ إن هذه التصريحات وحدت صفّ المسلمينَ , ووحدت مشاعرَهُم على كلمةٍ واحدةٍ - إلا رسول الله - قرة العين , ومهجةَ النفسِ, محمد بن عبد الله رمز الإسلام والرحمةِ والسلام .(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)) نحن بحاجة إلى الإجابة عن سؤالين :الأول : إما أنكم تجهلون تعاليم ديننا , وهذا أمر ميسورٌ ندعوكُم الى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم نناظَركم وتُناظروننا , ونُفَسر لكم ما أُشكل عليكم من شبهات , وما عَلِقَ في أذهانكم من صور لبعض السلوكيات الخاطئة ؛ جهلًا من أبنائه , أو فهمًا خاطئًا من أتباعه , حوارٌ صادقٌ شفافٌ , وموضوعي , ولنُكمِل ما بدأناه من مسيرةِ حوار الحضارات والأديان .الثاني : وإما أنكم تعرفون الإسلام , وصدق نبيهِ وأمانتِه , وتعرفونَ أخلاقَ نبيّنا وقيمِ ديننا , وإنما هو العداءُ لهذا الدينِ لمجردِ العَداءِ, اعوجاجٌ في التفكيرِ, وتشويهٌ للمخالفينَ في المعتقدِ , وتهويلٌ, وتضخيمٌ ,لأي ممارسةٍ خاطئةٍ لمتبعيه , بالفعل هناك أزمةٌ, لكنّ هذه الأزمة هي أزمةٌ نفسيةٌ كشفَ لنا عنها القرآنُ الكريمُ من قدم السنينَ بقوله : (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ(105) ) (البقرة ) وحذّرهم القرانُ بقوله (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)) ( البقرة) فهم يعرفون وينكرون, وحذرهم بقوله : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61)) ويبقى الأزهرُ الشريفُ الدرعَ الحامية والواقية لهذا الدين؛ برد الشبهات عنه , وتوضيح صحيح الدين, حصنٌ منيعٌ في وجه الافتراءات والتهم الكاذبة .. وسيبقى الأزهرُ مدافعًا عن الإسلامِ والمسلمينَ في كل مكانٍ وزمانٍ؛ فما كان من شيخِ الأزهرِ إمامِ الأمةِ وقتَ أن لامست مسامعَه هذه الأباطيل ُإلا بالرد عليها , وتفنيدها , بل الدعوةِ إلى مقاضاةِ من يبثُ ثقافةَ الكراهيةِ, والعنصرية, والإساءة للرموز والمقدسات الدينية .وانقلب السحر على الساحر ...فقد بات من لا يعرفون الإسلام يتشوقون للتعرف عليه, والسؤال عنه , وإرضاء فضولهم , ما الإسلام ؟ ما محمد ؟ ما شكله ؟ ما صفاته ؟ ما أخلاقه ؟ ما دعوته ؟ كل ما يجولُ بخاطرهم , وهذا خيرٌ عظيم ٌولاشكَ - إذ ما هيأ الله له المنهل الحق والمصدر الثقة , في الاطلاعِ على هذا الدين - يدخلون في دين الله أفواجًا .وانقلب السحر على الساحر... فالمسلمونَ اليومَ حبًا وشوقًا يُكثرون من الصلاةِ على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فاللهم صلّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ .وانقلب السحر على الساحر...لأن المسلمين اليومَ ينتصرون لهذا الدينِ بكلِ تحضرٍ ورقيٍ يعكسُ هذا رقيَ أيدولوجيتهم, وسمو أخلاق دينهِم الحنيف, ينتصرونَ لهذا الدينِ باتباعِ هدي نبيهِم - صلى الله عليه وسلم- وصدقَ القائلُ في مُحكمِ التنزيلِ : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107))الإسراء .
مشاركة :