الشعر يجمعنا.. ولد الهدى فالكائنات ضياء لأحمد شوقي

  • 11/1/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "ولد الهدى فالكائنات ضياء" لأمير الشعراء أحمد شوقي، تزامنا مع احتفالات الأمة الإسلامية بالمولد النبوي الشريف.وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُوَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُالـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُلِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُوَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهيوَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُوَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبابِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُوَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍوَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُنُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌفـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُاِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِأَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُيـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةًمِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوابَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقيإِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُخَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌدونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُهُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَتفـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُخُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَهاإِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُبِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَتوَتَـضَـوَّعَـت مِـسكًا بِكَ الغَبراءُوَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُحَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُوَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌوَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماءُأَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِوَتَـهَـلَّـلَـ ت وَاِهـتَـزَّتِ العَذراءُيَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُوَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُالـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌفـي الـمُـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُذُعِـرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَتوَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداءُوَالـنـارُ خـاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُمخَـمَـدَت ذَوائِـبُها وَغاضَ الماءُوَالآيُ تَـتـرى وَالـخَـوارِقُ جَمَّةٌجِــبـريـلُ رَوّاحٌ بِـهـا غَـدّاءُنِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِوَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُفـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِوَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُبِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَميَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُيـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلامِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُلَـو لَـم تُـقِـم دينًا لَقامَت وَحدَهاديـنـًا تُـضـيءُ بِـنـورِهِ الآناءُزانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌيُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُأَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِوَمَـلاحَـةُ الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياءُوَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُمـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُفَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدىوَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُوَإِذا عَـفَـوتَ فَـقـادِرًا وَمُـقَدَّرًالا يَـسـتَـهـيـنُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُوَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌهَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُوَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌفـي الـحَـقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُوَإِذا رَضـيـتَ فَـذاكَ في مَرضاتِهِوَرِضـى الـكَـثـيـرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُوَإِذا خَـطَـبـتَ فَـلِـلمَنابِرِ هِزَّةٌتَـعـرو الـنَـدِيَّ وَلِـلقُلوبِ بُكاءُوَإِذا قَـضَـيـتَ فَـلا اِرتِيابَ كَأَنَّماجـاءَ الـخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُوَإِذا حَـمَـيـتَ الماءَ لَم يورَد وَلَوأَنَّ الـقَـيـاصِـرَ وَالمُلوكَ ظِماءُوَإِذا أَجَـرتَ فَـأَنـتَ بَـيتُ اللَهِ لَميَـدخُـل عَـلَـيهِ المُستَجيرَ عَداءُوَإِذا مَـلَـكـتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّهاوَلَـوَ اَنَّ مـا مَـلَكَت يَداكَ الشاءُوَإِذا بَـنَـيـتَ فَـخَيرُ زَوجٍ عِشرَةًوَإِذا اِبـتَـنَـيـتَ فَـدونَـكَ الآباءُوَإِذا صَـحِـبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّمًافـي بُـردِكَ الأَصـحابُ وَالخُلَطاءُوَإِذا أَخَـذتَ الـعَـهـدَ أَو أَعطَيتَهُفَـجَـمـيـعُ عَـهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُوَإِذا مَـشَـيـتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌوَإِذا جَـرَيـتَ فَـإِنَّـكَ الـنَـكباءُوَتَـمُـدُّ حِـلـمَـكَ لِلسَفيهِ مُدارِيًاحَـتّـى يَـضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُفـي كُـلِّ نَـفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌوَلِـكُـلِّ نَـفـسٍ فـي نَداكَ رَجاءُ

مشاركة :